الحريري: يدي لا تزال ممدودة للحوار إلا إذا كان للمعارضة طريق آخر
شدّد الملك الأردني عبد الله الثاني، خلال استقباله أمس النائب سعد الحريري، على ضرورة الحفاظ على وحدة واستقرار لبنان، معلناً دعم الأردن لكل الجهود الهادفة الى ذلك، وتضامنه «مع لبنان الشقيق، لتجاوز الظروف الراهنة وتثبيت دعائم الأمن». فيما أمل رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، نجاح لقاء سان كلو الباريسي «لأنه في نهاية المطاف، لا بديل عن الحوار..الا إذا كان هناك طريق آخر للمعارضة».
فقد زار الحريري أمس، العاصمة الأردنية عمان لساعات، التقى خلالها عبد الله الثاني لمدة ساعة ونصف ساعة، تخلّلها غداء عمل، ومناقشة الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، بحسب بيان للمكتب الإعلامي لرئيس تيار المستقبل الذي أشار أيضاً الى وصوله بُعيد الظهر الى قاعدة «ماركا» العسكرية في عمان.
وذكر بيان للديوان الملكي الأردني أن عبد الله الثاني أكد خلال اللقاء على «ضرورة توحيد جهود جميع اللبنانيين، للمحافظة على وحدة لبنان وتمكينه من الخروج من أزمته السياسية بعيداً عن المصالح الفئوية والتدخلات الخارجية». ودعا مختلف القوى والتيارات السياسية اللبنانية الى «وضع مصلحة لبنان فوق كل الاختلافات، والعمل معاً على تعزيز جبهتهم الداخلية وتحقيق الوفاق الوطني الذي بات ضرورة ملحة في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها المنطقة».
وقبل مغادرته عمَّان عقد الحريري مؤتمراً صحافياً في المطار، تمنّى في مستهله نجاح لقاء سان كلو «لأنه في نهاية المطاف، لا بديل عن الحوار». وقال إن الملك الأردني كان «كما هو دائماً، متفهاً وداعماً لسياسة الحكومة والدولة اللبنانية وللحوار بين اللبنانيين، وهو ينصح دائماً بالحوار».
وقال رداً على سؤال عما قالته «الصحف السورية من أنه لن يكون هناك حل للأزمة في لبنان إلا عن طريق سوريا»: «فلتقل الصحف السورية ما تريده، أما نحن فنؤمن بأن وحدة الشعب اللبناني هي التي من شأنها أن تخلّص لبنان من أي تدخل سوري أو غير سوري أو عربي أو أجنبي أو إيراني أو غيره». وأمل أن يتم في اللقاء الباريسي تأكيد النقاط التي اتفق عليها خلال الحوار الوطني.
وتعليقاً على ترحيب أيمن الظواهري بالاعتداء على اليونيفيل، قال الحريري: «كل هذه الظاهرة التي تحدث في لبنان حالياً، من قاعدة او ما يشبهها، لا دخل لها، لا بالإسلام و لا بالمسلمين. أما بالنسبة إلى أيمن الظواهري فما دخله في لبنان وماذا يفعل في لبنان ليبارك عملية إجرامية ضد أناس أتوا بطلب من الشعب والحكومة وكل القوى السياسية اللبنانية». وأضاف: «لا دخل لهؤلاء بالإسلام، هم مجموعة صغيرة في العالم الإسلامي الذي يضم ملياراً وأربعمئة مليون مسلم، وهم يحاولون أن يخطفوا الدين الإسلامي والمسلمين، ويظهروهم أمام العالم أجمع وكأن المسلمين جميعاً إرهابيون. كلا، هم الإرهابيون وهم القتلة، ويجب على الجميع أن يكونوا متشددين معهم للقضاء عليهم، لأن لا دخل لهم لا في لبنان ولا في أي دولة، ولا يحق لأحد أن يكفِّر المسلمين أو غيرهم، فالله سبحانه تعالى هو الوحيد الذي يعفي ويغفر وهو الرحمن الرحيم».
وعن وجود خطابين في 14 آذار «الأول يدعو الى الحوار والثاني حاد مثل خطاب النائب وليد جنبلاط»، قال: «إذا كان لا بد لي أن أشجع أي تطرف، فأنا أشجع التطرف اللبناني. على اللبنانيين ان يكونوا متطرفين لبنانياً. ويجب أن نحب بلدنا ونعمل له وليس لأي مصلحة أخرى. وليد جنبلاط حليف في 14 آذار، كما سمير جعجع وكما سائر الفرقاء الآخرين الذين هم أصلاً لبنانيون. فإذا تطرفنا جميعاً للبنان ولمصلحة لبنان العليا، فلن يتمكن أحد من أن يدخل بيننا. من المؤكد أن هناك خلافات سياسية بيننا وبين الآخرين. قد تكون خلافات جذرية في طريقة التعاطي السياسي في البلد. لكن في نهاية المطاف، أي حل سياسي في حاجة الى حوار، ومن غير حوار لا حل سياسياً، بل ستبقى المشاكل تتفاقم. في السابق مددت يدي للحوار مع المعارضة وما زلت أمدّها. وكما يعرف الجميع لا شيء يحل من دون حوار، الا اذا كان هناك طريق آخر للمعارضة، وهو رفضها للحوار. نحن مددنا يدنا ولغاية الآن لم يتم أي حوار.
ورداً على سؤال عن إمكان الوصول الى مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية، قال: «لا بد من أن نتحاور لنصل الى هذا الأمر. إذا أردنا أن نصل الى حل، ألا يجب أن يكون هناك حوار؟». ولمناسبة اللقاء الحواري، شكر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «الذي تبنّى قضية لبنان والمحكمة الدولية واستقرار وسيادة وديموقراطية لبنان، وهذا أمر يهمنا كثيراً».
ولم يُشر لا من قريب أو بعيد الى «الهاجس الأمني»، في رده على سؤال عن سبب مغادرة عدد من النواب لبنان، حاصراً الأسباب بأن «رحلات بعض البرلمانيين الذين ذهبوا الى مصر او بعض الدول العربية» هي «للقيام بحركة عربية، لشرح وجهة نظر 14 آذار ووجهة نظر تيار المستقبل والقوى السياسية الحليفة الأخرى. وأنا سأقوم في أقرب فرصة بجولة عربية، وبعدها أعود الى بيروت».
عندئذ سئل: سمعنا أن هناك تهديدات موجهة إلى هؤلاء البرلمانيين؟ فاكتفى بالإجابة: «التهديدات موجودة أربعاً وعشرين ساعة على أربع وعشرين».
(الأخبار، أ.ف.ب)