وكأنه لم يكن ينقص المواطنين في بعض المناطق اللبنانية يوم الأحد الفائت سوى سماع رشقات نارية هنا وهناك، ليزداد التوتر الذي يشعر به المواطنون نتيجة الأوضاع الأمنية والسياسية التي تمرّ فيها البلاد.فبعد صدور نتائج الامتحانات الرسمية عمّت معظم المناطق الاحتفالات بنجاح الطلاب في شهاداتهم، واختلفت مظاهر الفرح بين من أطلق الزغاريد ومن أطلق النار في الهواء. ففي معظم قرى البقاع سمع المواطنون أصوات إطلاق عدة رشقات نارية تبيّن لاحقاً أنها أُطلقت ابتهاجاً بصدور نتائج شهادة علوم الحياة. ولم تقتصر حفلات إطلاق الرصاص على هذه المناطق بل وصلت الى بلدة وادي بيصور ومجدليا ومختلف مناطق الضاحية الجنوبية لبيروت. وفي الإطار ذاته، لم تمنع القوانين العسكرية الصارمة أحد عناصر المديرية العامة للأمن العام قاسم ح. في بلدة كفرحتى من إطلاق النار في الهواء ابتهاجاً بنجاح أحد أولاده.
من جهة أخرى، لم يكن الرصاص من شيم الفرحين فقط في «يوم الرصاص» بل أيضاً من شيم الغاضبين الذين لم يتوانوا عن استخدام أسلحتهم وإطلاق النار على من اختلفوا معهم أو حتى من يزعجونهم. فإثر خلافات عائلية في بلدة سرعين الفوقا أطلق علي ش. النار من مسدسه باتجاه هولو ش. فأصابه في صدره ما استدعى نقل المصاب الى مستشفى رياق للمعالجة حيث ما لبث أن فارق الحياة بينما فر مطلق النار الى جهة مجهولة.
اللائحة تطول ولا تتسع لها هذه السطور، والمشهد ذاته تكرر يوم أمس، مع نتائج شهادة الإنسانيات. وما بين اليومين، سجّلت القوى الأمنية 17 حادث إطلاق نار، والعدد مرشّح للارتفاع مجدّداً نهاية الأسبوع مع نتائج امتحانات جديدة.
(الأخبار)