الضنّية ــ عبد الكافي الصمد
تتفاءل أليسار الصمد بالرقم 17، فهي ولدت في 17/7/1989، ونالت علامة 17 من أصل عشرين في 8 مواد قدّمتها في الامتحانات من أصل 11 مادة. الـ17 خوّلت أليسار احتلال المرتبة الثانية على صعيد لبنان في امتحانات شهادة البكالوريا الفرنسية ــــــ فرع الاجتماع والاقتصاد. لم تخيّب أليسار آمال أحد من الذين توقّعوا لها أن تحقّق نجاحاً بارزاً، إن كان بالنسبة إلى أهلها أو أساتذتها في مدرسة الليسيه الفرنسية في بلدة كفرقاهل (الكورة). فأليسار التي اعتادت أن تحتلّ المرتبة الأولى في الامتحانات الشهرية والفصلية في السنتين الأخيرتين، لم تخفِ أنّها توقّعت النّجاح والحصول على مرتبة جيّد بأقلّ تقدير، ولم تُفاجأ بالنتيجة، فقد «أمضيت أكثر من شهرين أستعد للامتحانات، بمعدّل لا يقلّ عن 8 ساعات يومياً، بلا مساعدة من أحد، أو الاستعانة بأساتذة خصوصيين، وقد اقتصرت فترة الراحة والاستجمام لديها خلال هذه الفترة على مشاهدة مباريات بطولة رولان غاروس للتنس».
تشير أليسار إلى أنّ فترة التحضير المسبقة للامتحانات، في المدرسة والبيت معاً، كانت «مكثّفة جدّاً، وأخذت منّي الكثير من الجهد والكدّ والتعب»، مثنيةً في المقابل على «اهتمام إدارة المدرسة والأساتذة بمساعدتنا في مراجعة الدروس ونماذج المسابقات السابقة، والتدخل في كل شاردة وواردة في هذا المجال حرصاً على نجاحنا، وتحقيقنا نتيجة جيدة في الامتحانات».
أهل أليسار كانت فرحتهم بنجاحها غامرة، ابتداءً بوالدها الدكتور جمال ووالدتها الدكتورة ربى اللذين وفّرا لها كلّ أجواء الراحة والاستقرار، ومروراً بجدّتها فاطمة شمس الدين التي وزّعت الحلوى على الجميع بالمناسبة، ووصولاً إلى عمّتها سندس التي اعتبرت أنّ «ما أنجزته أليسار متوقّع منها، وهو أمر يرفع الرأس».
في المقابل، فإنّ مستقبل أليسار الدراسي التخصّصي سيبدأ بعد منتصف شهر آب المقبل حيث ستغادر إلى فرنسا للالتحاق بإحدى الجامعات في العاصمة باريس، بعدما حصلت على منحة كاملة من الدولة الفرنسية لمتابعة دراستها. أمّا مجال تخصصها فسيكون العلوم الاقتصادية التي هي «موضع اهتمامي ومتابعتي منذ سنوات».
يذكر أنّ من ينال درجة جيّد جداً وما فوق في البكالوريا الفرنسية، يحصل على منحة دراسية من الدولة الفرنسية لإكمال دراسته الجامعية، وهو أمر يوضع برسم المسؤولين في الدولة اللبنانية وفي وزارة التربية تحديداً، الذين نسألهم عما قُدّم ويُقدّم للطلاب الذين حقّقوا نتائج متفوقة ومتميزة في امتحانات الشهادة اللبنانية، ونطلب منهم تفسير غياب نسبة ملحوظة من الطلاب عن امتحانات شهادة البكالوريا اللبنانية، وتقديمها عوضاً عن ذلك امتحانات البكالوريا الفرنسية، وهذا ما لوحظ بوضوح في الشمال، أملاً في الحصول على منح دراسية ورعاية تربوية.