وصف رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران الشيخ علي أكبر هاشمي رفسنجاني مقاومة الشعب اللبناني وحزب الله على مدى 33 يوماً وانتصاره، بـ«معجزة التاريخ المعاصر». وقال رفسنجاني لدى استقباله أول من امس في طهران لفيفاً من علماء‌ دين شيعة وسنة لبنانيين: «إن الشعب اللبناني وبدور حزب الله الطليعي تمكن مرتين من دحر الكيان الصهيوني في حرب رسمية، في المرة الأولى بإخراج قوات هذا الكيان من جنوب لبنان والثانية في حرب الثلاثه والثلاثين يوماً» لافتاً الى «أن سائر الشعوب، لا المسلمون فقط، لم يصدقوا مثل هذا الانتصار الكبير بأن يُهزم ما يسمّى الجيش الصهيوني الذي لا يقهر أمام ثلة من المسلمين لا أمام دولة أو جيش نظامي».ورأى أن «هذا الحدث تجربة قيّمة في التاريخ المعاصر غيّرت أفكار الكثيرين». وقال: «من الطبيعي أن الأعداء يسعون لتجاهل هذا التحول المهم والمعجزة التاريخية» لافتاً الى أن «تأجيج الخلافات خلال الاشهر الاخيرة دليل على هذا الامر، وهو أن خلق الفرقة في فلسطين ولبنان الواقعين في الجبهة الامامية للجهاد الاسلامي يعد مطلباً للأعداء».
وأكد رفسنجاني أن يقظة علماء ‌الدين والقوى الثقافية والمفكرين المسلمين الى جانب تنوير الرأي العام في الحيلولة دون نجاح أعداء ‌الإسلام في خلق الفرقة، موثرة للغاية.
ورأى أن الاستعمار والاستبداد في شكله الحديث آفة العالم المعاصر مشيراً إلى «أن انتصار الثورة الاسلامية في إيران أنموذج جيد لمقارعة الاستعمار والاستبداد». وأوضح أن «العقبات الأهم أمام تعاون العالم الاسلامي ووحدته تتمثل في الخلافات القائمة كالطائفية والعرقية والحدودية والعشائرية» لافتاً الى «أن العائق المهم الآخر هو نفوذ الغرب والمستعمرين العميق والمتجذر في دول العالم الاسلامي ومن ضمنها دول المنطقة». ووصف «الكيان الصهيوني بأنه قاعدة متعددة الاهداف للاستعمار والعائق الكبير أمام وحدة العالم الاسلامي وتعاونه». وقال: «إن احتلال فلسطين كان بإمكانه ان يؤدي الى المزيد من توحيد الدول لإزالة العدوان الصهيوني، ولكن فضلاً عن أن هذا الامر لم يحدث فقد أدى وجود هذا الكيان الى تداعيات للعالم الاسلامي».
ورأى رفسنجاني ان قضية العراق «مصيرية للأمة الاسلامية جمعاء» وقال: «إذا حافظ العراق على استقلاله وحريته ووحدته فسيكون أكبر تحول لتطور العالم الاسلامي ولكن إذا استمر الاحتلال أو ابتلي بحرب أهلية فسيؤدي ذلك الى أسوأ كارثة للعالم الاسلامي». وأكد «أن مسؤوليتنا جميعاً جسيمة وعلينا المساعدة لكي ينتهي الاحتلال ويصبح الشعب العراقي موحداً ومستقلاً وحراً». ونفى المزاعم عن تدخل إيران في شؤون العراق معلناً «أن لا مصالح لنا في ذلك وأن جلّ مساعينا هي ان لا يضيّع المحتلون حقوق الشعب العراقي وأن يكون لهذا الشعب دولة موحدة ومستقلة وحرة». كما أعرب عن أسفه للصراع الداخلي بين الفلسطينيين معتبراً أنه يخدم مصالح الكيان الصهيوني.
وعن الملف النووي أكد رفسنجاني أن إيران لم ولن تفكر مطلقاً بامتلاك السلاح النووي، مؤكداً حق إيران في الاستفادة السلمية من الطاقه النووية وامتلاك سائر العلوم الحديثة ومنها التكنولوجيا.
(ارنا)