المصنع ــ أسامة القادري
يشهد معبر المصنع اللبناني «عجقة» شاحنات وعابرين، وكذلك نقطة العبور السورية عند «جديدة يابوس»، بسبب كثافة العابرين بعد اقفال نقاط العبور الرسمية لتتفاقم الأزمة جانبي الحدود التي أصبحت منطقة التقاء للعابرين ذهاباً وإياباً. واتخذت إجراءات أمنية إضافية عند نقطة المصنع بسبب الاشتباكات العسكرية بين الجيش وعناصر «فتح الاسلام»، التي دخلت شهرها الثاني في مخيم نهر البارد، مما أدى إلى اقفال الحدود اللبنانية ـــــ السورية الشمالية عند معبري «العبدة» و«الدبوسية»، وحولت وجهة سير آليات النقل الخارجي وحافلات نقل الركاب الى معبر المصنع البري الذي يشهد زحمة عابرين، والمرهون بـ«بالمعابر» السياسية لحل الأزمة.
ولم يترافق هذا الازدحام مع أي رفع الجاهزية لدى إدارتي الجمارك اللبنانية والأمن العام اللتين تشهدان حالة ازدحام نتيجة كثافة العبور الى لبنان من عمال سوريين، حتى وصل «طابور» العمال السوريين القادمين والذين ينتظرون إنجاز معاملات الدخول الى نقطة الجمارك.
وأكد مصدر في الأمن العام لـ «الأخبار» أنه يدخل يومياً الى لبنان أكثر من سبعة آلاف مواطن سوري بهدف العمل حسبما يصرحون للأمن العام. وعزا المصدر أسباب الازدحام إلى إقفال معبري الشمال «لأن أكثر الذين يعبرون إلينا هم من حلب وحمص»، لتنشأ أزمة عبور لسيارات المدنيين والنقل التي ملأت ساحتي «الشاحنات» وامتدت نحو 3 كلم وصولاً إلى مفرق بلدة مجدل عنجر، في ظل تباطؤ إداري لعدم زيادة ساعات العمل والموظفين وبفعل الإجراءات الأمنية المشددة رغم تسهيلات بطيئة جداً، وكثرة العطل الاسبوعية. وقد وصلت الشاحنات القادمة التي تنتظر دورها إلى أول الحدود السورية بعدما امتلأت باحة الجمارك، ويقدر عدد الشاحنات القادمة الى لبنان بنحو 400 شاحنة تنتظر الإفراج، وكذلك الشاحنات الخارجة التي تنتظر أمام المحال التجارية في سوق المصنع. مما يسبب اعاقة في السير وتأخير مرور البضائع وخاصة المبردة منها.
مصدر في الجمارك اللبنانية أعلن لـ«الأخبار» أن سبب الازدحام هو كثافة السيارات العابرة ذهاباً وإياباً الى نقطة حدودية ليست مهيأة لأن تستوعب هذا الكم الكبير من الشاحنات وحافلات النقل. أضاف المصدر «نحن نعاني هذا الازدحام لعدم وجود خطة طوارئ لدى ادارة الجمارك والأمن العام لتسهيل العبور بدون معاناة السائقين وموظفي الجمارك والأمن العام». وقوفاً عند هذه الأزمة المتجددة، قصدت»الأخبار» نقطة المصنع الحدودية والتقت عدداً من السائقين العابرين من لبنان وإليه.
محمد عزام سائق «براد» قادم من حمص، يقول: «أنا هنا منذ ثلاثة أيام ومحمّل بضائع مبردة، والقانون اللبناني لا يسمح لي إلاّ بمئة وخمسين ليتراً من المازوت، والتبريد بحاجة الى المازوت الذي أوشك على النفاد، وبضائعي متوجهة الى جبيل».
يضيف زميله أبو علي القادم من الكويت «كل الحدود العربية التي قطعناها لم يستغرق الوقت عندها سوى ما يلزم لتخليص المعاملة، حتى انني قطعت الحدود الاردنية والسورية في يوم واحد لأعلق هنا».
أما سعيد الجيلاتي فيحاول أن يحمّل أسباب التأخير للمعاملات التي تحتاج الى شهادات مخبرية، والتي تتطلب وقتاً لإكمالها. ويشير الى قلة الموظفين في ادارة الجمارك «في ظل ظروف أمنية طارئة على لبنان». ويستغرب محمد السعيد «كيف تحولت الحدود اللبنانية من تسهيل المعاملات التي كانت أفضل من جميع الحدود العربية الى عرقلة تسيء للبنان» ثم يقول «لسنا ضد الإجراءات الامنية، لكن هذه الإجراءات بحاجة إلى موظفين وإلى دوام اضافي تسهيلاً لأعمال الناس».
أما بالنسبة للعابرين من لبنان الى البلدان العربية والمحولين من المعبرين المقفلين «العبدة» و«الدبوسية» فينتظرون دورهم البطيء، الأمر الذي زاد من الفوضى بسبب غياب «الشرطة» التي من واجبها تسهيل السير وتوجيهه.
يوسف السلاماني الذي تحولت وجهة سيره عن معبر «العبدة» لا يحتج على تحويل وجهة سيره بسبب الوضع الأمني في الشمال رغم تكبده الخسائر المادية في قطع المسافة والوقود، بل ما يحتج عليه هو «الإعاقة في انجاز المعاملات التي تجبرنا على الانتظار، وهذا خسائره أكبر من المسافة، خاصة أننا نحمل خضرة. وهناك أيضاً، عند الحدود السورية «جديدة يابوس»، علينا الانتظار بسبب كثافة حركة العبور التي تفوق قدرات معبر واحد».