رأى نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن من أبرز «فشل» قوى السلطة هو «كثرة تدخّل السفير الأميركي جيفري فيلتمان في شؤون لبنان»، مشيراً إلى «إيجابية واحدة» تكمن في كثرة إطلالات فيلتمان عبر وسائل الإعلام «ما يدلّ على عدم ثقة من قبله ومن قبل إدارته بجماعة قوى السلطة، ما يضطّره إلى أن يبرز مباشرة إلى الواجهة ليعطي التعليمات».وفي كلمة ألقاها، أمس، خلال انعقاد المؤتمر السنوي للتجمّع الإسلامي للمهندسين، في قاعة الجنان ـــــ طريق المطار، رأى قاسم أن ما يحصل في لبنان منذ سنة حتى الآن هو عبارة عن «محاولات أميركية يائسة لتحويل الفشل العسكري الميداني والفشل السياسي في الانكسار الى انتصار سياسي، من خلال بعض المكتسبات التي يمكن الحصول عليها في التركيبة اللبنانية، أو من خلال جماعة 14 شباط»، مبدياً أسفه لكون أن «هناك البعض ممن يخدم في لبنان المشروع الأميركي ـــــ الإسرائيلي عن علم، وهناك بعض آخر ممن يخدم المشروع الإسرائيلي عن جهل، وتلك مصيبة مركبة».
وفي جردة حساب لعام مضى على العدوان الإسرائيلي على لبنان، خلص قاسم إلى اعتبار أن «إسرائيل وأميركا أضعف مما كانتا عليه»، و«حزب الله والمعارضة أقوى مما كان عليه الوضع قبل 12 تموز»، مضيفاً: «إذا كان هناك من أحد يراهن أننا تعبنا بسبب هذا الزمن، نقول لهم: لن نتعب، ونحن حاضرون لأشهر وسنوات من دون أن نتعب، على قاعدة أن الصمود السياسي والعسكري والإيماني والأخلاقي والإنساني لمصلحة لبنان هو العنوان الذي وضعناه أمامنا».
وفي هذا الصدد، أكّد قاسم أن المعارضة «متماسكة، رافعة الرأس، شعاراتها وحدوية تدعو إلى المشاركة وسيادة لبنان وقيامه»، بينما «تبرز الخلافات داخل قوى السلطة بين حين وآخر، وتبرز الهشاشة في المواقف التي يدعون إليها، ويهربون من المشاركة، وينظّرون أن الوحدة خطر وخطأ استراتيجي، ويقولون إن التعاون هو مصيبة لبنان، ويريدون حواراً يضيع الوقت ولا يوصل إلى نتيجة».
ومؤكّداً أن لبنان «ليس في موقع أن يسلّم رقبته لقوى السلطة وأميركا»، دعا قاسم إلى ضرورة «العودة الى دستور الطائف الذي نظّم كيفية المشاركة، ودعا الى احترام القوى الطائفية والسياسية الموجودة في البلد، وحدّد آليات تحمي حقوق الجميع»، مضيفاً: «إن لعبة الأكثرية والأقلية لا تؤدّي الى الاستقرار»، وإلا فإن «المشكلة ستستمر وتطول».
وفي موضوع الاستحقاق الرئاسي، رأى أن اعتراف البعض بضرورة توافر نصاب الثلثين في الانتخابات «خطوة إيجابية رادعة من مخالفة الدستور، ومساعدة على أن يضيق الخناق على أعمال يمكن أن تخالف الدستور لمصلحة التفكير بخطوات وحلول تترافق مع الدستور وتركّز على التوافق»، مجدّداً المطالبة بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية «منعاً لانهيار كل المؤسّسات»، و«دخول البلد في المجهول»، لأن هذه الحكومة «تحمي مؤسّستي مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية».
(الأخبار)