رأى رئيس «جبهة العمل الإسلامي» الداعية الدكتور فتحي يكن، في تصريح أمس، «أن ما يجري على الساحة اللبنانية اليوم سببه الانتصار التاريخي الذي حققته المقاومة خلال تموز من العام المنصرم»، مذكراً «بمجريات طاولة الحوار التي كانت تعقد في ذلك الحين في المجلس النيابي، ليتبين لنا أن النقطة الوحيدة التي كانت محور الخلاف بين المعارضة وقوى السلطة هي انتصار تموز وسلاح المقاومة».وأوضح يكن أن جوهر الخلاف كان يومذاك «نظرة قوى الرابع عشر من شباط لانتصار تموز، واعتبار بعض هذه القوى أن لبنان شهد في تموز كارثة ولم يشهد نصراً»، مشيراً إلى «أن هذه الخلفية التي تقف وراء الخلاف اللبناني ـــ اللبناني ليست بالأمر السهل أو البسيط لأنها تكشف البعد الحقيقي الثقافي والأيديولوجي والسياسي للأفرقاء اللبنانيين».
وأكد «أن هذا التصور لدى بعض أركان الرابع عشر من شباط إن لم يكن كلهم ـــ يعني أن هؤلاء كانوا يتمنون أن تنتصر إسرائيل، فعندما انهزمت أصيبوا بخيبة أمل، بل أصيب مشروعهم ومخططهم بكارثة»، معتبراً أن «كل ذلك يؤكد وجود خلاف جوهري وكبير في المنطلقات الفكرية والثقافية والأبجديات، وفي قواعد وأهداف وأبعاد اللعبة السياسية كلها. وما لم تتم معالجة هذا الشرخ الكبير في الخلفيات والتوجهات والمنطلقات بين اللبنانيين، وتحديداً مع قوى باتت مكشوفة ومعروفة في أدبياتها ومواقفها فلا يمكن الوصول إلى وحدة وطنية حقيقية دائمة وثابتة».
وتساءل «كيف يمكن التفاهم مع من يعتبرون إسرائيل صديقاً وسوريا عدواً، وكيف يمكن التفاهم مع من يرفضون أن تهزم أميركا وإسرائيل في لبنان؟». وقال: «هذا هو جوهر كل صراع حصل في لبنان قديماً وحديثاً، ويمكن أن يحصل في المستقبل، أضعه بكل وضوح وواقعية ومنطقية. أمام اللبنانيين والعرب وليفهموا حقيقة ما يجري وليقرأوه بعمق حتى لا تبقى المعالجة في دائرة تبويس اللحى والضحك عليها».
(وطنية)