أكّد أن هذه الفئات وجدت من يحتضنها لاستعمالها في زواريب السياسة
دعا رئيس الجمهورية العماد إميل لحود، القيادات اللبنانية على اختلاف انتماءاتها السياسية، الى «الوقوف صفاً واحداً الى جانب الجيش، ودعمه في المواجهة التي يخوضها ضد الإرهاب الذي يستهدف أمن لبنان واستقراره وهناء شعبه».
ونقل زوار لحود عنه، أمس، أنه «يوماً بعد يوم، تتكشّف الحقائق التي طالما لفتنا النظر إليها، وهي أن لبنان يتعرض منذ ما يزيد على سنتين لهجمة تنفذها جهات أصولية متطرفة امتهنت الإرهاب سبيلاً للوصول الى أهدافها. وإذا كانت هذه الفئات وجدت في وقت من الأوقات من يحتضنها ويوفّر لها مقوّمات الاستمرار لاستعمالها في زواريب السياسة اللبنانية وصرف النفوذ، فإن ما قامت به هذه العصابات ضد الجيش والقوى الأمنية الأخرى، يفضح حقيقة ما تسعى إليه هذه الجهات الذي كشفته التحقيقات الجارية مع المسلحين الذين أُلقي القبض عليهم أخيراً، ولا سيما بعد المواجهات في مخيم نهر البارد». وشدد على «أن التحقيقات يجب أن تمضي الى النهاية ولا سيما أن الاعترافات التي أدلى بها الموقوفون تدل بوضوح الى الجهات التي تعمل ضد مصلحة لبنان واللبنانيين، وأنا على ثقة بأن الأجهزة القضائية المختصة ستتمكن من كشف كل من له صلة بهؤلاء الإرهابيين لتحديد هوياتهم الحقيقية وقطع الطريق أمام الاجتهادات والتفسيرات والاتهامات ذات الخلفية السياسية». ونوّه رئيس الجمهورية بالدور الذي يقوم به الجيش اللبناني لإنهاء ظاهرة «فتح الإسلام»، وتساءل أمام زواره: «هل من الصدفة أن يكون الجيش في خلال سنة هدفاً لاعتداءات، مرة من الإسرائيليين حيث سقط العشرات من شهدائه وجرحاه الذين نحيي اليوم ذكراهم الغالية، ومرة من الإرهابيين الذين يهدفون من خلال ممارساتهم الى إضعاف لبنان وشلّ قدرته على الممانعة والتصدي من خلال التطاول على المؤسسة الوطنية التي تشكل الحصن الحصين لوحدة لبنان وبقائه سيداً حراً مستقلاً؟»، داعياً «القيادات اللبنانية الى وعي أبعاد ما يحاك لبلدهم والارتفاع في مواقفهم الى المستوى الذي يحمي وطنهم من الأخطار».
وكان قصر بعبدا شهد أمس سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية واقتصادية واجتماعية، فيما تابع الرئيس لحود تطورات الوضع الأمني في مخيم نهر البارد. وأجرى جولة أفق عامة مع الوزير السابق ميشال سماحة الذي هنّأه بالنصر الذي حققه لبنان أثناء العدوان الإسرائيلي في حرب تموز الماضي، متمنّياً «أن يتّعظ السياسيون اللبنانيون من دروسه وعبره فيدركوا أن الوطن لا يُحمى إلا بتضامن الداخل، ولا يُحمى قراره ومؤسساته ودستوره إلا عندما تتعزز الوحدة الداخلية».
واستقبل لحود عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي الوزير السابق عاصم قانصوه الذي هنّأ رئيس الجمهورية بالانتصار «على العدو الاسرائيلي الذي شنّ حرباً عالميةً على لبنان بمباركة دولية وما يسمى دول الاعتدال العربي»، مؤكداً أنه «لولا مواقف الرئيس لحود الصلبة لما كان لهذا الانتصار أن يتحقق بالشكل والمضمون اللذين تحقق بهما. فالرئيس لحود هو أب هذا الانتصار ورئيس المقاومين كما هو رئيس لبنان القوي الممانع والمقاوم».
والتقى لحود النائب السابق وجيه البعريني ورئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي الذي اعتبر «أن إزالة آثار العدوان تتطلب من كل المسؤولين الاهتمام العاجل والعمل الحثيث والصادق على إنهاء الأزمة الحكومية المتمادية وتداعياتها الخطيرة»، محذراً الحكومة ومن وراءها من التمادي في تجاهل الدستور.
واستقبل رئيس الجمهورية الفنانة جوليا بطرس يرافقها السيدان الياس أبي صعب وزياد بطرس، وأطلعته على نتائج حملة مشروع «أحبائي» الذي أطلقته إثر انتهاء حرب تموز 2006 وتمكّنت فيه من جمع ثلاثة ملايين دولار أميركي قررت توزيعها على عوائل كل مدني وعسكري ومقاوم لبناني سقط شهيداً في سبيل الدفاع عن الوطن وحمايته. وأعرب لحود عن امتنانه الكبير لمبادرة السيدة بطرس معتبراً أن ما قامت به يشكل وجهاً آخر من وجوه المقاومة الوطنية للاحتلال الاسرائيلي ويؤكد الشراكة الكاملة بين اللبنانيين في مواجهة العدوان، ومنحها وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط.
وبعد اللقاء قالت جوليا: «إنني ممتنة للتجاوب والاهتمام اللذين لقيتهما لدى الناس في شكل عام ولدى فخامة الرئيس في شكل خاص، وهو المعروف بمواقفه الوطنية الداعمة لوحدة الوطن ولخط المقاومة، وهو خط الممانعة في الصراع العربي ــــ الإسرائيلي والصراع اللبناني ـــــ الإسرائيلي».
(الأخبار)