مزارع شبعا ــ عساف أبو رحال
في خطوة هي الأولى من نوعها، باشرت الكتيبة الإيرلندية العاملة في إطار قوات اليونيفيل المعززة عملية تمشيط بحثاً عن ألغام ومخلفات للاحتلال الإسرائيلي، بغية إقامة موقع جديد خلف الشريط القديم الفاصل عن منطقة المزارع، وذلك عند نقطة باب الهوا بين موقعيْ رمثا ورويسة السماقة، بعمق نحو مئة متر خلف بوابة عزرائيل جنوب شرق بلدة كفرشوبا. وحضر صباح اليوم فريق هندسي تابع للأمم المتحدة في قوات اليونيفيل، رافقه ضباط من الكتيبة الهندية خصيصاً للوقوف على أعمال المسح وتحديد النقاط، كخطوة لتسلم الأراضي من أصحابها والبالغة مساحتها نحو 12 دونماً بحسب مصدر دولي. وتعود ملكيتها الى أهالي بلدتيْ كفرشوبا وحلتا الذين حضروا برفقة مخاتير البلدة محمد سعيد قصب وأحمد علي ذياب وبعض المسنين من الأهالي أصحاب الخبرات القديمة لكون المنطقة لم تعرف المساحة بعد، إضافة إلى أن الغياب القسري الذي دام أكثر من أربعين عاماً أثّر سلباً في ذاكرة الكثيرين لدرجة أن قلة قليلة ما زالت تدرك موقع هذه الأراضي وحدودها.
الموقع الدولي الجديد الذي ستتسلمه الكتيبة الهندية هو من ضمن سلسلة مواقع تعمل على إنشائها قوات اليونيفيل بالتعاون والتنسيق مع قيادة الجيش اللبناني في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، وما يميزها عن غيرها هو كونها مواقع متقدمة على الحدود مع تلال كفرشوبا ومزارع شبعا المحتلة.
أعمال المسح جرت بحضور المخاتير الذين اطلعوا على حجج قديمة بحوزة أصحاب الأراضي يعود تاريخ بعضها الى نحو مئة عام تمت بموجبها معرفة حدود الأراضي التي هجرها أهلها بسبب الاحتلال، وكانت مرجعاً ودليلاً مهماً في إعادة رسم الحدود. المختار محمد قصب رحّب بهذه الخطوة التي من المفترض أن تؤدي الى حماية مساحات واسعة من الأراضي التي كانت سابقاًَ محاصرة نارياً وخاضعة لسيطرة الاحتلال غير المباشرة. وقال: «نتمنى أن تتحول هذه المواقع لاحقاً الى مواقع لبنانية يتسلمها الجيش اللبناني كخطوة نحو تحرير بقية الأراضي اللبنانية المحتلة، وهناك مساحات أخرى باتت غير معروفة وضاعت معالمها بسبب أعمال الجرف ونقل التربة من المزارع وتلال كفرشوبا الى جهات مجهولة. وإن الجيل الجديد لا يعرف عنها شيئاً، فهذه الأراضي أصبح لا يعرفها إلا كبار السن من أبناء البلدة»، وقال «منذ نحو 40 عاماً أفقد الاحتلال الإسرائيلي أهالي بلدة كفرشوبا قسماً كبيراً من أراضيهم بينها المرتفعات الواقعة شرق البلدة، التي كانت في ما مضى تشكل مورد رزق مهماً اعتمدوا عليه سنوات طوال، ونتمنى اليوم استرجاع هذه الأراضي التي هي جزء من الأراضي اللبنانية المحتلة». وتخوّف هيثم عبد العال من بلدة حلتا، أن يشكل الموقع الجديد عقبة أمام رعاة المواشي، لكونه يملك أكثر من ألف رأس ماعز، ومساحات واسعة من الأراضي تبلغ مساحتها نحو 1200 دونم، منها رويسة السماقة حيث يقيم الاحتلال موقعاً عليها، وقال: «نطالب قوات اليونيفيل بالعمل على رفع المعاناة لجهة ضيق المراعي بسبب الحصار المفروض من قبل مواقع الاحتلال، ونتمنى أن يكون الموقع الجديد مقدمة لتحرير أرضنا المحتلة، وإذا مُنع الرعاة من التجوال نكون قد انتقلنا من تحت الدلفة الى تحت المزراب».
ويعتبر الموقع الجديد خطوة مهمة بنظر أهالي قرى العرقوب الذين يتساءلون عن الحظر المفروض على مزرعة بسطرة ومحيطها، علماً أنها أراض محررة منذ عام 2000.
وتبقى المراهنة على المواقع الجديدة في باب الهوا وخلة الكوارة ومنطقة الشحل قائمة بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من مستجدات لجهة المهمات الموكلة إليها.