فاتن الحاج
صرفت إدارة مدرسة «لاسيتيه كولتوريل» مجموعة كبيرة من المنسقين والأساتذة من أقسام الرياضيات والفيزياء والكيمياء واللغات العربية والأجنبية دون سابق انذار أوتحديد للأسباب الموجبة للصرف. ويواجه الأساتذة مصيراً مجهولاً، وإن كانت إدارة المدرسة قد وعدتهم بدفع مستحقاتهم كاملة

يترقب المعلمون في القطاع الخاص ما سيرشح عن المؤتمر الصحافي الذي سيعقده المجلس التنفيذي لنقابة المعلمين خلال أسبوع لشرح موقفه من حالات الصرف الكيفي والجماعي. وكان المجلس قد حذّر في وقت سابق من الصرف «الذي يفوق هذا العام بحجمه وأساليبه المتنوعة ما اعتدناه في السنوات السابقة». وحمّل المسؤولية لأصحاب بعض المدارس الخاصة، مؤكداً أنّ النقابة ستعمل على حماية حقوق المعلمين ومصالحهم المعنوية والمادية.
وفي هذا الإطار، لم يتوقع أساتذة مدرسة لا سيتيه كولتوريل «la cité culturelle» في خلدة أن يطال الصرف هذا العام معظم منسّقي المواد والأساتذة «الذين تجاوز عددهم 50 أستاذاً من دون سابق إنذار، أو معرفة الأسباب الموجبة». وكان معظم الفريق قد فوجئ بتبليغه بالتوقيف عن العمل قبل يومين أو يوم واحد من انتهاء المهلة القانونية في 5 تموز الجاري. فالأساتذة الذين سمعوا، بالتواتر، أنّّ تغييرات طفيفة ستحصل وسيصار إلى الاستغناء عن جزء يسير لم يظنوا أنّها ستصل إلى«المؤسسين»، وخصوصاً بعد النتائج التي حققها طلابهم في الامتحانات الرسمية، إذ بلغت نسبة النجاح 100% على حد تعبيرهم. كذلك لم يلق الأساتذة حتى الآن جواباً شافياً عن أسباب «طردهم» سوى أنّها ليست أكاديمية. وبعد المراجعات المتكررة لإدارة المدرسة عَلِِم المصروفون أنّ لجنة إدارية تألفت واتخذت القرار بالصرف من دون أن يوفقوا إلى معرفة من هم أعضاء هذه اللجنة وما هي مهماتها.
وينفي الأساتذة أن تكون أسباب الصرف سياسية «لأننا مؤسسة تعليمية، والذين صرفوا أو بقوا ينتمون إلى كل الأطراف». لكنّ المصروفين يتحدثون عن أساتذة طُردوا وعادوا بعد توظيف علاقاتهم الشخصية. وفي ظل غياب الأسباب الأكاديمية والسياسية، يتوقع الأساتذة أنّ تكون في حوزة الإدارة أسباب أو حجج تقدمها للأهالي وقد سمعوا بعضها ومنها القول إنّ الأستاذ الفلاني «عصبي» أو «لغته لا تعجبني» أو أنّه أخطأ بسلوكه مع الإدارة... إلخ. من هنا كان الأساتذة يتمنون لو أنّ الإدارة ناقشت معهم هذه المسائل، وإن كانوا يرونها أسباباً غير مقنعة.
وفيما يستغرب الأساتذة أن تكون المدرسة في عجز مالي لكونها تضم 300 تلميذ وتتقاضى أقساطاً ورسوماً لا بأس بها، لا يستبعدون أن يكون القيّمون قد أجروا حساباتهم المالية ووجدوا أنّ الذين سيدخلون هذا العام إلى المــــلاك كثر، وبالتالي هم لا يريدون أن يكون هناك أساتذة «مثبتون»، وتتجاوز رواتــــبــــهم 600 ألــــف ليرة. ووسط «تكهنات» الأساتذة حول الأسباب، لم يذكر كتاب الصرف الأعذار، ومما جاء فيه: «إنّ إدارة مــــدرسة لاسيتيه كولتوريل تشكركم على ما قمتم به خلال عملكم لدينا وتبلغكم عدم رغبتها في متابعتكم العمل وبالتالي عدم تجديد العقد للعام الدراسي 2007/2008». ويسأل الأساتذة، في هذا الإطار عن قانونية توقيع المديرة الجديدة على كتاب الصرف وخصوصاً أنها لم تتسلم مهماتها رسمياً، على حد قولها.
وفيما طلبت الإدارة من الأساتذة تسليمها توصيف البرامج وتوزيع الساعات للسنة المقبلة قبل إبلاغهم قرار الصرف، يواجهون اليوم مصيراً مجهولاً وخصوصاً أنّ المدارس تكون في هذا الوقت من السنة قد استكملت فريق عملها، والمفارقة أنّ البعض استغنى عن عروض قدمت إليه، لارتباطه التربوي والأخلاقي مع المؤسسة. أما بالنسبة إلى التعويضات، فيوضح الأساتذة أنهم تبلغوا قبض كل مستحقاتهم، وإن كانوا يظنون أنّ صرفهم تعسفي، وبالتالي فالحسابات مختلفة.
وحرصاً منها على الوقوف عند وجهتي النظر ومعرفة موقف الإدارة من القضية، حاولت «الأخبار» الاتصال بالإدارة لأخذ موعد، إلاّ أنّ المدرسة رفضت، على لسان محاميتها الخوض في الموضوع، وإن كانت مصادر من المدرسة تحدثت عن أنّ العملية طالت 15 إلى 20 أستاذاً، وأنّ الأساتذة تبلغوا الصرف ضمن المهلة القانونية، وأنّ جزءاً من الأساتذة والمنسقين قدّموا استقالاتهم. وعن الأسباب، اكتفت المصادر بالقول: «قد يتمتع بعض الأساتذة بمؤهلات أكاديمية جيدة، إلاّ أنّ شخصياتهم لا تتوافق مع مصلحة المدرسة والتلامذة». والأهم أنّ المدرسة، بحسب هذه المصادر، لم «تأكل» حق أحد.