أعلن التيار الوطني الحرّ ترشيح الدكتور كميل منصور الخوري للانتخابات النيابية الفرعية التي ستجري في 5 آب المقبل، لملء المقعد الماروني الشاغر في قضاء المتن باستشهاد النائب بيار الجميّل.وفي حديث أجرته معه «صوت الغد»، أمس، أشار الخوري الى أن التيار سيخوض المعركة، «في حال رفض الطعن، والإصرار على المعركة». وذلك، من باب «المعارضة والاعتراض، الذي يشارك فيه الشعب اللبناني، على كل الأعمال والقرارات المخالفة للدستور»، لافتاً الى أن النائب ميشال عون وتيّاره «أصرّا على توقيع رئيس الجمهورية مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، لكونها واحدة من صلاحياته القليلة الباقية»، والى أن «الطعن سيكون، اعتباراً من غد (اليوم)، مسجّلاً، انسجاماً مع موقفنا، وحفاظاً على صلاحيات رئيس الجمهورية».
ورداً على سؤال عن خيار المتنيّين في موضوع الانتخابات، رأى الخوري أنهم «قاموا بخيارهم منذ سنتين، ولا شيء تغيّر.. فالعماد عون لم يتغيّر ولم يغيّر سياسته أو منهجه في التعاطي السياسي تجاه الآخرين وفي معالجة القضايا الوطنية»، مستشرفاً أن أبناء المتن «سيكونون أوفياء للقناعات التي عبّروا عنها في السابق».
وفي شأن حديث الرئيس أمين الجميل عن «تيارات عابرة» في معركة المتن، اكتفى الخوري بالقول: «إنه يقصدنا بالطبع، لأننا عبرنا القلوب والعقول لدى المسيحيين، على امتداد مساحة الوطن، واخترقنا قلب الشعب اللبناني وعقله، وتثبّتنا فيهما. وهو لم يقصد بالتأكيد طريقة العبور».
واستقبل رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في دارته في الرابية وفداً من أهالي بلدة نابيه المتنية وألقى كلمة قال فيها: «زيارتكم اليوم تصادفت مع عنوان أساسي هو الانتخابات الفرعية في المتن. هناك ممن يتعاطون في السياسة يفقدون السيطرة على كلامهم ويصبح خارج إطار المعقول والمقبول. فنسمع اليوم مثلاً عمن يتكلم عن استرداد المتن ممن يريدون استرداده. كأن المتن بات محتلاً وليس في يد أهله. إنهم يجيشون الناس بشعور خاطئ وليس لديهم ما هو جيد يقدمونه إلى الناس».
وأمل عون «أن يعرف الجميع لماذا خوض الانتخابات النيابية»، موضحاً أن «هذه المعركة هي للمحافظة على صلاحيات المؤسسات» وقال: «تعرفون أن قرار دعوة الناخبين كان غير دستوري ولم يقرن بتوقيع رئيس الجمهورية. إن موقع رئاسة الجمهورية كان معرضاً طوال السنتين الماضيتين لفقدان صلاحياته بسبب التجاوزات التي ارتكبتها الحكومة وبسبب الوزراء الذين تماهوا معها وأفقدوا رئيس الجمهورية صلاحياته».
ورأى أن «هذه الانتخابات يجب ألا تحدث في الأساس في ظل هذه الحكومة وفي ظل عدم صدور مرسوم جمهوري يدعو إلى الانتخابات»، وقال: «مع الأسف، حاولنا الطعن في مجلس شورى الدولة، فصار الواجب الطعن في مجلس الشورى لا أمامه. الكلام عن القضاء مؤلم، ويبدو أن لا أفضلية لأحد في هذا القضاء، فيمتنع القضاة عن إحقاق الحق علماً بأن مسؤوليتهم كبيرة. لم يعد هناك مرجعية قضائية في الدولة تبت ظلم إنسان أو مجموعة أو تبت الضرر في حقوق معينة. كل شيء ضاع في البلد منذ أن حلوا المجلس الدستوري واليوم نضيف على المؤسسات المشلولة مؤسسة مجلس شورى الدولة».
وتابع: «لهذه المعركة أهميتها. نحن نخوض المعركة لإزالة التهميش المسيحي الذي أصابنا 15 عاماً. والآن كل الوسائل مجيشة: المال، الضغط السلطوي، الضغط على القضاء وعلى الأمن (سيبدأ عما قريب). يجب أن نقاوم ذلك. إنهم يعولون كثيراً على المال وأعتقد أن صدمتهم ستكون كبيرة لأن المتنيين يقاومون المال حتى لو وجدت شواذات قليلة. لكن النفسية المتنية ترفض بيع الذات في سوق الانتخابات. آمل أن تكبر هذه الصدمة كلما اقتربنا من موعد الانتخابات».
وآمل أن تكون النتيجة جيدة «لأنكم ستعبرون فيها عن رفضكم لتجاوز حدود السلطة، وخصوصاً ضبطكم لتحجيم دور رئاسة الجمهورية وأنتم المعنيون بها مباشرة»، مشيراً إلى أن المسيحيين يتعرضون لتحجيم دورهم السياسي في بلد متعدد طائفياً مثل لبنان». وقال: «لم أكن أرغب في قول هذا الكلام لأني علماني وأدعو الجميع إلى نظام علماني، لكن عندما يظلم المسيحيون في السلطة والتوظيف وفي أي شيء يتعلق بحقوقهم الأساسية يجب تناول هذا الموضوع بصراحة تامة».
ورداً على سؤال عن موقف النائب ميشال المر قال عون: «إنه سيعبر عنه بنفسه قريباً بكل وضوح»، لافتاً إلى أن موقف الأرمن واضح ولم يتغير.
وأكد أن الدكتور خوري «مناضل في التيار الوطني الحر، وهو ممن أوقفوا في 7 آب، وهو خريج كونتينير مخابرات الجيش حين كانت خاضعة للسوريين، فتاريخه النضالي معروف. إنه قوي كشخص وكمؤسسة».
وأعلن أن المعارضة ستشارك في الانتخابات الفرعية في بيروت.
من جهته حذّر عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب نبيل نقولا من «إجراء الانتخابات الفرعية من دون توقيع رئيس الجمهورية مرسوم دعوة الهيئات الانتخابية»، مشيراً إلى «أن هذا الأمر إجهاز على آخر صلاحية للرئاسة الأولى، بغض النظر عمن سيكون الفائز في هذه الانتخابات». وسأل: «لماذا لم تتم الدعوة إلى الانتخابات بعد اغتيال النائب الشهيد بيار الجميل، بحسب ما ينص الدستور اللبناني؟». وفي موضوع الانتخابات الرئاسية، أكد «أن التيار الوطني الحر يسعى الى إيصال مرشح يحظى بتاريخ مشرف، ولديه مشروع رئاسي، ويحظى بتأييد شعبي واسع». وأشار إلى «أن العماد ميشال عون تنطبق عليه هذه المواصفات»، داعياً إلى إجراء استفتاء شعبي من أجل اختيار رئيس الجمهورية المقبل.
(الأخبار)