«ضنين ببقاء موقع الرئاسة منيعاً على حملات بعض مهرّجي السياسة»
أكد رئيس الجمهورية إميل لحود أن موقع الرئاسة «موقع وطني لجميع اللبنانيين» و«ليس موقعاً طائفياً بالمعنى الحصري»، وقال «أنا ضنين ببقاء هذا الموقع منيعاً على حملات التجريح والتشويه التي تصدر عن بعض مهرّجي السياسة، وسوف أتصرف، في نهاية المطاف، بما يمليه عليّ ضميري ووجداني الوطني إذا ما تعذر الوصول إلى حلول جامعة».
وتمنى أن تظل فرنسا من خلال تحركها الأخير لجمع الأطراف اللبنانيين في سان كلو «وسيطاً نزيهاً من دون تمييز بين فريق وآخر، تمهيداً لتفاهم أوسع حول حكومة إنقاذ وانتخابات رئاسية هادئة». وقال «إذا كانت طاولة الحوار التي ستعقد نهاية الأسبوع الجاري تساعد على إعادة التواصل بين الأفرقاء اللبنانيين لتضييق شقة الخلاف حول مسألتيْ الحكومة والرئاسة الداهمتين، فلا بأس أن تتكرس لاحقاً التفاهمات بين القيادات الرئيسية في لبنان وتكون مؤشراً الى النهوض بالبلد والتصدي لكل أشكال التخريب على صيغته الفريدة، سواء كان بالتوطين أو بزرع الفتنة المذهبية المتأجّجة في العراق».
وأعرب لحود، بحسب ما نقل عنه رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن الذي التقاه أمس، عن خشيته من «تمادي الاستقواء بالدعم الخارجي، لأنه مبني على عوامل ظرفية، ولا يبقى للبنانيين غير أنفسهم لحماية السلم الأهلي الذي تحقق وعدم زجّه في أتون الصراعات الإقليمية والدولية». وجدد دعوته الجميع الى المشاركة «في تعزيز الوحدة الوطنية التي يمكن وحدها أن تفضي الى حكومة وفاق وطني حقيقي تمهّد الطريق لانتخاب رئيس جديد للجمهورية».
وأثار مجدداً موضوع التوطين، معتبراً «أن بعض الأطراف لا يستشعر خطورة ما يجري على هذا الصعيد لضرب لبنان في صميم صيغته وكيانه. ولا تكفي الأصوات المرتفعة من بعض المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين والمنادية برفض التوطين، بل ينبغي معالجة الأوضاع الفلسطينية التي أهملتها بعض قيادات السلطة حتى استفحلت فانفجرت في وجه الجيش الوطني ظاهرة الإرهاب المترعرعة في كنف المخيمات تحت اسم «فتح الإسلام» بعيداً من أعين سلطة الدولة الغائبة أصلاً عن أمن المخيمات لاعتبارات إقليمية
معروفة».
ورأى أن بيان المطارنة الموارنة الأخير «قرع ناقوس الخطر على مفهوم التعايش والصيغة اللبنانية»، معتبراً أن لا حياة للبنان من دون هذه الصيغة «ما دام هناك إمعان في الإخلال بالتوازنات التي يمارسها البعض في حكومة فقدت شرعيتها ودستوريتها منذ 11 تشرين الثاني 2006 عندما استقال منها وزراء الطائفة الشيعية الكريمة. فعندما تتحدث بكركي عن مخاطر التلاعب بالجوهر الوطني الذي يحتضن الجميع بالتساوي، فإنما تعني كل الفئات اللبنانية التي يتشكل منها الكيان الاجتماعي الوطني وإن اتخذ طابع التجمعات الطائفية أصلاً». وأضاف: «ثمة اثنان يتحدثان بمنطق لبناني شامل، بكركي ورئاسة الجمهورية. ولئن كان منطلقهما مارونياً إلا أنهما يدركان أن لبنان ليس للموارنة والمسيحيين وحدهم بل لكل أبنائه، وإن كان الموارنة في الأساس سبباً رئيسياً في استقلاله».
والتقى لحود أمس السفير الألماني ماريوس هاس، في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهمته في لبنان. وتمنى له التوفيق، مشدداً على متانة العلاقات التي تربط لبنان بألمانيا و«التي تستدعي المزيد من التعاون على كل الصعد»، شاكراً المساهمة الألمانية في قوات اليونيفيل.
ثم استقبل الوزير السابق سيبوه هوفنانيان، فوفداً من ندوة العلماء المسلمين في عكار والشمال برئاسة الشيخ عبد السلام حراش الذي تحدث «عن ضغوط تُمارس على رجال الدين الذين وقفوا في وجه التطرف ونادوا بالوحدة الوطنية حفاظاً على النسيج الوطني العكاري من موجات التحريض الطائفي والمذهبي»، مشيراً الى أن أبناء المنطقة «يقفون الى جانب الجيش في مواجهة عصابات المسلحين الذين يزرعون الخوف والتخريب».
(وطنية)