صدر عن المنظمة العالمية للتراث والثقافة (اليونيسكو) بيان يحذر من «التزايد الحالي في الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية عن طريق الانترنت، وهي مشكلة بالغة الخطورة ومتفاقمة بالنسبة للبلدان «الأصلية» (التي حدثت فيها السرقة) والبلدان المقصودة في آن معاً». وصدر البيان عقب الاجتماع السنوي الثالث لفريق الخبراء المعنيين بالممتلكات الثقافية المسروقة التابع للانتربول والذي عقد في امانتها العامة بالاشتراك مع خبراء اليونيسكو وآخرين من المجلس الدولي للمتاحف (ICOM). وتطرّق المشاركون الى السبل الممكنة للحد من تجارة الآثار عبر الانترنت، وقد تزايدت في السنوات الماضية بشكل يتخطى المعقول. أكثر من مئتي ألف موقع إنترنت تعرض للبيع آلاف القطع الآثرية من كل العصور والحضارات وطبعاً يستحيل معرفة إن كانت هذه القطع أصلية ام مجرد نسخ زائفة. وقد جاء في بيان اليونيسكو «أن أغلبية البلدان لا تملك الوسائل اللازمة لاستعراض جميع عمليات البيع على الانترنت وللتحقق من كل العروض ذات الطابع المريب، ولكن على كل الدول أن تحاول اتخاذ التدابير الملائمة لهذا الغرض». ولم يخف المشاركون في الاجتماع ضخامة العراقيل المتعلقة بهذا الملف، فالقطع المعروضة متنوعة وهناك نقص حاد بالمعلومات التي تحدّد تاريخها ومكان اكتشافها، إضافة الى ضيق الوقت المتاح للتفاعل ضمن المنظمات الدولية العاملة لمكافحة هذا القطاع وسرعة عمليات البيع. كما أن القطع المبيعة غالباً ما تستخرج من بلد مختلف عن بلد مركز البيع، مما يجعل ملاحقتها أمراً صعباً جداً.
ولقد وضعت المنظمات العاملة في هذا الإطار قائمة بالتدابير الاساسية لمكافحة هذه الظاهرة للدول الأعضاء في االيونيسكو ـــــ لبنان أحدها ـــــ ومن تلك التدابير: مطالبة هيئات البيع على الانترنت بتقديم المعلومات المناسبة للأجهزة الأمنية عن مصدر التحف وإنشاء هيئة مركزية (في إطار الشرطة الوطنية) تعهد إليها مراقبة عمليات بيع القطع الثقافية بشكل دائم. تقديم المعلومات لمراكز الانتربول عن أية سرقة أو بيع أو تملك غير مشروع لقطع ثقافية هامة، وإيجاد «لوائح نماذج» من القطع الثقافية المهمة والمهددة بالسرقة. ومن المعروف مثلاً، أن عدداً كبيراً من الرقم الطينية والأختام سرقت من متحف بغداد وهي حتماً معروضة للبيع في دور العرض أو على الانترنت. فحينما تقدم لمراكز الشرطة لوائح بالقطع الثقافية المهددة التي يشكل بيعها خطراً على التاريخ تصبح عمليات إيقاف البيع للتأكد من المصدر ممكنة. وبالتالي تبدأ عملية مكافحة السرقات عبر الأسواق الدولية التي هي السبب الاول لتدمير الحضارات.