الرئيس المقبل يجب أن يكون قوياً لمواجهة مخطط التوطين
تمنى رئيس الجمهورية العماد إميل لحود «أن يؤسس لقاء سيل سان كلو حالة حوارية مبنية على الثقة المتبادلة بين القيادات اللبنانية تعيد وصل ما انقطع في ما بينها، وتطلق مسيرة الاتفاق الذي يترجم عملياً بحكومة وحدة وطنية تعالج القضايا العالقة وتوفر المناخات الإيجابية التي تمكّن من إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري من خلال أجواء توافقية هي البديل من التحديات التي نسمعها من حين إلى آخر من هذه الجهة أو تلك».
ورأى لحود أن «الحكومة غير الشرعية وغير الدستورية وغير الميثاقية لا يمكن أن تتسلم السلطة الإجرائية في البلاد لأي سبب كان، لأنها ستكون فتيلاً يشعل الخلافات بين اللبنانيين ويدفع بالوطن إلى المجهول». ووصف الصيغ التي تتداولها وسائل الإعلام والأندية السياسية حول خطوات يعتزم القيام بها إذا تعذر تشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بأنها «تسريبات وبالونات اختبار تتم فبركتها في غرف سوداء أصبحت متخصصة في التطاول على مقام رئاسة الجمهورية وشخص الرئيس، وهي تخترع الأكاذيب والأضاليل ثم تعممها في وسائل إعلامية داخل لبنان وخارجه لتعود وتعلق عليها وتدعي بطولات وهمية عن إسقاطها»، مشدداً على أن انتخاب رئيس الجمهورية «خلافاً للدستور بهدف إيجاد أمر واقع، لن يكون لمصلحة أحد، وخصوصاً من سيأتي برئيس كهذا، فلبنان لا يقوم على التحدي والاستئثار والنفوذ، بل إن علة وجوده كانت وستبقى في التوافق بين أبنائه وفي المشاركة وتحمل المسؤولية الوطنية الجماعية».
مواقف رئيس الجمهورية نقلها عنه نقيب المحررين ملحم كرم الذي زاره في قصر بعبدا، ونقل إليه «تهانئ محرري الصحافة اللبنانية بالنصر الذي حققه لبنان على العدو الإسرائيلي الذي شن، لعام خلا، حرباً مدمرة استمرت 33 يوماً اندحر بعدها بفعل المقاومة التي واجهت قواته المعتدية على أرض الجنوب. وقد رأى فخامة الرئيس أن هذا النصر ما كان ليتحقق لولا وحدة اللبنانيين وتضامنهم والتفافهم حول جيشهم الوطني ومقاومتهم الباسلة التي لقنت العدو الإسرائيلي درساً آخر أضيف إلى دروس المواجهة التي حققت النصر الأول في عام 2000. وقال فخامته إن بلداً صغيراً مثل لبنان استطاع مقاومة جيش قيل عنه ذات يوم إنه جيش لا يقهر، وإذ بالأحداث تثبت أنه متى توافر عند شعب ما الإيمان بالحق والتمسك به والنضال في سبيل إحقاقه، فإن كل الآمال تصبح حقائق راسخة».
ونقل كرم عن لحود أن ما يجري في نهر البارد «هو جزء من مخطط تنفذه عناصر إرهابية اعتدت على الجيش وغدرت برجاله، واتخذت من المخيم مكاناً تتحصن فيه، ومن المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية لمقاتلة الجيش الذي اضطر إلى الدفاع عن عسكرييه والمدنيين والفلسطينيين على حد سواء. وقد كشفت التحقيقات التي أُجريت مع مسلحي «فتح الإسلام» الذين أوقفوا أو استسلموا، معلومات في غاية الأهمية تظهر دور هذه الجماعات الأصولية والمتطرفة في عدد من الجرائم التي ارتكبت خلال العامين الماضيين والتي كانت تمهِّد لإحداث فتنة في البلاد وإيجاد أمر واقع يصعب الخروج منه. وما ارتكبته هذه العناصر هو حلقة من سلسلة حلقات متصلة ببعضها تقود إلى حصيلة واحدة هي تعطيل دور لبنان والقضاء على ما يميزه من دور وصيغة فريدة في محيطه والعالم».
وأضاف كرم أن رئيس الجمهورية لن يكشف عن ماهية الخطوات التي سيلجأ إليها إذا لم تؤلف حكومة وحدة وطنية، أو إذا حالت الظروف دون انتخاب رئيس جديد، «إلا عندما يحين وقتها، وليطمئن الجميع، إنها ستكون بالنسبة إلى لبنان، وجميع اللبنانيين، أفضل بكثير من الواقع الحكومي الراهن الذي حرم فئات كبيرة من اللبنانيين المشاركة في اتخاذ القرارات الوطنية، وغيب بالتالي الإرادة الواحدة الجامعة في صنع مستقبل لبنان. ومثل هكذا حكومة غير شرعية وغير دستورية وغير ميثاقية، لا يمكن أن تتسلم السلطة الإجرائية في البلاد لأي سبب كان، لأنها ستكون فتيلاً يشعل الخلافات بين اللبنانيين ويدفع بالوطن إلى المجهول. وهذا ما لا يمكنني القبول به».
وعن المواصفات التي يراها لحود لرئيس الجمهورية المقبل، نقل كرم عن لحود قوله: «البعض ينادي برئيس توافقي، وهذا أمر جيد في بلد مثل لبنان يقوم على الديموقراطية التوافقية. لكن إلى جانب ذلك، لا بد أن يكون الرئيس قوياً ومؤمناً بقوة لبنان، وذلك لمواجهة مخطط التوطين الذي يتم البحث فيه في أروقة الأمم المتحدة هذه الأيام، وكذلك لمواجهة أطماع إسرائيل وسياساتها العدوانية».
واستقبل لحود العضو السابق في البرلمان الاسكوتلندي جيمي دويغ، وزوجته لورين كاديل، رئيسة لجنة الصحة في البرلمان الاسكوتلندي، يرافقهما النائب ايلي سكاف والسيد جوزف خزاقة وزوجته المربية كريستين. ووضع رئيس الجمهورية الوفد في «الصورة الحقيقية للأوضاع بعيداً عن التشويه الإعلامي والسياسي الذي يؤدي إلى إيصال صورة مغلوطة عنها للرأي العام الغربي».
واستقبل رئيس الجمهورية أيضاً الوزير السابق وئام وهاب ورجل الأعمال شانت اراكليان والمدير العام للموارد المائية والكهربائية فادي قمير والكاتبة سعدى يزبك.
(وطنية)