نيويورك - نزار عبود
وليامز ينتقد «حزب الله» لعدم كشف وضع الأسيرين ويكشف عن 20 جلسة تفاوض

ناقش مجلس الأمن الدولي، في جلسة مغلقة أمس، تقريراً عن تطبيق القرار 1701، وآخر من البعثة المستقلة للتحقق من تطبيق ضبط الحدود اللبنانية ـــــ السورية، ولم يتم التوصل إلى اتفاق حول بيان مشترك عقب الجلسة.
واستمع المجلس إلى تقرير قدمه منسق عملية السلام في الشرق الأوسط مايكل وليامز الذي تمسّك بما جاء في التقريرين نصاً وروحاً، رغم الانتقادات والتحفّظات الكثيرة عليهما من عدد من الوفود. كما أعرب عن «أسفه» لعدم الإفراج عن الأسيرين الإسرائيليين، أو حتى مجرد التأكيد بأنهما لا يزالان على قيد الحياة.
وقال رئيس مجلس الأمن الدولي، مندوب الصين، غوانغيا وانغ عقب الجلسة إن مندوبي بعض الدول أشاروا إلى أنهم يعدون بياناً رئاسياً سيقدّم إلى المجلس في الأيام المقبلة لاعتماده لاحقاً بعد نقاشه على مستوى الخبراء. وأضاف إن «تهريب السلاح عبر الحدود يثير القلق، لكن هناك ادعاءات وادعاءات مضادة في هذا الأمر. وهناك تباين في آراء الدول حول تطبيق القرار»، مشيراً إلى إثارة بعض الدول لموضوع تحليق الطيران، وسبل معالجة الخرق المستمر من جانب إسرائيل للقرار.
ودان السفير الأميركي زلماي خليل زاد قتل عناصر «اليونيفيل» الإسبان، مشدداً على ضرورة بقاء القوات الدولية «على رغم الحادث المؤسف». كما دان في تصريح صحافي عقب الاجتماع «كل محاولات زعزعة الاستقرار في لبنان»، متهماً سوريا وإيران بـ«التدخل وبمواصلة السماح بمرور السلاح لمنظمات فلسطينية مثل الجبهة الشعبية القيادة العامة وأخرى إرهابية مثل فتح الإسلام، وإلى حزب الله». وأكد «دعم جهود الحكومة اللبنانية ليس فقط في بلوغ تفاهم داخلي، بل وفي بلوغ وقف دائم للنار مع إسرائيل». وعن موقف الرئيس السوري من مبادرات السلام المطروحة قال زاد إن مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة «تضع مسار السلام على الطريق الصحيح».
وأكد وليامز للصحافة أن النقاش تركز على أسباب الصراع المتمثلة في «خطف الجنديين غولدفاسر ورغيف»، معرباً عن أسفه لعدم الإفراج عنهما، وعدم الإعلان عن بقائهما على قيد الحياة. وحمّل «حزب الله» مسؤولية ذلك، مطالباً بالإفراج عن كل الأسرى من الجانبين اللبناني والإسرائيلي. ووصف المفاوضات حول الأسرى بأنها «دقيقة، والعمل مستمر للإفراج عنهم». لكنه انتقد «حزب الله» بشدة لعدم تقديم أي معلومات عن وضع الأسيرين، وتمنّى أن يبادر الحزب إلى إثبات سلامتهما، مشيراً الى أن 20 اجتماعاً عقدت مع ممثلي «حزب الله»، وبلغت المفاوضات مراحل «حاسمة إلى حدّ أنها كانت معرضة للانهيار». لكنه أعرب عن ارتياحه لأنها لم تنهر. وناشد الحزب أن يحذو حذو حماس ويقدم معلومات عن وضع الأسيرين الصحي.
وأكد أن هناك تقدماً في موضوع مزارع شبعا وتحديد هويتها، لكنه حمّل سوريا بعض التقصير في هذه الناحية، رغم الاجتماعات الكثيرة للجنة الحدود المشتركة. وقال إن فرنسا فتحت أرشيفها، فيما اتهم سوريا بعدم التعاون الكامل في هذا الموضوع. وأثنى على تقرير بعثة الحدود الذي تحدث عن الثُّغر الكثيرة في ضبطها التي تسمح بالتهريب والتنقل. وأكد أن معظم المعلومات في التقارير الدولية جاءت من الحكومة اللبنانية، وكلها أشارت الى وجود تهريب للسلاح من سوريا إلى لبنان، رافضاً التعليق على التباين بين مصادر المعلومات في الحكومة اللبنانية، من رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ونائبه وزير الدفاع إلياس المر. اذ أكد الأول وجود التهريب فيما نفى الثاني علمه بما نقل إلى الأمم المتحدة رغم كونه وزيراً للدفاع. وأكد وليامز التزامه نص القرار الذي يتهم باستمرار تهريب السلاح من سوريا.
رد سوري
ورأى المندوب السوري بشار الجعفري أن التقرير يعتمد على معلومات استخبارية إسرائيلية، «والإسرائيليون يقرون باختراق القرار 1701 من خلال الصور التي تلتقط بالطائرات الحربية لشاحنات خضر يدّعون أنها تنقل سلاحاً»، لافتاً الى أن إسرائيل «دولة معادية محتلة وبالتالي فإن شهادتها يجب ألّا يُعتدّ بها من جانب الأمين العام ولا من جانب مجلس الأمن. أما مسألة الحدود السورية فتهمل عن عمد الاجتماعات الـ12 منذ اعتماد قرار المجلس. والمعلومات التي قدمها الأمين العام لا تراعي سرد وقائع الاجتماعات الثنائية على مستوى لجنة الحدود اللبنانية السورية المشتركة. كما أن الأمين العام لم يأخذ في الاعتبار الموقف السوري من موضوع احتلال الجولان».
ورداً على اتهام وليامز بحجب أرشيف الخرائط بالنسبة إلى مزارع شبعا، قال الجعفري إن فرنسا بفتح أرشيفها «تنطلق من تركة استعمارية مع الشأن اللبناني ـــــ السوري، فيما سبق أن نقلنا إلى وليامز والأمين العام موقف سوريا القائم على التفاهم السوري ـــــ اللبناني الذي جرى في تموز الماضي لجهة الإقرار بضرورة ترسيم شبعا بعد تحرير الجولان السوري، وترسيم مزارع شبعا مسألة ستأتي وفقاً للتفاهم بين سوريا ولبنان».
وبالنسبة إلى دعوة الرئيس جورج بوش الى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، رحب الجعفري بأي مؤتمر حسب المرجعيات التي سيعتمدها. وأضاف إن «المضمون هو المهم، ومرجعياته، ومن سيحضر المؤتمر. فالصورة غامضة والتفاصيل غير متاحة حتى الآن». وعن ترحيب الجامعة العربية باقتراح بوش، قال الجعفري إن معلوماته «مخالفة تماماً لذلك». ذلك أن «بعض الحكومات العربية رأت أنّ هذه الفكرة غير كاملة لإغفالها الإشارة إلى المبادرة العربية للسلام. وموقف الجامعة العربية كان مناقضاً للمبادرة في جزء منها».