البقاع ــ نقولا أبو رجيلي
لم يسجّل حتى الآن توقيف طلاب يروّجون أو يتعاطون المخدّرات داخل حرم الجامعات في البقاع أو في محيطها، باستثناء حادثة واحدة وقعت منذ سنتين تقريباً حيث ضُبط طالب مُسجَّل في إحدى الجامعات الخاصة وهو يتعاطى المخدرات داخل سيارته وفي حوزته كمية قليلة من الكوكايين.
هذا ما أكّدته مصادر أكاديمية وأمنية، مشيرة إلى أنّ عمليات الترويج والتعاطي تنتشر في بعض الجامعات والمعاهد في مناطق لبنانية أخرى. ومع أنّ منطقة البقاع تشتهر بزراعة عدة أنواع من المخدّرات وإنتاجها، إلّا أنّ مروّجي هذه الآفة وتجارها لم يجدوا موطئ قدم لهم داخل صروح المؤسسات
التعليمية.
وتقول المصادر «إنّه طوال السنوات الست الأخيرة، لم نعثر على مدمني مخدّرات أو مروّجين لها من بين طلاب البقاع»، عازيةً السبب إلى وعي الطلاب الذين لم يسمحوا بتفشّي هذه الظاهرة في جامعاتهم. وتتجمع عدة صروح جامعية رسمية وخاصة في مدينة زحلة وجوارها حيث توجد كليات الجامعة اللبنانية ـــــ الفرع الرابع (الآداب والعلوم الإنسانية، الحقوق والعلوم السياسية والإدارية، الصحة العامة، معهد العلوم الاجتماعية)، واستُحدثت عدة فروع للجامعات الخاصة. وعلى الرغم من الأزمات السياسية والأمنية التي مرّت على المنطقة وفي ظل هذا الوضع الذي يسمح بانحراف الطلاب، يرى مدير كلية الآداب والعلوم الإنسانية ـــــ الفرع الرابع الدكتور نديم مراد أنّ غياب حالات تعاطي المخدرات وترويجها، يعود إلى وعي الطلاب على تنوع انتماءاتهم الدينية والسياسية وفئاتهم الاجتماعية. ويؤكد أنّ التعاون بين الأساتذة والطلاب والتواصل الدائم وطرح جميع المشاكل بكل موضوعية وانفتاح ساهمت في منع هذه الآفة، ويعتبر أنّ العامل الديني هو الأساس في ردع الطلاب من دخول أتون هذا النفق المظلم، إضافة إلى حملات التوعية التي تقوم بها الإدارة بالتعاون مع مجلس الطلاب، و«تعليق» المناشير التي توزعها هيئات المجتمع المدني والأجهزة الرسمية المعنية بهذا الشأن. وعن التدابير الاحترازية والقانونية التي تتخذها الإدارة لمنع المخالفات في حال حصولها، يقول مراد: «نعقد اجتماعات فورية لمجلس فرع الكلية المؤلف من المدير ورؤساء الأقسام وممثل الأساتذة وأمينة السر لبتّ موضوعات كهذه فوراً.
ويوضح «أننا نقف على رأي مجلس الطلاب لاتخاذ التدابير اللازمة بحق المخالف ويُكلَّف الأساتذة المتخصصون في علم النفس بمتابعة وضع الطالب من جميع النواحي النفسية والاجتماعية، وفي حال استفحال وضعه، يبلَّغ الأهل والأجهزة الأمنية لاتخاذ التدابير اللازمة، ليكون آخر الدواء الكيّ، أي القرار بفصل الطالب كلياً عن الجامعة، ولكن لم تسجل لدينا حالات كهذه حتى اللحظة».
ويجزم رئيس مجلس فرع الطلاب في كلية الحقوق والعلوم السياسية ـــــ الفرع الرابع موسى البزّال أنّ موضوع المخدرات تتابعه المجالس الطالبية في كل الاجتماعات الدورية التي تعقدها، مشيراً إلى أنّ الطلاب يرفضون أية محاولة خرق لجدار الممانعة التي يتمتعون بها، ويشارك الجميع في حملات التوعية وتوزيع المنشورات والمحاضرات التي ننظمها بالتعاون مع الإدارة.
مسؤول الكافيتيريا في إحدى كليات الفرع الرابع يؤكد أنّه لم يشتبه بأحد من الطلاب يقوم بأي حركة توحي بأنه متعاط أو مروّج للمخدرات، وذلك طوال فترة عمله في مقهى الجامعة التي تمتد إلى 5 سنوات. «فطبيعة عملي، يقول، تفرض عليّ منع هذه المخالفات في حال حصولها، وبالتالي إبلاغ إدارة الجامعة عن أي تحركات غير طبيعية»، مضيفاً أنّ الأمر لا يخلو من بعض الإشكالات البسيطة التي تحصل أحياناً في المدارس والجامعات وتُحلّ بشكل حبّي و«لكنّ المخدّرات ظاهرة لم تصل بعد إلى جامعات البقاع».