strong>أكد استعداد سوريا للمساعدة ونفى وجود تنسيق مع الأمين العام للجامعة العربية
بدأ الموفد الفرنسي جان كلود كوسران جولة جديدة من المباحثات في لبنان أمس بهدف «إعادة الحوار اللبناني الداخلي» والإعداد لزيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير المرتقبة الى بيروت في نهاية هذا الاسبوع، مستبعداً عقد لقاء حواري خلال وجوده ومعلناً في الوقت نفسه أنه لم يتم تحديد برنامج عمل الوزير الفرنسي حتى الآن.
وكان كوسران قد وصل إلى بيروت بعد ظهر أمس آتياً من باريس، واستهل لقاءاته بزيارة السرايا الحكومية يرافقه السفير الفرنسي برنار إيمييه حيث استقبلهما الرئيس السنيورة في حضور الوزير أحمد فتفت والمستشارة رولا نور الدين وعقد اجتماع عرضت خلاله نتائج جولة الموفد الفرنسي العربية في ضوء لقاء سان ــ كلو والتحضيرات لزيارة كوشنير إلى لبنان المقررة في 28 الشهر الجاري. والتقى كوسران بعد ذلك رئيس «كتلة المستقبل» النيابية سعد الحريري، قبل أن يتوجه إلى الرابية للاجتماع مع رئيس «كتلة الاصلاح والتغيير» النيابية العماد ميشال عون في حضور النائب إبراهيم كنعان.
واجتمع كوسران مساءً مع المشاركين في لقاء «لا سيل سان كلو» حول مائدة عشاء اقيمت في قصر الصنوبر.
ولدى مغادرته السرايا صرح كوسران بأنه أعطى السنيورة «بعض الإشارات حول الزيارات التي قمت بها لدمشق وجدة والقاهرة ضمن الجهود التي نبذلها للمساهمة في إعادة إرساء الحوار. وتحدثنا أيضاً عن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير للبنان نهاية هذا الأسبوع، وكررت للرئيس السنيورة دعم الحكومة الفرنسية لعمل الحكومة اللبنانية».
وسئل إذا كان هناك تعاون بينه وبين الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فأجاب: «لا أعتقد أن في إمكاننا التحدث عن تنسيق، وقد ذكرت أمام السلطات السورية الجهود التي تبذلها فرنسا للمساعدة في إعادة قيام الحوار اللبناني الداخلي».
وعن رأيه في ما يقال من أن الحوار في لبنان سيكون أكثر جدوى بعد زيارته لسوريا قال: «أعتقد أن الحوار يحظى بفرص، وهو مستمرّ، ونحن نعمل أساساً لكي نحاول المساعدة في هذا الحوار اللبناني الداخلي».
وسئل: هل تتوقعون أن يعقد اللقاء الحواري في 28 الشهر الجاري خلال وجود كوشنير في لبنان؟ أجاب: «لا أرى ما تلمحون إليه، الزيارة متوقعة في آخر هذا الأسبوع، لكن لم يتم تحديد برنامج عمله حتى الآن، لا نزال نعدّ هذا البرنامج مع الرسميين والمحاورين اللبنانيين».
وردّاً على سؤال أوضح كوسران أن الوزير كوشنير «سيقوم ببعض الاتصالات للهدف نفسه، وهو المساعدة في استعادة الحوار اللبناني الداخلي، وفي هذا الإطار نحن نرى زيارته وبرنامج عمله».
وسئل: ألا تعتقد أن الانتخابات النيابية المتوقعة في الخامس من آب ستؤثر سلباً على الجهود الفرنسية؟ فأجاب: «حتى الآن لم نعلن أي أمر عن تفاصيل المسائل السياسية الكبيرة في لبنان. إن مبادرتنا تتركز أساساً على المساعدة في إعادة الحوار، وليس عندي من إجابة عن هذه المسألة».
ولدى سؤاله عما سمعه من سوريا بشأن استعدادها لدعم أي حوار لبناني داخلي قال: «إن التصريحات السورية أعطت أجوبة عن هذه المسألة وعن استعدادها للمساعدة في استعادة الحوار اللبناني الداخلي».
وسئل: كيف يمكن أن ينعكس الاختلاف بين السياسة الإيرانية والسياسة السورية على لبنان؟ فأجاب: «أقترح طرح هذا السؤال على السوريين واللبنانيين».
وعن الأمور التي بحثها في سوريا أوضح كوسران أنه ذهب إلى سوريا لكي يقدم نتائج المحادثات والنقاشات في «سان كلو».
وسئل: هل يعني عدم تأكيد انعقاد اجتماع حواري في لبنان أن نتائج زيارتكم لسوريا كانت سلبية؟ أجاب: «لم تكن لي أي مفاوضات مع سوريا، ولم أذهب إلى هناك للتفاوض».
وسئل مجدداً: لماذا قمتم بزيارة سوريا؟ فردّ قائلاً: «لقد زرت سوريا لكي أعلم السلطات فيها بالمحادثات والنقاشات التي حصلت في فرنسا».
وتدخل السفير إيمييه فقال: «إن برنامج الوزير كوشنير سيتم إعلانه في الوقت المحدد من خلال الناطق الرسمي في فرنسا، وذلك عندما ينتهي العمل على هذا البرنامج، لذلك نرجو ألّا تستنتجوا أي أمر اليوم لأننا في صدد إعداد هذا البرنامج. وهدف زيارة السفير كوسران هو الإعداد لزيارة الوزير كوشنير، وقد بدأ هذا العمل للتو». وعلّق كوسران بالقول: «أنا في لبنان منذ ساعة ونصف الساعة، ومن المبكر إعطاء تفاصيل عن استنتاجات مهمتي».
ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك زيارة لـ«حزب الله» في جدول أعمال كوسران، قال إيمييه: «نعم، هناك موعد ولقاء مع أحد المسؤولين في حزب الله».
وإثر لقائه الحريري قال كوسران إنه أجرى حواراً مطولاً معه تناول نتائج لقاء «لا سيل سان كلو»، التي كانت لها نتائج إيجابية عدة، حتى لو لم يتم إيجاد حل لكل المشاكل، وقد اعتبر هذا الحدث عاملاً إيجابياً. كذلك تطرقنا بإسهاب الى التحضيرات الجارية لزيارة وزير الخارجية الفرنسية بيرنار كوشنير الى بيروت، وإلى تطور المبادرة الفرنسية التي تهدف الى اعادة اطلاق الحوار بين مختلف القوى السياسية اللبنانية، وتقريب وجهات النظر فيما بينها.
وسئل عما اذا كان يحمل معه مبادرة جديدة فأجاب: «لا مبادرة جديدة، انها المبادرة نفسها مستمرة، وهي تهدف الى إعادة إطلاق الحوار بين مختلف القوى السياسية اللبنانية».
(الأخبار، وطنية)