فاتن الحاج
تحتضن قاعات معهد الفنون الجميلة في مجمع الجامعة اللبنانية في الحدث، بدءاً من 21 أيلول المقبل وحتى أواخر نيسان 2008، دروس وتدريبات الماستر المهني التنفيذي في التنشيط النفسي ـ الاجتماعي. يأتي البرنامج ثمرة اتفاق بين الجامعة اللبنانية والمنظمة الدولية للهجرة، بهدف تكوين اختصاصيين لبنانيين وعرب في مجال التدخل النفس ـ الاجتماعي، قادرين على الإسهام الفعال في معالجة آثار النزاعات والحروب. وقد صُممالبرنامج لتدريب 25 شخصاً من العاملين حالياً في مجال الخدمات النفس ـ اجتماعية مع الأشخاص المتضررين من الحرب و5 مشاركين آخرين من الشرق الأوسط (سوريا، الأردن، العراق، واليمن). وتدرّس المقررات خلال عطلة نهاية الأسبوع (مع نهار الجمعة) كل 15 يوماً من كل شهر لتسهيل مشاركة الأشخاص الذين يعملون حالياً.
ويساعد البرنامج الأشخاص العاملين ليصبحوا أكثر تعمقاً في الموضوعات النفس ـ اجتماعية المتعلقة بالنزوح والهجرة والمجتمعات المتأثرة بالنزاعات. ويصبح الطالب الذي أتم برنامج الماستر قادراً على تحديد وفهم الأخطار الشخصية والاجتماعية التي يشكلها النزوح والهجرة، فهم وتحليل الحاجات النفس ـ اجتماعية مع الأخذ بعين الاعتبار الأطر النفسية الاجتماعية والثقافية، اتباع الطرق الإبداعية والفنون التطبيقية لتقوية النسيج الاجتماعي، استخدام أكثر الطرق المتبعة في تفعيل المجتمع المحلي من خلال الإرشاد الشامل والعائلي، التعرف إلى تعقيد النزاعات لتطوير مهارات حل النزاعات والوساطة، إضافة إلى اعتماد مقاربة تقييم الحاجات عبر مشاركة المجتمع المحلي «لتصميم برامج تدخل وفقاً للحاجات المحلية.
ويشترط البرنامج أن يكون الراغب في المشاركة حائزاً إجازة في أحد الاختصاصات الآتية: علم النفس، علم الاجتماع، المساعدة الاجتماعية، الانتروبولوجيا، التربية، الفنون أو التمثيل، الإعلام والصحة العملية، مع سنتين على الأقل من الخبرة العملية، وأن يتمتع بمهارة عالية في التواصل الكتابي والشفهي. ويحظى المتقدم الحاصل على الماجستير في أي من التخصصات المذكورة ولديه منشورات في موضوعات تتعلق بمضمون الماستر بالأفضلية. يذكر أنّ اللغة العربية هي اللغة المتبعة في برنامج الماستر. وتقدم الطلبات لغاية 15 آب المقبل وتتضمن السيرة الذاتية، رسالة يوضح فيها الراغب في المشاركة أسباب التحاقه بالبرنامج ومدى التزامه بإتمام الماستر، صورة عن الشهادة الجامعية، وإفادة من رب العمل توضح موافقته على غياب المتقدم يومي عمل كل شهر خلال فترة الماستر.
وقد أطلقت أمس الجامعة اللبنانية والمنظمة الدولية للهجرة البرنامج، في مؤتمر صحافي مشترك عقدتاه في الإدارة المركزية للجامعة. وأوضح عميد معهد العلوم الاجتماعية الدكتور فردريك معتوق أنّ أكثر من ثلاثين أستاذاً من كليات الجامعة اللبنانية ومعاهدها سيشاركون في البرنامج، وقال:«نطلق تجربة أكاديمية جديدة في الجامعة اللبنانية، ذات أفق مهني ـــــ تنفيذي، في إطار كليات ومعاهد إنسانية واجتماعية باتت تشعر بحاجتها إلى التواصل الفاعل مع المجتمع والميدان كما نسمع في لغتنا. كما نسمح لأساتذة الجامعة بالتفاعل مع خبراء دوليين في مجال بات يثير اهتماماً متزايداً عبر العالم». ورأى أنّ التجربة تصب في «ازديادنا معرفة في مجال جديد بالمعنى العلمي للكلمة، معيش، لكن غير مدروس بما فيه الكفاية»، وستسمح لنا برفد سوق العمل اللبنانية والعربية باختصاصيين يجيدون التعامل مع آثار الحروب والنزاعات على نحو علمي وبنّاء».
من جهته، لفت مدير البرامج النفسية الاجتماعية في الشرق الأوسط في المنظمة الدولية للهجرة غوغلييمو سكينينا إلى أنّ المنظمة طوّرت مقاربة نفسية ـــــ اجتماعية متعددة الاختصاصات مع التركيز بشكل خاص على الفرد والعائلة والمجتمع المحلي. وأوضح أنّ المنظمة قوّمت في آب ـــــ أيلول 2006 حاجات اللبنانيين المهجرين والعائدين إلى ديارهم النفسية والاجتماعية على مدى قريب ومتوسط، وقررت بناءً على ذلك إقامة ماستر بالتعاون مع الجامعة اللبنانية، لتزويد الساعين إلى السلام بإمكانات مهنية وتقنية. ورأى سكينينا أنّ ضحايا الحرب يمكن أن يكونوا أفضل بناة للسلام. وتحدثت الدكتورة أنيسة الأمين مرعي عن ماهية الماستر وما سيتعلمه الطلاب بمساعدة خبراء دوليين قضوا وقتاً طويلاً في هذا المجال وابتدعوا مقاربات وطرقاً ووسائل للعمل تخرج من فعل التماس الأرض، مشيرة إلى أنّ الطلاب اللبنانيين الذين سيخوضون التجربة سوف يطورون مقاربات المنظمة الدولية للهجرة.