رأى المرجع السيد محمد حسين فضل الله أن «من أخطر محاولات التشويه التي تعرض لها انتصار المقاومة على العدو، محاولات مذهبته بعدما كان مصدر إلهام للأمة كلها، وبعدما تفاعل معه السُّنَّة أكثر من الشيعة». ودعا فضل الله، في تصريح أمس، لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لعدوان تموز، «المروجين للحرب القادمة إلى ألا يخلطوا بين الإعداد لمواجهة خطط العدو وإحداث هزيمة نفسية في بعض المواقع»، محذراً من أن «أي حماقة جديدة لإسرائيل ستسقطها في المتاهة الاستراتيجية الكبرى».ورأى فضل الله أن «الكثيرين باتوا يدركون الآن أن عدوان تموز لم يكن يستهدف البنية التحتية اللبنانية أو بنية المقاومة في لبنان فحسب، بل كان يمثل هجوماً وحشياً على بنية الأمة الثقافية والفكرية والسياسية، فضلاً عن بنيتها الجغرافية، لذلك فإن المقاومة في لبنان لم توقف جيشاً عند تخوم الجنوب، لكنها أوقفت اجتياحاً للأمة وأسقطت أهداف حرب عالمية تضافرت فيها جهود أميركا وأوروبا وكثير من الجهود العربية إلى جانب إسرائيل لكسر إرادة الممانعة، وليّ ذراع العزة في الوطن والأمة»، لافتاً إلى «أن هذا الانتصار أخاف الكثير من المواقع العربية بفعل حالات الجبن التي اعترت بعض المواقع التي عاشت الذل في كل تاريخها أو بفعل التواطؤ العلني مع أميركا والسري مع إسرائيل».
وذكر «أن وزيرة الخارجية الأميركية التي أرادت للحرب على لبنان أن تكون المخاض لشرق أوسط جديد، حاولت طوال الفترة التي أعقبت إيقاف العمليات العسكرية، قتل الانتصار أو محاصرته على المستوى العربي وعلى امتصاص مفاعيله ومنع العدوى اللبنانية من أن تتحول إلى حركة سياسية نشطة في العالم العربي». وحذّر «من خطرين داهمين، الأول يتمثل في إيحاءات تشكك في صدقية المقاومة وفي أصالة موقفها من العدو ولتنزع عنها ثوب الإسلام والوطنية إذا لم تتعرض لقوات «اليونيفيل»، والخطر الآخر يكمن في محاولات تصوير سلاح المقاومة بأنه خطر يجتذب العدوان الإسرائيلي من جديد، وبالتالي فلا بد من العمل للتخلص منه حتى نأمن شر إسرائيل»، لافتاً «الذين يخوفون الناس من الحرب القادمة ألا يخلطوا بين الإعداد لكسر خطط العدو وفوضى الكلمات والمواقف التي قد تهزم بعض المواقع في الأمة على المستوى الشعوري والنفسي، فنحن نعرف أن العدو يرمم جيشه ويخطط لاسترجاع هيبته، لكننا ندرك أنه قد يسقط في المتاهة الاستراتيجية الكبرى إذا أقدم على حماقات جديدة».
(الأخبار)