أنطون الخوري حرب
يثير التمثيل المسيحي في حوار سان كلو الباريسي الأسبوع المقبل جملة تساؤلات عن المنهجية التي اتّبعت في توجيه الدعوات، وعن سبب استبعاد من تم استبعادهم.
ويثير قرار حضور قادة الصف الثاني من التيارات والقوى السياسية اللبنانية اشكالية كبرى لدى الشخصيات المستقلة او حتى لدى بعض التيارات الحزبية. إذ لا أحد يقدّم إجابة عن سبب استبعاد تيار «المردة»، مثلاً، الذي حاز رئيسه الوزير السابق سليمان فرنجية في انتخابات عام 2005 أكثر من 80 في المئة من أصوات الناخبين المسيحيين في دائرته الانتخابية، ما دامت قاعدة التمثيل التي اعتمدت في جلسات الحوار والتشاور بأن يكون لكل من المدعوين كتلة من أربعة نواب لم يتبنّها الفرنسيون هذه المرة. ويتساءل كثيرون، مثلاً، عن سبب دعوة الرئيس أمين الجميل الى حوار سان كلو، رغم أن قاعدته التمثيلية لا تزيد، بالتأكيد، على تلك العائدة لتيار «المردة»، ورغم أنه لم يعد حتى من الذين تنطبق عليهم قاعدة «التمثيل النيابي الرباعي»، بعد استشهاد الوزير بيار الجميل وخروج النائب نادر سكر من كتلة الكتائب وأخذ النائبة صولانج الجميل مسافة عنها، لتقتصر الكتلة النيابية الكتائبية على النائب أنطوان غانم.
وإذ ترى قيادة «المردة» أنها ستكون ممثلة في الحوار الباريسي بـ «التيار الوطني الحر» فإن أحد أركانها يسأل عن دور التيار في تصويب هذا الانحراف، ويفضل أن تصبح قيادة التيارين موحدة التمثيل في الاجتماع، وأن يشارك الى جانب ممثل «التيار الوطني» ممثل عن «المردة».
ويطرح احد كبار المطارنة الموارنة سؤالاً حقيقياً عن سبب تجاهل «جبهة الحرية» التي تمثل أحزاب «حراس الارز» و«التنظيم» و«نمور الاحرار» وقدامى «القوات اللبنانية» والتجمعات المسيحية المستقلة، متسائلاً: «لماذا يبقى توزيع القوى على حاله كما كان في عهد الوصاية السورية، وعلى رغم انتهاء زمن التهميش القسري الذي مارسه حلفاء النظام السوري في حق المسيحيين؟»، غامزاً من قناة النائب وليد جنبلاط «الذي لم يشبع بعد من الاستقواء علينا بالقوى الخارجية أياً كانت هذه القوى»، مشيراً الى «تباهيه، في كل مناسبة، بإسقاط اتفاق 17 أيار بصفته علامة خيانة وطنية في تاريخ المسيحيين، فيما يتودد في الوقت نفسه الى الرئيس الجميل ويتحالف معه في تجمع 14 آذار».
ويؤكد المطران نفسه أن بكركي لم تُستشر في شأن التمثيل المسيحي في حوار باريس، «وهم لو استشاروها لما تمكنوا من تجاوز هذه العقدة بسهولة، وتجاهل الصرح البطريركي هدفه إمرار هذه المسألة من دون انتباه احد». ويلفت الى «أنهم إذا أتونا بالحل من باريس فسنصفق لهم ونحملهم على أكتافنا، لكن إن لم يكن هناك حل، فإن هذه المعادلة التمثيلية ينبغي أن تتغير في كل الاستحقاقات المقبلة»، كذلك «ينبغي معالجة هذا الأمر من ضمن معالجة شاملة للتمثيل المسيحي في الدولة كلها، وذلك على أسس واضحة تستند الى الأحجام السياسية الحقيقية، في وقت يتحدد فيه مصير المسيحيين اللبنانيين للقرن الحالي».