عشية الذكرى السنوية الأولى لعدوان تموز، وجّه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة إلى اللبنانيين، مستذكراً «يوم الاختبار الإلهي»، حيث «التجربة المرّة والتحدّي الكبير»، وهو ما أسفر عن «انقلاب السحر على الساحر، وتغيير الموازين»، إذ «ظهر الحق وزهق الباطل، لأن إرادة الحق أقوى من قوة الباطل مهما كبرت».ومجدّداً العهد للبنانيين بـ«التصدّي لكل المؤامرات»، طالب قبلان جميع فئات الشعب اللبناني بـ«تجديد وحدتها وتضامنها لحفظ لبنان والدفاع عنه، والعودة الى الأصالة الوطنية والقومية ليبقى لبنان صخرة تتكسّر على جوانبها كل أنواع المؤامرات»، مشيراً إلى أن لبنان يمرّ بعواصف عاتية، وعلى الجميع تحمّل مسؤولياتهم بالوقوف وقفة ضمير وثبات متّحدين، متعاونين، متّعظين بشهر تموز الذي هو مدرسة في الجهاد والمقاومة».
وأكّد قبلان أن «المقاومة ليست إرهاباً، ولا يمكن أن تكون كذلك»، بل هي «تعبير عن رفض الظلم والاحتلال»، مطالباً العالم بـ«إدانة إسرائيل، دولة الإرهاب الأولى، على ما اقترفته بحق المدنيين في عدوان تموز».
وفي هذا الصدد، رأى أن إزالة آثار عدوان تموز «مطلب وطني يحتّمه منطق الواجب الوطني من الدولة تجاه المواطنين، وهو ليس منّة من الدولة تقدّمها لأبنائها، بل واجب عليها، ولا سيما أن المساعدات المادية والعينية وصلت الى لبنان»، مضيفاً: «لا نقبل أن تبقى المساعدات في المخازن والمستودعات بدل توزيعها على مستحقّيها».
وفي إطار لقاء سان كلو، أمل قبلان «أن يسهم في تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، ويفضي الى نتائج ملموسة تنهي الأزمة السياسية الراهنة وصولاً الى حل نهائي ينقذ لبنان واللبنانيين»، داعياً المشاركين الى ضرورة «وضع مصلحة الوطن نصب أعينهم، والانطلاق مجدداً لترسيخ الوحدة والتضامن والعمل بجدية وموضوعية وصدق لتخليص البلد من هذه المهاترات»، إذ «لا يجوز بقاء الأفرقاء في حالة تشنج في المواقف دون تقديم تنازلات». وإذ أكّد أن لبنان «وطن نهائي للجميع، ولا يحقّ لأحد التحكّم بمصيره»، رأى في تأليف حكومة الوحدة الوطنية «بداية صحيحة لانطلاق الحل»، وبعدها «يتمّ التشاور للوصول الى التوافق على انتخاب رئيس جديد للبلاد، طبقاً لأحكام الدستور».
(وطنية)