هنّأ رئيس الجمهورية اميل لحود، اللبنانيين «شعباً ومقاومةً وجيشاً» بـ «الانتصار التاريخي والمدوي» في حرب تموز العام الماضي، وأبدى أسفه لـ«عدم ترجمة بعض المسؤولين والأطراف لثمار الانتصار أولاً، ولوحدة اللبنانيين وتضامنهم في خلال الحرب، في العمل السياسي وعبر المؤسسات».جاء ذلك في كلمة وجّهها لحود الى اللبنانيين، عشية الذكرى الأولى للعدوان، مباركاً الانتصار «على العدو الإسرائيلي الذي شنّ حرباً شاملة ومبرمجة على بلادنا بهدف تدمير مقومات الحياة فيها، وبث التفرقة بين اللبنانيين، وضرب جذور مقاومتهم الباسلة، وتأليب الشعب عليها، تمهيداً لإضعافنا وتمرير مخططاته على حسابنا، وعلى رأسها توطين الفلسطينيين في لبنان».
وقال: «إن الانتصار المدوّي الذي حققه لبنان، وصموده ثلاثة وثلاثين يوماً في وجه أعتى قوة عسكرية غاشمة، وتفشيله للمخططات التي حيكت ضده بتغطية دولية واسعة، إنما تؤكد أن قوة لبنان هي في قوته، لا في ضعفه، كما كان بعض السياسيين يروّج في الماضي. وإن هذه القوة هي التي ستفرض في النهاية مصالح لبنان في وجه مصالح الدول التي تستغل اليوم بعض الأطراف اللبنانية لتحقيق مآربها وأهدافها المشبوهة».
وشدّد على أن الانتصار «لم يكن ليتحقق لولا سياسة الممانعة التي انتهجناها، والتي جعلت من المقاومة الوطنية رأس الحربة في الوقوف في وجه عدوانية إسرائيل ورغبتها في الانتقام من لبنان للإذلال الذي ألحقه بها نتيجة انسحابها المخزي من معظم أراضيه عام 2000».
أضاف: «لكنّ مقاومتنا الوطنية لم تكن لتتصدى لقوة إسرائيل التدميرية، لولا احتضانها من جانب شعبها، ومؤازرتها من الجيش اللبناني، الذي دفع ولا يزال يدفع، ضريبة الدم دفاعاً عن مجتمعه وأرضه وشعبه». وأشاد باحتضان اللبنانيين بعضهم لبعض خلال العدوان الذي أدى «إلى تهجير نحو مليون إنسان كانوا سيظلون بلا مأوى لولا الوحدة الرائعة التي أظهرها اللبنانيون».
ورأى «أن ما يدعو حقيقةً إلى الأسى اليوم، هو عدم ترجمة بعض المسؤولين والأطراف لثمار الانتصار أولاً، ولوحدة اللبنانيين وتضامنهم في خلال الحرب، في العمل السياسي وعبر المؤسسات، فساهموا في تعميق الخنادق السياسية بين الشعب الواحد، ضاربين عرض الحائط بصيغة العيش المشترك التي هي أساس وجود لبنان، فاستأثروا بالسلطة، وقفزوا فوق الدستور والأعراف والميثاق الوطني، واستقووا بالخارج على أبناء وطنهم، وأمعنوا في شل مؤسسات الدولة، وصمّوا آذانهم عن كل نداءات المشاركة، وتأليف حكومة وحدة وطنية تعكس رغبات وتطلّعات كل اللبنانيين وتحقق مصالحهم. كل ذلك لاعتقادهم أن الغطاء الدولي يوفر لهم شرعية داخلية. لكنني أقول لهم إنهم مخطئون، ولا سبيل للبنان قوي، وصاحب رسالة، ومقاوم، ومزدهر، إلا عبر وحدة أبنائه وحفاظهم على صيغة العيش المشترك التي في النهاية هي التي تحفظ الجميع وتصون حقوقهم ووجودهم».
وختم: «إن لبنان الواحد سينتصر في وجه مشاريع تفتيته وإضعافه. ولبنان صاحب القرار الحر والمستقل، سينتصر في وجه الارتهان والتدويل، ولبنان المشاركة سينتصر في وجه لبنان الاستئثار. وكما انتصرنا على إسرائيل عام 2000 وعام 2006، هكذا سنظل دولة المقاومة والصمود حتى استعادة جميع حقوقنا، وتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة. وسيتمكن لبنان من النهوض من جديد بوعي أبنائه الشرفاء، ليعود رسالة للسلام والحياة. والأيام المقبلة ستشهد على ما أقول».
(وطنية)