strong>«الملاحم البطولية للمقاومة وتفاني الجيش والوحدة الوطنية أفشلت مخططات العدو»
خمسون شهيداً و450 جريحاً من «الشهود الأحياء على غطرسة العدو الاسرائيلي وإجرامه وتجاوزه للمواثيق والشرائع الدولية»، كانت «حصة» الجيش من العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز الماضي، الذي أفشلته «الملاحم البطولية التي سطّرتها المقاومة، وتفاني الجيش في تصديه للعدوان، والوحدة الوطنية العارمة التي تجلت في احتضان المواطنين لإخوتهم في الوطن والمواطنية»، بحسب قائد الجيش العماد ميشال سليمان، الذي توجه إلى «اللبنانيين جميعاً للعمل في سبيل المزيد من التوافق والوحدة إجهاضاً للمؤامرات»، منبّهاً إلى «أن الحلول للمشاكل القائمة لا يمكن أن تأتي يوماً من الخارج».
فقد ترأس قائد الجيش احتفال تقليد الأوسمة الذي أقيم في باحة مبنى وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، أمس، تكريماً للعسكريين الذين أصيبوا خلال تصديهم للعدوان الاسرائيلي في تموز الماضي، والبالغ عددهم 450 جريحاً. وتخلل ذلك وضع إكليل من الزهر على نصب شهداء الجيش الخمسين، ضحايا هذا العدوان.
وألقى العماد سليمان كلمة في المناسبة أبدى خلالها تقديره واعتزازه بالعسكريين لتضحياتهم الجسام، واصفاً إياهم بـ «الشهود الأحياء على غطرسة العدو الإسرائيلي وإجرامه وتجاوزه للمواثيق والشرائع الدولية»، ومؤكداً «أن الملاحم البطولية التي سطّرتها المقاومة، وتفاني الجيش في تصديه للعدوان، والوحدة الوطنية العارمة التي تجلت في احتضان المواطنين لإخوتهم في الوطن والمواطنية، كل ذلك أفشل مخططات العدو الهادفة إلى إخضاع الشعب اللبناني وكسر إرادته وجعل الساحة اللبنانية مباحة لمخططاته وأطماعه التوسعية».
وأضاف قائد الجيش: «إن الدماء التي قدمها العسكريون في عدوان تموز 2006، جعلت من المؤسسة العسكرية مرجلاً تنصهر فيه الوحدة الوطنية جسداً وروحاً، وبفضل هذه الوحدة تم تجنيب الوطن مخاطر وتحديات في أكثر من استحقاق مصيري. وبهذه الوحدة أيضاً يواجه الجيش الإرهاب الذي يتقاطع مع العدو الاسرائيلي في استهدافه لوحدة الوطن واستقراره»، مشيراً إلى «أن ما عجز عنه هذا العدو حين قصف مراكز الجيش في العبدة، حاول إرهابيو ما يسمى «فتح الاسلام» استكماله باعتدائهم على المراكز نفسها، ليتلاقيا معاً على هدف مشترك هو النيل من وحدة الجيش وتماسكه».
وتوجّه سليمان الى «اللبنانيين جميعاً للعمل في سبيل المزيد من التوافق والوحدة إجهاضاً للمؤامرات التي يمكن أن تنمو في مناخ الانقسام الداخلي والتجاذب السياسي العبثي»، منبهاً الى «أن الحلول لمختلف المشاكل القائمة لا يمكن أن تأتي يوماً من الخارج، بل هي وليدة وعي اللبنانيين وحملهم بكل شجاعة مسؤولياتهم التاريخية في الحفاظ على وطنهم وصون مصلحة شعبهم».
وفي الختام، عاهد قائد الجيش اللبنانيين «باسم دماء الشهداء وآلام الجرحى والتضحيات التي لا تقدّر بأي ثمن، أن يبقى الجيش موحداً، راسخاً في ولائه الوطني، وفياً لشهدائه مؤمناً بلبنان».
واختُتم الاحتفال بعرض التحية للقوى الرمزية المشاركة.
(الأخبار)