رأى رئيس الجمهورية العماد إميل لحود أن «حصيلة اللقاء الحواري الذي عقد في لاسيل سان ـــــ كلو في ضاحية باريس، وما نشر من مداولات خلاله، تؤكد مرة جديدة على حقيقة راسخة لا بديل عنها، وهي أن التوافق بين جميع اللبنانيين بحرية واقتناع ومسؤولية، هو الخيار الوحيد لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها منذ 11/11/2006». ونقل زوار رئيس الجمهورية عنه قوله: «وحده الاتفاق بين اللبنانيين في ما بينهم على الحلول، يحافظ على وحدتهم وتضامنهم وعلى الشراكة الوطنية في ما بينهم، ولن يكون من السهل على أي طرف داخلي أو خارجي أن يفرض حلاً للواقع القائم حالياً»، مشيراً إلى أن «الخطوة الأولى تكون من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية تزيل التشنج وتهيئ الأجواء لإتمام الاستحقاقات المرتقبة في مواعيدها، وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي».وقال رئيس الجمهورية أمام زواره: «دعونا مراراً وتكراراً القيادات اللبنانية إلى التحاور في ما بينها ليقيننا بأن مجرد التقاء هذه القيادات بعيداً عن الضغوط والمداخلات يمكن أن يعيد الثقة التي اهتزت خلال الأشهر الماضية. وإذا لم تؤدِّ لقاءات لاسيل سان كلو إلى نتائج عملية ـــــ لم تكن متوقعة أصلاً ـــــ إلا أنها أعادت وصل ما انقطع، على أمل أن يستكمل التواصل خلال الأيام المقبلة على مستوى قيادات الصف الأول، لأن الاقتناع بات أكيداً لدى الجميع بأن سياسة المكابرة وتبادل الشروط والشروط المضادة، لن توصل إلى مكان».
وأضاف: «لن نحتاج إلى أحد كي يقول لنا إن الوضع خطير في البلاد، وللتحذير من مغبة الوقوع في الهاوية، فمثل هذا الكلام يعرفه اللبنانيون ويعيشونه يومياً، وعلى القيادات أن تدرك أن المطلوب خطوات سريعة لإنقاذ الوطن فالوقت يدهم ومنسوب الخطر يتصاعد، ولا سيما في ظل الاعتداءات التي تستهدف الجيش الوطني منذ أسابيع في الشمال، وتلك التي طاولت القوات الدولية في الجنوب والتي تكررت اليوم، وكل ذلك يؤكد أن المؤامرة على لبنان تتخذ وجوهاً متعددة، لكن المستفيد الوحيد هم أعداء لبنان، وفي مقدمهم إسرائيل التي تستعيد هذه الأيام مرارة الهزيمة التي ألحقها بها لبنان وجيشه الوطني ومقاومته الباسلة في الصيف الماضي».
وكان قصر بعبدا قد شهد سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية واقتصادية، فيما تابع الرئيس لحود تطورات الوضع الأمني في الشمال، واستقبل الأمين العام لـ«حركة النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداوود والنائب السابق عدنان عرقجي، ونقيب المحامين السابق عصام كرم.
(وطنية)