غربي بعلبك ــ رامح حمية
مركز التنمية المستدامة للقدرات البشرية في محور بلدات البني رشادة ـــــ حدث بعلبك ـــــ طاريا والذي افتتح منذ اسبوع، هو المركز الأول من نوعه في البقاع، لناحية كونه المشروع التطوعي المجاني الذي لا يبتغي الربح المادي في عمله وخدماته ومهماته، بل هدفه الأساسي المساهمة وبفاعلية في تنمية قدرات (معارف ـــــ اتجاهات ـــــ مهارات) الأهالي وتمويرها في المجال الإدراكي والسلوكي والحسّي، من خلال التدريب والبحوث العلمية، ومطالعة الكتب وخدمات الإنترنت.
المشروع هو ثمرة جهد كبير، قامت به الجهات المؤسسة والمموّلة بهدف النهوض بالطاقات والقدرات البشرية في بلدات المحور، وقد أشار رئيس بلدية حدث بعلبك سليمان زعيتر إلى «ان المركز جاء نتيجة الحرمان الذي مارسته الدولة بحق كل القطاعات في منطقتنا على مر السنين الماضية، الأمر الذي دفعنا إلى القيام بهذا المشروع الفريد من نوعه في البقاع».
وأوضح زعيتر أن كلفة المشروع «بلغت 118900 دولار أميركي، وأن الجهات التي ساهمت في تأسيسه وتمويله هي الجمعية اللبنانية للعلوم الإدارية وجمعية المرتضى (ع) الخيرية والبنك الدولي ومجلس الإنماء والإعمار والقطاع الأهلي في بلدات المحور، بالإضافة إلى بلدية حدث بعلبك التي عمدت إلى تقديم المبنى الخاص بها، مركزاً للمشروع بهدف توفير السرعة اللازمة للبدء بالتنفيذ».
يتألف المركز من قاعتي تدريب مجهزتين كلياً، وقاعة محاضرات (120 شخصاً) وقاعة كمبيوتر تحتوي عشرين جهازاً وشبكة انترنت، ومكتبة عامة نواتها 1000 كتاب باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية، بالإضافة إلى مكتبٍ للإدارة وكافتيريا.
من ناحيته، رأى نائب رئيس الجمعية اللبنانية للعلوم الإدارية السيد علي الموسوي «أن المشروع لديه رسالة أساسية تتمثل بتقديم الخدمات العلمية التي تساعد على تنمية القدرات الذاتية عند الأهالي المقيمين في المحور وتطويرها، وذلك من خلال الدورات التدريبية والورش المتخصصة في كل الميادين من ثقافية وتربوية واقتصادية، بالإضافة إلى البحث العلمي والمحاضرات والندوات وخدمات الانترنت التي تساعد على التواصل وتطوير الوعي بما يتناسب مع التقدم الحاصل على الصعيدين العلمي والحياتي».
وأشار الموسوي إلى «أن المركز حافظ على تنوع المستفيدين، إذ تستطيع الفئات العمرية أن تشارك إناثاً وذكوراً بالإضافة إلى مشاركة الزراعيين والصناعيين وأصحاب المؤسسات».
وأكد «أن الإشراف على مركز التنمية المستدامة ستتولاه الجمعيات المساهمة والبلدية وممثلون عن المجتمع المدني، فيما الإدارة التنفيذية ستكون مباشرة لدى الجمعية اللبنانية للعلوم الإدارية». وسيعتمد المركز في ما خصّ تمويله بالهبات والتبرعات وبمساهمة بلديات المحور (طاريا ـــــ حدث بعلبك ـــــ النبي رشادة) بالإضافة إلى بعض الرسوم الرمزية مقابل بعض الأنشطة.
المشروع التطوعي المجاني الهادف إلى تقديم الخدمات التثقيفية والتعليمية في المجالات الإدراكية والسلوكية، لاقى استحساناً وترحيباً عند الأهالي والهيئات التعليمية في بلدات المحور، فقد نوّهت رئيسة مدرسة راهبات دون بوسكو حدث بعلبك الأخت منيرة البيروتي بالمشروع في المنطقة لكونه ينمّي القدرات الموجودة ويرسم طريقاً للطموحات، ودعت في حديث لـ «الأخبار» إلى المثابرة على إنجاح هذا العمل والمحافظة على استمراريته بمشاركة أصحاب الاختصاصات في التطوّع، وشددت على أنها ستعمل «على تقديم العون والمساعدة والمشاركة بحسب ما تسمح قوانينهم».
علي يونس مدير مدرسة النبي رشادة، رأى أن هذه الخطوة نوعية وحضارية، تهدف إلى مجاراة التطور العلمي الحاصل في الحياة عامة. ورأى «أنها تساعد على تطوير العقلية والذهنية إلى ما هو أحسن بغية الخروج من العزلة التي نعيشها في المنطقة كلياً».
تجدر الإشارة إلى أن مركز التنمية المستدامة للقدرات البشرية في حدث بعلبك افتتح برعاية عضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك وحضور حشد من الفعاليات الدينية والاجتماعية ورؤساء المجالس البلدية والاختيارية في غربي بعلبك، وقد جال الحضور على أقسام المركز معربين عن إعجابهم بالعمل المنجز وبالمهمات والخدمات التي يقدمها.