التدخل الأميركي في لبنان وانتصار القاومة في عدوان تموز والانقسام السياسي الداخلي، شكلت محاور خطب الجمعة التي أجمعت على ضرورة الحوار لإيجاد الحلول بعد تقديم المصلحة العامة على الخاصة.دعا المرجع السيد محمد حسين فضل الله إلى «أن نحدّق ملياً في الموقف الأميركي الذي بدأ يضع العراقيل أمام الحركة الفرنسية، لأنه لا يريد لأي مسعى عربي أو غربي أن ينطلق بعيداً عن الحدود المرسومة أميركياً، لذلك فإن المسألة اللبنانية ستظل رهينة الأميركيين الذين يعملون للالتفاف على مساعي الحلول». وتحدث في خطبة الجمعة في حارة حريك عن «الذكرى السنوية للعدوان الصهيوني وانتصار المقاومة على جيشه في عملية استعادة للعنفوان العربي والإسلامي وصناعة جديدة للتاريخ، في الوقت الذي يتحدث بعض مسؤولي العدو عن التخطيط لحرب جديدة في المنطقة لاستعادة جيشه الهيبة التي كان يتمتع بها سابقاً تحت مقولة الجيش الذي لا يقهر». وأضاف: «قد لا نجد أن هناك فرصة واقعية لمثل هذه الحرب سواء في لبنان أو سوريا أو إيران، لكننا لا بد أن نأخذ بأسباب الحيطة والحذر ونقف مع المقاومة التي تملك الكثير من الشجاعة والصلابة والخبرة والاستعداد لمواجهة التطورات في المنطقة كلها».
ودعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، الذي أدى صلاة الجمعة في مقر المجلس، الجميع «إلى التحاور وتقديم المصلحة العامة على الخاصة»، مشدداً على أنه «لا مصلحة في الخلاف الذي يؤدي استمراره إلى هلاك للناس». وطالب بالتحقيق ومحاسبة «من سلّح عصابة فتح الإسلام وساندها ودعمها»، مشدداً على «أن هولاء المتطرفين يشوهون سمعة الإسلام».
ورأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في خطبة الجمعة في برج البراجنة، «أن فسح المجال أمام الخارج ليتدخل في شؤوننا من أخطر ما يواجهه لبنان، وقد تخطّى كل المعايير، وأفرز واقعاً مقلقاً ينذر بتحولات كارثية»، محذّراً من «الانعكاسات الخطيرة التي قد تقضي على ما بقي من آمال اللبنانيين، إذا لم يسارع الأفرقاء السياسيون إلى التسليم بأن الحل في لبنان لن يكون أبداً بصناعة فريق دون الآخر، إنما بتشارك ومشاركة الجميع».
ولاحظ رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي «أن الواقع اللبناني بدأ بالتحرك في اتجاه تسوية مأمولة، لكن الأمر ما زال قيد الاختبار الصعب للوصول إلى حالة اللانصر واللاهزيمة لمختلف الأطراف المتنازعة». ورأى مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس «أن ما يتبناه بعض الإعلام اللبناني في صدر نشراته من أضاليل وأكاذيب، معتمداً بذلك على «شهامة الإعلام الصهيوني، لينال بذلك من وطنية رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أو النائب سعد الحريري، يؤسس لفتنة مقيتة ولشر مستطير، لكونه يطعن كرامة الناس ومن يمثلون من شرائح لها تاريخ مجيد في النضال ونشر الدين والعدل والأخلاق على مر العصور ولا يمكن أن يغبّر على ذلك غبار «المقاومين» الجدد. ووجه الميس تحية للجيش اللبناني الذي «أثبت أنه صوب مسار الشهادة بحكمة البندقية وحمى لبنان بقيادة حكيمة في معارك الشرف التي يخوضها في وجه الإرهاب»، آملاً أن «يكون الأول من آب مناسبة لتأكيد الاستقلال الحقيقي لبلد تعب من أضرار الحروب الكبيرة والصغيرة على أرضه».
وشدد مفتي صور ومنطقتها القاضي الشيخ دالي بلطة على «اعتماد الكلمة الطيبة التي تجمع ولا تفرق وتؤلف ولا تباعد بين أبناء الوطن الواحد»، مشيداً بما «أسفر عنه لقاء سان كلو من اجتماع الأطراف اللبنانية للحوار والتلاقي على حل الأزمة اللبنانية».
وأكد مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي أنه «لا بندقية في لبنان إلا بندقية الجيش الجامع لكل اللبنانيين»، داعياً إلى «توحد الشعب اللبناني دفاعاً عن الدولة وعن وحدة لبنان واستقلاله، لأن المعركة التي تخوضها اليوم هي معركة تؤسس لبقاء لبنان واستقلاله أو إلى زواله ودماره». وشدد على عودة الحوار «انطلاقاً من ثوابت الحوار الوطني وعدم العبث أو التفكير بتغيير اتفاق الطائف».
وأكد مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد الصلح على «الثوابت والمسلمات الوطنية والإسلامية التي لا يجوز أن نحيد عنها، لأن لبنان وطن لجميع أبنائه، وليس لفئة أو طائفة أن تستقوي على الأخرى أو تستأثر بالقرارات المصيرية دونها».
(الأخبار، وطنبة)