«إلى متى سيبقى الإهمال سائداً لدى معظم المعنيين بسلامة الطرقات؟»، توج هذا السؤال نداء عاجلاً أطلقه تجمع الشباب للتوعية الاجتماعية «يازا»، طالبوا فيه المعنيين بالتحرك فوراً لوقف «كوارث السير». وتوج هذا السؤال أيضاً شفاه المواطنين بعدما صدمت أمس سيارة «بي أم دبليو» في الصرفند مجيد عبد الغني فأردته على الفور، ونقل إلى مستشفى خروبي في الصرفند.حوادث لا تنتهيوعلى الطريق الدولية ذاتها أدى حادث سير بين سيارتي فان، أحدهما عمومي والآخر خصوصي، وسيارة هوندا، إلى جرح أربعة مواطنين بينهم طفلة عمرها خمس سنوات نقلت إلى مستشفى بعلبك بإصابات خطرة. فقد اصطدم الفان العمومي بالفان الآخر والسيارة، وفرّ سائقه بعد الحادث مباشرة. والجرحى هم بشرى عساف (5 سنوات) وإصابتها خطرة، ووالدها السائق حسن عساف (45 عاماً) وشقيقتها فاطمة (20 عاماً)، وسائق الهوندا بشارة صفير. وعلى طريق أبلح ـــــ رياق، اصطدمت آليتان على حاجز للجيش اللبناني، واحدة منها تابعة لقوى الأمن الداخلي، ما أدى إلى إصابات بشرية طفيفة وأضرار مادية جسيمة.
وأصيب حسين الجاروش بكسور بالغة في جسمه جراء اصطدام سيارة رينو رابيد بدراجته النارية على طريق الخيارة ـــــ دار الحنان ونقل إلى مستشفى فرحات في كامد اللوز. وتطول اللائحة ويصعب تعقب كل الحوادث على الطرقات اللبنانية.
مطالب عاجلة... ومتكررة
حمّلت «اليازا» بعض المسؤولين تبعات الحوادث التي «يصعب إحصاؤها بسبب وتيرتها السريعة»، وجاء في بيانها أن المواطنين يسقطون في حوادث السير «نتيجة إهمال بعض المسؤولين ولامبالاتهم». ووجهت «اليازا» إلى وزارة الأشغال والنقل وإلى البلديات والحكومة ومجلس الإنماء والإعمار اقتراحات تهدف إلى الحد من ضحايا حوادث السير، منها تجنيد عدد أكبر من عناصر قوى الأمن الداخلي لضبط السير والمخالفات والتشدد مع المخالفين. ولفت التجمع إلى ضرورة التزام جميع متعهدي الورش وأعمال الصيانة على الطرقات شروط السلامة العامة تبعاً للمواصفات الدولية، مذكرة بأن المواصفات المعمول بها في لبنان هي من أدنى المواصفات العالمية. وطالبت مجلس الإنماء والإعمار ووزارة الأشغال العامة والنقل بتأمين أجهزة مراقبة لتوقيف المخالفين «قبل وقوع الحادث وليس بعده كما درجت العادة في لبنان». وتوجهت «اليازا» أيضاً إلى المواطنين، مناشدة إياهم التقيد بإشارات المرور والاحتراس أثناء القيادة قرب ورش الأعمال المنتشرة على الطرقات، وخصوصاً الدولية منها التي يزدحم عليها السير بشكل دائم. ولفتت إلى ضرورة توزيع حاملي الأعلام على الطرقات بشكل مستمر ليتسنى للسائقين معرفة أماكن تحويل السير ووجود الورش، وخصوصاً أثناء القيادة الليلية.
أرقام مخيفة
مطالبة «اليازا» المتكررة للدولة بتحمل مسؤولياتها في العمل على مكافحة حوادث السير تأخذ حيزاً مهماً عند اللبنانيين، فالإحصاءات تشير إلى أعداد ضخمة في الضحايا بين قتيل وجريح، وما ينتج من إصابات دائمة ومعوقة لدى بعض الأشخاص. ففي الأسبوع الفائت بين الأول من تموز والسابع منه بلغ عدد حوادث السير ثمانية وعشرين حادثاً. ثمانية وعشرون حادثاً في أسبوع واحد في فصل لا يوجد فيه أمطار وعواصف لتنزلق السيارات! ومن السابع حتى اليوم أحد عشر حادثاً، أي في أربعة أيام، ليرتفع عدد الحوادث منذ بداية العام الحالي إلى اليوم إلى 926 حادثاً. ويتكرر السؤال الذي طرحته «اليازا» مع تكرر مطالبها: «إلى متى سيبقى الإهمال سائداً لدى معظم المعنيين بسلامة الطرقات؟».