strong>آمال خليل ـ سلطانة متيرك
لم تكد قوات اليونيفيل تلتقط أنفاسها بعد مقتل 6 من جنود الكتيبة الإسبانية بانفجار سيارة مفخخة في سهل الخيام، انفجرت عبوة ناسفة صغيرة بدورية للكتيبة التنزانية في منطقة ساحل صور، تضررت من جرائها آلية بشكل بسيط

بعد أقل من 25 يوماً على انفجار سهل الخيام الذي أدى إلى مقتل 6 من جنود الكتيبة الإسبانية العاملة ضمن قوات اليونيفيل في الجنوب.
انفجرت قبيل الحادية عشرة من صباح أمس عبوة ناسفة صغيرة بدورية من الكتيبة التنزانية العاملة في إطار اليونيفيل، كانت تمر على جسر القاسمية الساحلي، من دون أن تؤدي إلى وقوع إصابات.
الانفجار الذي قدّر خبير عسكري أنه ناتج من عبوة لا يزيد وزنها على 500 غرام من مادة TNT، وقع قرب نقطة مراقبة دائمة لليونيفيل عند «المعبر» الفاصل بين جنوبي الليطاني وشماله، وبالتحديد على جسر القاسمية الواقع فوق مجرى نهر الليطاني، الذي يبعد عن مدينة صور، شمالاً، نحو 10 كلم. ومن المعتاد أن يقف على بعد أمتار معدودة من مكان الانفجار عدد من الجنود الدوليين، بمحاذاة الأوتوستراد الساحلي الذي لا تنقطع آليات اليونيفيل وقوافلها من عبوره. لكن الاعتداء لم يؤدِّ إلا إلى تضرر آلية تعود للوحدة التنزانية العاملة في القطاع الغربي.
وفور وقوعه، ضرب الجيش اللبناني طوقاً حول مكان الحادث الذي يبعد 20 متراً فقط عن نقطة تفتيش تابعة له، وحضر فريق هندسي من الكتيبة الإسبانية وآخر من الجيش اللبناني، كشفا على المكان وباشرا إجراء التحقيقات. وتبين، حسب مصادر أمنية أن العبوة كانت موصولة بقنبلة يدوية، لكن الشظايا التي نجمت عن التفجير ردّتها عن الجنود آلياتهم التي يوقفونها أمامهم. وذكرت المصادر الأمنية أنها ترجّح أن تكون العبوة «بدائية الصنع والتفجير»، من دون أن تستبعد إمكان أن يكون التفجير قد جرى عن بعد.
لهذا السبب أعاد مصدر أمني تحليق مروحيات أممية في أجواء المنطقة، قامت بتمشيط محيط الانفجار. كذلك قام الجيش بقطع الطريق وتحويل السير إلى الطريق الفرعية القديمة. وعمل عناصر الجيش والأمن الداخلي على تفتيش البيوت والمنشآت والبساتين المجاورة، حيث أوقف شخصان هما الفلسطينيان م. أ. وولده ع، (من مواليد عين الحلوة)، ويقيمان في بستان قرب منطقة الانفجار يملكه اللبناني علي الجمال. كذلك، تبحث القوى الأمنية عن شخص ثالث يشتبه بتورطه في التفجير ويدعى ي. أ.
وعلمت «الأخبار» أن الأجهزة الأمنية تقوم منذ فترة بعملية مسح شامل للمنطقة، والتدقيق بهويات سكانها الذين يكثر بينهم أجانب من سوريين وسودانيين ومصريين وعراقيين، دخل عدد كبير منهم إلى لبنان بطريقة غير شرعية. ولا بد من الإشارة إلى أن المنطقة المستهدفة قريبة جداً من شاطئ البحر، وتحيط بها المخيمات والمجمعات الفلسطينية (مخيم برج رحال، القاسمية، كفر بدا، جم جيم، والواسطة والبرغلية).
وأضافت المصادر أن معلومات كانت متوافرة للأجهزة الأمنية تنذر باستهداف يحضّر لليونيفيل، على الطريق الممتدة بين صور والزهراني، حيث تمر يومياً دوريات وقوافل كبيرة تنتقل من منطقة عمل القوات الدولية جنوبي الليطاني وإليها. وأضافت المصادر أن القوى الأمنية ترصد منذ فترة «تحركات مريبة» لجماعات متشددة تعمل في بعض القرى التي تقع في المنطقة، وأنها أوقفت في الفترة السابقة عدة مشتبه فيهم. وأشارت إلى أن محاولة لاستهداف البحرية الدولية من المنطقة أحبطت قبل مدة ليست ببعيدة.
مواقف مندّدة
وبعد ظهر أمس، أصدر «حزب الله» بياناً دان فيه ما تعرضت له دورية من قوات الطوارئ الدولية في منطقة القاسمية، مشيراً إلى أن الاستهداف «يصب في سياق زعزعة الاستقرار والأمن في لبنان، وخاصة في جنوبه». ودعا «الأجهزة الرسمية اللبنانية إلى متابعة هذا الموضوع وصولاً إلى الكشف عن الأصابع التي تستهدف العبث بالاستقرار وتعميم الفوضى».
وبعيد الانفجار، أوضحت قيادة اليونيفيل في الجنوب على لسان الناطقة الإعلامية ياسمينا بوزيان أنه «تم إرسال فريق تحقيق من القوات الدولية إلى المنطقة وهي تنتظر نتائج التحقيقات التي ستجرى لتحديد مدى الانفجار وقصده».
ومساءً صدر عن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بيان دان فيه الاعتداء مؤكداً أن «هذه الأعمال لن تنال من عزيمة أصدقاء لبنان المشاركين في قوات اليونيفيل، المصمّمة على الاستمرار في أداء مهامها في حفظ الأمن والاستقرار في لبنان والتطبيق الكامل للقرار 1701».