عاليه ــ عامر ملاعب
من هو رائد الصايغ؟ سؤال تردّد بقوة في أوساط الدروز أمس وخصوصاً الجنبلاطيين منهم. فهؤلاء لم يخرج بعد من بينهم من يؤرق ذاكرتهم الشعبية وخيالهم السياسي ويؤثر في صناعة الرأي العام لديهم.
الصايغ الذي «قال كلمته» واختفى عن السمع ولم يشاهَد في بلدته معصريتي ـــــ قضاء عاليه طيلة يوم أمس، حاول أن يخرج بإطلالة سياسية على طريقة إطلالات وليد جنبلاط، معتبراً أنه يستطيع أن يحجز لنفسه موقعاً «تقدمياً» في سياق التقلبات الجذرية التي أحدثها جنبلاط في مواقفه وفي مواقعه وتحالفاته السياسية بين ليلة وضحاها.
«حركة إصلاحية من داخل الحزب التقدمي الاشتراكي»، العنوان جذّاب، لكن الصورة التي ظهر بها «الصايغ ومجموعته» لم تكن لتنطبق على حركة جديّة لها حيثياتها الفعلية، وهي من المرّات النادرة التي يظهر فيها أعضاء من الحزب الاشتراكي بدعوة علنية الى الإصلاح، فعادةً لا تحمل مؤتمرات الحزب الاشتراكي أفكاراً إصلاحية جدية، لكن هذه المرة جاءت الولادة مفاجئة عبر مؤتمر صحافي في فندق الريفييرا، ببيان تلاه الصايغ، العضو في الحزب، والناشط داخل منظمة الشباب التقدمي.
وكان لافتاً حضور ثلاثة مشايخ هم بسام أبو نجم ـــــ وائل الأعور ونبيل الأعور في إعلان حركة إصلاحية لحزب تقدّمي واشتراكي لكنهم سرعان ما أعلنوا يوم أمس، بعد الإطلالة الإعلامية بساعات أنهم خُدعوا وصُوّرت لهم الدعوة على أساس أنها للحديث عن ملفات التنمية في المنطقة.
وقال الشيخ الأعور: «لقد وُجّهت إلينا الدعوة الى بيروت لعقد مؤتمر صحافي، وفوجئنا بدايةً بوسائل الإعلام الموجودة ولفتنا عدم وجود تلفزيوني المؤسسة اللبنانية للإرسال والمستقبل، فسألت الأخ رائد الصايغ، لماذا ليس ثمة «ميكروفونات» إلا لتلفزيونات «المنار» و «ان بي ان» و «نيو تي في؟»، فقال إنه أبلغ كل التلفزيونات وسيصل الباقون بعد قليل. ونحن تعاطينا معه على أنه مدير فرع الحزب الاشتراكي في معصريتي ومنسق بين فروع الحزب في منطقة جرد عاليه». وتابع الأعور: «خلال تلاوة كلمته، فوجئنا بعبارات وكلام يتحدث عن وجود مافيات مالية في الحزب فيما عناصره يعانون ضائقة مادية، وهذا الأمر مثّل صدمة بالنسبة إلينا، وكنا قادرين على قلب الطاولة، لكننا أمام وسائل الإعلام آثرنا التريث كي لا نسيء إلى موقعنا الروحي، وتصرّفنا من وحي قيمنا التوحيدية، لذلك جاء هذا المؤتمر اليوم لنوضح فيه ملابسات القضية».
الحزب الاشتراكي رفض الرد او التعليق على الموضوع، كذلك فعلت قوى المعارضة الدرزية والقوى الأخرى في الجبل.
أمّا المؤتمر الصحافي الذي عُقد في فندق الريفييرا، أول من أمس، فقد وجّه فيه الصايغ «الانتقاد الى ما سمّاها المافيات في الحزب، التي تستفيد منه على حساب الفقراء وأبناء الجبل المعدمين»، ووجّه «التحية الى الرئيس وليد بك جنبلاط الذي لا يعرف ما يجري في داخل الحزب، أو أنهم لا يخبرونه». ورفع لاءات ثلاثاً ترتبط «برفض الشمولية والرأسمالية والفساد لمصلحة الانتخاب الدوري والاشتراكية والإصلاح في سلة متكاملة عنوانها العودة إلى فكر المعلم الشهيد كمال جنبلاط».
أمّا في الشأن السياسي، فطالب بعودة «الحزب التقدمي الاشتراكي إلى موقعه الطبيعي والتاريخي العروبي الذي يريد البعض ولأسباب مجهولة تغيير مساره». وتحدّث عن «بعض المافيات التي لا تريد أن يعلم وليد جنبلاط بما يحصل في الحزب. إذا كان هناك أشخاص لا يريدون أن يكون الحزب الاشتراكي مؤسسة فهذا شيء خطير جداً، نريد أن نعمل بطريقة مؤسساتية لا بطريقة عائلية».