كفرفالوس ــ خالد الغربي
شرع الحادث الأمني الذي وقع أمس في كفرفالوس (شرق صيدا) الباب أمام أسئلة عن معنى الرسائل الأمنية التي توجَّه إلى هذه المنطقة التي شهدت قبل أسبوع حادثاً أمنياً آخر في بلدة روم، وهي منطقة كانت تنعم إلى حد بعيد بالأمن والاستقرار، وتكمن أهميتها بأنها تمثّل حلقة تواصل بين صيدا وجزين، مع خوف يبديه الأهالي من ارتفاع منسوب استهداف أمن منطقة شرق صيدا، ولا سيما في الموسم السياحي.
وفي تفاصيل ما جرى أنه عند الثانية عشرة من بعد ظهر أمس، دوّى انفجار قوي داخل بلدة كفرفالوس، سمعت أصداؤه في أماكن بعيدة. وما هي إلا لحظات حتى تبين أنه ناجم عن انفجار عبوة ناسفة، عبارة عن قذيفة هاون من عيار 120 ملم، موضوعة عند جانب الطريق، على مقربة من منزل المواطنَين غسان وفادي اسكندر، عند المدخل الشمالي الغربي للبلدة قرب مفرق كرخا ـــــ مراح الحباس. وعلى الفور، حضرت عناصر من الأمن الداخلي وقوة من الجيش الذي ضرب طوقاً أمنياً محكماً في مكان الانفجار. وشرعت وحدة من فوج الهندسة في الجيش بمسح واسع لمكان الانفجار، خاصة أن عدداً من الأهالي أبلغ الجيش مشاهدته سيارة من نوع BMW، بداخلها شابان قاما برمي أجسام غريبة على جانب الطريق.
وبالفعل، فإن عملية المسح أفضت الى العثور على عبوة أخرى داخل مستوعب للنفايات، هي عبارة عن قذيقتي هاون، قيل إنهما أيضاً من عيار 120 ملم كانتا مربوطتين بصواعق تفجير ومواد متفجرة من مادة TNT وموصولة بساعة لضبط الوقت مزودة ببطارية 9 فولت. وعُزّزت على الفور الإجراءات ووسّع الجيش رقعة الطوق الأمني، مانعاً المواطنين والسيارات من الاقتراب في قطر واسع، بعدما عزل المنطقة، ووضع شرائط حدّد فيها مسرح الجريمة بدقة. وتم استدعاء خبراء المتفجرات في الجيش الذين عملوا على إبطال مفعول ما تم ضبطه من المتفجرات، حيث فُجرت فوقها قنبلة «مائية»، ثم جرى تفكيكها ونقلها الى مركز عسكري. وللتأكد من عدم وجود متفجرات أخرى، قام الجيش بعملية مسح إضافية، وعلى نطاق أشمل، لكنه لم يعثر على أي أجسام أخرى.
وكان الأسبوع المنصرم قد شهد حادثاً أمنياً في بلدة روم تمثل بانفجار شحنة ناسفة في ساحة البلدة لم يسفر انفجارها عن وقوع إصابات.
ولاقى حادث أمس ردود فعل مستنكرة دعت الى «التنبه مما يحاك وإلى الوعي والتصرف بحكمة عالية». ودعا اتحاد بلديات «القوى الأمنية الى تعزيز الإجراءات، ولا سيما على الطرقات الفرعية المؤدية الى كرخا ـــــ مراح الحباس ـــــ كفرفالوس، كذلك طرق قرى ريمات، حيداب، صيدون، وتكثيف الدوريات وإقامة نقاط تفتيش».
كذلك، استنكر رئيس اتحاد بلديات صيدا ـــــ الزهراني رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري «مسلسل التفجيرات الذي يقع في منطقة قضاء جزين وآخرها متفجرتا كفرفالوس»، معتبراً «أن هناك من يحاول أن يعبث بأمن المنطقة». وأعرب البزري عن «الثقة بالجيش والقوى الامنية في كشف الفاعلين والعمل على مقاضاتهم وفضحهم ومعاقبتهم».