تمنى الرئيس نجيب ميقاتي لو أن لقاء فرنسا ينعقد في لبنان «لأن من يقبل بانعقاده في فرنسا يجب أن يقبل بعقده في لبنان، إلا أنني أرى أن مجرد انعقاده دليل على اهتمام فرنسي استثنائي بلبنان». وقال: «صحيح أننا لا نأمل في تحقيق المعجزات من هذا اللقاء، لكن الأهم في أي لقاء يعقد هو ضرورة توافر إرادة لبنانية لترجمة النتائج التي يمكن تحقيقها، لأن التجارب السابقة دلت على أن العلة الأساسية لم تكن في التوافق، بل في عدم تطبيق نقاط التفاهم المشتركة، وهذا ما أفضى في جزء كبير منه إلى الأزمة الراهنة التي نعيشها».وقال أمام وفود زارته أمس في دارته في طرابلس إن التوضيحات الفرنسية طوت الإشكالات التي نتجت من الموقف الفرنسي من «حزب الله»، و«ذللت العقبات الطارئة من أمام انعقاد هذا اللقاء، والمهم هو نجاحه».
وتعليقاً على ما أطلقه بيان مجلس المطارنة الموارنة الأخير والمواقف التي أعقبته، قال: «إن الكلام الطائفي والمذهبي يخلق حالة من الخوف وعدم الثقة بين اللبنانيين، وهو أمر يجب التنبه إليه، ومعالجة المشاكل التي قد تحصل والخلل، حيث وجد، بموضوعية بعيداً من الصخب الإعلامي الذي لا يفيد أحداً». وأعرب عن اقتناعه «بأنه لا مصلحة لأحد بإثارة النعرات أو تأجيج المخاوف، فالجميع شركاء في الوطن، ولا فضل أو أحقية لأي لبناني على آخر. كما أن الدستور اللبناني حسم التوازنات في البلد، لكن الخلل نتج من التطبيق، ما يقتضي التشاور والتعاون بين جميع القيادات والمرجعيات المعنية للتطرق إلى المعالجة الصحيحة، وليس أسلوب الانقلاب على الثوابت وتأجيج المخاوف».
وعن الموقف في مخيم نهر البارد، وما يتردد عن دخول مرحلة الحسم العسكري، جدّد تأكيده «أن أي حل يجب أن ينطلق من الحفاظ على الجيش اللبناني ودوره وكرامته وهيبة القانون، وينهي الوضع الشاذ في المخيم». كما أكد التضامن مع الجيش وقوى الأمن الداخلي والدعم «لكل الخطوات والإجراءات الكفيلة بضبط الوضع وتوقيف المعتدين، لأنه لا يمكن أن نقبل بأي عودة إلى الوراء في التعدي على رمز الشرعية اللبنانية، وزعزعة الأمن والاستقرار، والإساءة إلى صورة لبنان».
ورأى أن المبادئ الوطنية التي يرتكز «المركز المدني للمبادرة الوطنية» عليها «تشكل قواسم مشتركة بين جميع اللبنانيين، والهدف هو الانطلاق منها لاستنباط حلول توفيقية للمشاكل القائمة». وختم، مشدداً على «أن العبرة التي يجب أن نأخذها من عدوان تموز هي وجوب تضافر جهود جميع اللبنانيين وتوحدهم على الثوابت التي تحمي وطنهم، لأن الشرذمة القائمة لا تخدم إلا أعداء لبنان وتنعكس ضرراً كبيراً على قضاياه وحقوقه واستعادة أرضه المحتلة»، مذكراً بـ«أن توحيد الموقف اللبناني أنتج مواقف موحدة مساندة للبنان من الدول العربية والأجنبية».
(وطنية)