بعلبك ـ علي يزبك
ركن محمد ب. سيارته من نوع مرسيدس أمام منزله في شارع رأس العين في بعلبك، عند العاشرة مساءً، كالعادة. بعد نصف ساعة، خرج ليحضر بعض الأوراق من داخلها فلم يجدها. «جن جنوني»، يقول محمد، «وتوجهت الى المخفر وتقدّمت بشكوى، لكن لم أصل الى أي نتيجة. وبعد يومين جاءني اتصال هاتفي يقول: إن سيارتك أمانة لدينا. إذا أردتها عليك إحضار 700 دولار، وإلا فلن تراها مجدداً... وقال إنه سيعاود الاتصال بي بعد ساعة لكي يحصل على الجواب النهائي».
يتابع محمد، «فكرت ملياً، وقرّرت أن أدفع، لأن سيارتي تساوي 8000 دولار، وتلقيت العديد من النصائح بأن أدفع، لأن من عاند قبلي خسر سيارته نهائياً. وهكذا فعلت، وعندما عاود السارق الاتصال ساومته على 500 دولار، فقبل مقتنعاً بأن الظروف المعيشية صعبة».
ما جرى مع محمد هو نموذج لعشرات القصص التي تتردد بين الحين والآخر على لسان من تعرض لابتزاز عصابات سرقة السيارات. أمّا المبلغ الأكبر الذي أعلن أنه دفع كفدية فهو 3000 دولار، دفعها طبيب جراح سرقت سيارته الحديثة الطراز، وعند تسلّمها وجدها مهشمة لأن السارق كان يقودها في مناطق وعرة. وبرغم كل التدابير التي تقوم بها قوى الأمن الداخلي، والكمائن الليلية التي تنصبها على الطرقات التي يحتمل أن يستخدمها السارقون، لم تنجح حتى اليوم في منع أفراد العصابة (أو العصابات) من ابتزاز المواطنين، مستخدمين هواتف عمومية عند الاتصال بضحاياهم.