الديمان ــ فريد بو فرنسيس
مطلوب مشاركة حقيقية في إدارة شؤون البلاد ومرفوض سعي أي طائفة إلى التفرّد

شدّد البطريرك الماروني نصر الله صفير على أن النصاب المطلوب دستورياً لانعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية هو الثلثان، «وإذا خالف طرف هذا المبدأ الدستوري (...) فسيُدخل البلد في المجهول والخراب». واعتبر أنه «يجب أن يكون الرئيس على مسافة واحدة من الجميع»، مؤكداً النقاط التي أثارها بيان المطارنة الموارنة الأخير «بناء على معلومات ودراسات إحصائية موثوق بها»، ورافضاً أن تسعى «أي طائفة أو مجموعة إلى إدارة شؤونها كأنها تريد دولة خاصة بها، أو أن تسعى الى إدارة البلاد كأنها وحدها فيها».
فقد استقبل صفير أمس في مقره الصيفي في الديمان، وفد مكتب الطلاب في الحزب الديموقراطي اللبناني برئاسة محمد المهتار، وألقى فيه كلمة دعا فيها الى «أخذ العبر من الماضي في سبيل مستقبل زاهر للبنان. ونحن نرى وحدتنا الوطنية وعيش جميع اللبنانيين المشترك على قواعد المساواة والاحترام المتبادل والعدالة، هما ضمان هذا المستقبل. وحين نقول بالوحدة الوطنية والعيش المشترك نقول بالحوار وقبول الآخر على تمايزه، والمشاركة الحقيقية في إدارة شؤون البلاد»، لافتاً الى أن «في لبنان ثماني عشرة طائفة يجب أن تتعاون تعاوناً مخلصاً في ما بينها. أما أن تسعى كل طائفة أو كل مجموعة الى إدارة شؤونها كأنها تريد دولة خاصة بها، أو أن تسعى الى إدارة البلاد كأنها وحدها في هذه البلاد، فهذا مرفوض ويشكل خطراً كبيراً على لبنان الصيغة والكيان».
وأمل البطريرك الماروني أن يشكّل لقاء سان كلو «مدخلاً لحوار أفضل وأعمق وأشمل. ومما لا شك فيه أن المكان الأفضل للحوار المنشود بين اللبنانيين هو لبنان، وعلى اللبنانيين تحمّل مسؤولياتهم لإنقاذ وطنهم، لأن المسؤولية تقع عليهم وحدهم في النهاية».
وعن البيان الأخير لمجلس المطارنة الموارنة، قال: «أثار المجلس مجموعة نقاط بناء على معلومات ودراسات إحصائية موثوق بها. فقد أشرنا الى انعدام التوازن في بعض التعيينات إذ إن هناك سبعة آلاف من فئة وثلاثة آلاف من فئة أخرى، وهناك شكوك في كفاءة المعيّنين وسلوكهم. وأشرنا الى موضوع بيع الأراضي بحيث هناك شركات مغفلة تشتري الأراضي ما يثير الشكوك والريبة». وتساءل: «ما هي الحكمة من طرح (موضوع إلغاء عطلة الجمعة العظيمة) في هذه المرحلة؟ فهل أُنجزت كل الملفات التي تقلق اللبنانيين ولم يبقَ سوى ملف العطل الرسمية ومطلوب إنجازه؟»، مؤكداً «أن ما أثرناه ليس من باب المساجلات السياسية، بل من باب الحرص على ضرورة معالجة الخلل في سبيل قيام الدولة العادلة التي تُشعر جميع أبنائها بالثقة، والتي يحرص على إقامتها بلا شك المسؤولون الحكوميون».
وعن الخلاف حول نصاب انتخاب رئيس الجمهورية، رأى «أن الدستور واضح لهذه الجهة، فهو ينص على ضرورة توافر نصاب الثلثين، أي يجب أن يكون داخل المجلس ثلثا أعضاء مجلس النواب، الذين يعود إليهم انتخاب هذا أو ذاك من المرشحين. أما إذا خالف طرف هذا المبدأ الدستوري وانتخب رئيساً خارج هذه المعادلة فإنه سيفتح باب المخالفة الدستورية لطرف آخر فيلجأ الى انتخاب رئيس آخر وعندها سيدخل البلد في المجهول والخراب. لذلك قلنا ونعيد أنه لا يجوز التفرّد بموضوع يعني جميع اللبنانيين مثل موضوع رئاسة الجمهورية ويجب أن يكون لجميع اللبنانيين رأي عبر ممثليهم النواب». وعن مواصفات الرئيس المقبل، جدّد موقفه قائلاً: «يجب أن يكون الرئيس قادراً على النهوض بمقام الرئاسة وأن يكون على مسافة واحدة من الجميع، وليس لفريق من اللبنانيين من دون آخر».
وبعد اللقاء، وزّع الوفد بياناً جاء فيه أنه نقل الى صفير «تحيات رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان وأهلنا في الجبل الأشم. ونوّهنا بمواقف غبطته الحكيمة وأثنينا على بيان المطارنة الموارنة الذي وضع إصبعه على الجرح (...) وأكدنا لغبطته ضرورة ترسيخ العيش المشترك وتثبيت الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس للجمهورية يتفق عليه الجميع». واستقبل صفير مؤسس «تجمع لبنان المعرفة» نبيه الأعور والرئيس العام للرهبنة المريمية الأباتي سمعان أبو عبدو ووفداً من «رابطة علماء فلسطين» تحدث باسمه رئيس الرابطة الشيخ داود مصطفى فشدد على أن نهاية أزمة نهر البارد «بالحل السياسي هي الحل الأمثل والأسلم الذي نرجوه في الأيام المقبلة»، ورأى «أن إمكانية هذا الحل لا تزال قائمة».
وزار صفير وفد رعية الديمان الذي ضم وجوهاً مقيمة ومغتربة، والأمير حارث شهاب، وتلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.