إلتقى بشارة والنائب حسين مع وفد من الطائفة العلوية لمباركة مواقفه
شهد قصر بعبدا أمس زيارة لافتة للنائب مصطفى حسين على رأس وفد كبير من أبناء الطائفة الاسلامية العلوية في الشمال، ضمّ عدداً من المشايخ ورجال الدين ورؤساء البلديات والمخاتير ومسؤولين في الهيئات الأهلية.
وألقى حسين كلمة باسم الوفد حيّا فيها مواقف لحود «الوطنية والشجاعة للدفاع عن الدستور وحماية البلاد من خلال دعم المقاومة ورعايتها في وجه اسرائيل وعدوانها الدائم على لبنان» موضحاً أن زيارة وفد الطائفة الاسلامية العلوية هي لمباركة «هذه المواقف التي أجهضت في مثل هذه الايام من العام المنصرم اهداف الحرب الاسرائيلية واستراتيجيتها تجاه لبنان والمنطقة». كما حيّا «صمود الرئيس لحود» معتبراً انه «كفة الميزان الحقيقية للدولة، الأمر الذي مكّن من المحافظة على وحدة البلاد». وأشار الى الحرمان الذي تعانيه منطقة عكار مناشداً المسؤولين السوريين فتح الحدود الشمالية «نظراً إلى الروابط العائلية والاجتماعية بين الشعبين اللبناني والسوري».
وتوالى على الكلام عدد من رجال الدين ورؤساء البلديات والمخاتير الذين شددوا على أن ابناء الطائفة الاسلامية العلوية «هم من الوطنيين المؤمنين بوطنهم»، مؤكدين «وقوفهم الى جانب الجيش في معركته مع المنظمات المتطرفة»، وأكدوا «عدم التراجع امام الضغوط التي يتعرضون لها».
وردّ لحود مرحّباً بالوفد، ومحيّياً أبناء عكار والشمال «خصوصاً في هذه المرحلة التي يقفون فيها صفّاً واحداً خلف جيشهم الوطني الذي يواجه بتصميم وشجاعة عصابات الإرهابيين». وشدد على أن «قوة لبنان في وحدته» مكرّراً «لا حلّ للأزمة إلا بجلوس اللبنانيين بعضهم مع بعض، وتحاورهم، وتأليفهم في أسرع وقت ممكن حكومة إنقاذية تكون لكل لبنان، وإلا، وكما شاهدنا في الماضي ودفعنا الثمن غالياً، عندما حصلت مشاكل بين اللبنانيين، اشتعلت الحروب الأهلية. لذا، يجب تأليف هذه الحكومة في أسرع وقت ممكن، وتالياً إجراء الانتخابات الرئاسية». وأشار إلى «ان الكلام على ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية بنصاب ثلثي مجلس النواب، يؤكد أنه اذا لم يكن رئيس البلاد مقبولاً من اكثر من ثلثي اصوات المجلس، فلا يمكنه أن يحكم لبنان بتعدد طوائفه». وأكد أنه «لا يجوز التعدي على قوات الطوارئ الدولية لأنها موجودة أصلاً في الجنوب لمصلحة اهل هذه المنطقة ولمصلحة السلام». وشدّد على ضرورة حماية الجيش الوطني برمش العين لأنه هو الذي يجمع الوطن. وحيّا منطقة عكار الخزان الدائم للجيش.
ولفت إلى وجود دول كبرى همّها انتزاع سلاح المقاومة، لإضعاف لبنان وتحقيق توطين الفلسطينيين وإلغاء حق عودتهم إلى أرضهم». وأضاف أنه «في اول اجتماع يمكن أن يعقد نهاية هذا الصيف للبحث في عملية السلام، سيجري العمل على اسقاط هذا الحق»، مشدداً على «ضرورة أن نكون أقوياء عند المفاوضات، حتى نتمكن من المطالبة بحقنا».
والتقى لحود الدكتور عزمي بشارة الذي قال إثر الزيارة «كان اللقاء مع فخامة الرئيس بمثابة لقاء مع صديق، ففخامته شخصية وطنية وقومية على المستوى العربي. وهذه اول زيارة لي بعد الأزمة التي حصلت لناحية ملاحقة اسرائيل لي، وتحويلي عملياً الى مطلوب. وفخامة الرئيس استقبلني تضامناً معي، وقد أراد أن يعرب عن احتضانه وتعاطفه مع قضيتي. وأنا سعيد وشاكر له هذا الاستقبال».
ورداً على سؤال عن قراءته للوضع في المنطقة بعد الكلام على دعوة الرئيس الاميركي إلى مؤتمر حول السلام في الخريف المقبل، اجاب: «أنا لا أعوّل كثيراً على مؤتمر كهذا، فهذا كلام صادر عن رئيس مأزوم، عشية اعترافه عملياً بالهزيمة في العراق. وهو ما زال يكابر من ناحية تحقيق نجاح».
ووعد بأن مصير المؤتمر «لن يكون أفضل من خريطة الطريق، لسبب بسيط، هو لا لأننا ضد التفاوض او السلام او التسوية، على العكس، فالعرب اصحاب مبادرة سلام وباستطاعتهم أن يجاهروا بها بقوة الآن. لكن المسألة هي أن الولايات المتحدة لن تغير سياستها» مشيراً إلى أن المؤتمر الدولي مطلب عربي منذ عام 1973 «لكن طرحه اميركياً من دون تغيير السياسات يحوّله الى حملة علاقات عامة».
وقال: «في الوقت الذي يطالب فيه حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بحوار لترتيب الوضع الفلسطيني، نجد الولايات المتحدة تعارض حواراً مع حماس، مع تأجيج الوضع الداخلي في فلسطين، وفي لبنان ترفض تأليف حكومة وحدة وطنية. وواضح أن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز قد كرس اتفاق مكة من دون موافقة الاميركيين. هناك إذاً خلاف مع حلفائهم المركزيين في المنطقة على سياستهم. لذلك لا أرى أن الرئيس بوش يمر بحالة تغيير سياسي، وهو ما يجعل المؤتمر يعكس تحوّلًا سياسياً في المنطقة».
(وطنية)