strong>عون: لا نخوض المعركة ضد شهداء والقتلة قد يكونون شركاء الحكومةأكد النائب ميشال عون، والنائب ميشال المر والأمين العام لحزب الطاشناق هوفيك مختاريان، استمرار تحالفهم، وأعلنوا خوضهم معاً المعركة الانتخابية الفرعية في المتن، ودعم مرشح التيار الوطني الحر كميل خوري.
وكانت الرابية قد شهدت أمس حدثين يتعلقان بانتخابات المتن، تمثّل الأول بزيارة رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، الذي التقى عون لحوالى ساعة غادر بعدها من دون الإدلاء بأي تصريح. أمّا الحدث الثاني فكان خلوة بين عون والمر ومختاريان، حضرها أيضاً النائبان آغوب بقرادونيان وإبراهيم كنعان. ترأّس بعدها عون اجتماع تكتل «التغيير والإصلاح» الأسبوعي، ثم تحدث مع حليفيه الى الصحافيين، فقال أولاً: «قرّرنا بالتكافل والتضامن خوض المعركة في المتن كما خضناها سابقاً، ونأمل أن تكون النتائج كما نتوخاها وأن تكون المعركة هادئة».
وإذ استغرب المر «التكهنات من هنا وهناك»، أشار الى أن تحالفه مع الطاشناق «دام 50 سنة ولن نغيره في آخر هذه الأيام»، ومع عون «يعود الى الثمانينات»، وقال إن ذلك «ما زال قائماً من دون أي تردّد أو ملاحظة على الصعيد السياسي»، وأن «لا شيء ولا أي مبرر يهز هذا التحالف». أضاف: «نحن اليوم أمام انتخابات، وإذا اقتضت المصلحة العامة أن نخوض المعركة فسنخوضها، وإذا ارتأى العماد عون غير ذلك فنحن معه».
بدوره أعلن مختاريان عن «أمل صغير وبسيط»، وأن «الأبواب لم تقفل كلياً بعد، في وجه أي توافق»، مردفاً: «ولكن في كل الأحوال، قرارنا واضح. قررنا نحن الثلاثة أن نخوض المعركة في الانتخاب الفرعي في المتن، وإذا الغير أراد التوافق، فأعتقد أن هناك أملاً صغيراً».
ثم أجاب عون عن أسئلة الصحافيين، فذكر أن مطر نقل إليه تمني صفير بالتوصل إلى توافق، وأنه شرح له «الظروف التي أوجبت خوض المعركة». وقال: «نحن لسنا في مواجهة شخصية مع أحد، وذلك لا يعني أننا نقدّس الأشخاص الذين نواجههم أو أننا نشتمهم ونجعل منهم شياطين. إذا أرادوها معركة انتخابية فلتكن كذلك، معركة رياضية نخوضها على أساس مبادئ ومواقف سنعلنها، ولكن نترك للآخرين أوّلاً فرصة التوضيح».
ورداً على سؤال عن دعوة النائب سعد الحريري إلى تحويل الانتخابات النيابية الفرعية إلى فرصة للتصويت ضد القتلة، قال: «بالتأكيد، إن هذه المعركة ضد القتلة لكن من هم القتلة؟ هل له علاقة بهم، نعم أم لا؟ يطلبون من الناس المشاركة في الانتخابات، وإذا شاركوا يصبحون قتلة، وهذا المنطق تعسفي».
وعن تأثير هذه الانتخابات على «أجواء التهدئة التي سادت في سان كلو»، سأل بدوره: «لماذا الحديث عن أجواء التهدئة؟»، وأضاف: «في المرة السابقة، انتقدنا الحكومة في تصرفاتها وتقاعسها عن التحقيق في قضية نهر البارد، فقالوا «إنك تعكّر أجواء التهدئة»، وأصبح كل وزير أو مسؤول يعتقد أننا إذا انتقدناه في أدائه السيئ أو في تقصيره كأننا نعكّر أجواء التهدئة. التهدئة لا تعني السكوت عن جرائم الحكومة أو عن سقوطها في الأخطاء التي ترتكبها، بل تعني ألّا يفتريَ الواحد على الآخر».
وتابع سائلاً: «ما هي التهدئة؟ هل أن يقول الناس أنتم مع القتلة، هل هذا هو المنطق؟ كفى تجارة بدم الشهداء، الشهيد شهيدنا نحن كما هو شهيد الآخرين، لكنّ للمعركة اليوم طابعاً سياسيّاً، ولا نخوضها ضد شهداء أو ضد ورثة الشهيد (...) من غير الممكن أن تبقى قصة التجارة في الموضوع صبحاً وظهراً ومساءً، والقول «أوعا حدا يترشح أو ينتخب» فهو ضد الشهيد وضد دم الشهيد. يعرفون القتلة وقد يكونون شركاء الحكومة، كل الالتباسات موجودة اليوم في التحقيقات وحتى الحكومة تتجنب نشر أي شيء، فهل يعقل ذلك؟ هناك ارتباط ما ويظهر في الصحف، فمن يقوم بالتسريبات، وعلى الأقل إذا كانت هذه التسريبات غير صحيحة فلتضع لجان التحقيق يدها على الصحف التي تنشر هذه الأخبار، ولتوضح هل ما ينشر كاذب أو صحيح. الشبهات تحوم حول الجميع في هذا الأمر، فلا يتاجرنّ أحد بالأمر».
وقال إن «أحد أهداف المعركة، صلاحيات رئيس الجمهورية، وثانياً التهميش المستمر للمسيحيين»، معتبراً «كل مسيحيي 14 آذار ومنهم الشيخ أمين الجميل، حاجباً لمن يقوم بالتهميش». وذكّر بردّه على سؤال عن الانتخابات بعيد اغتيال الوزير بيار الجميل «لن نأخذ من ميت ما تركناه له وهو حي»، مضيفاً: «لم يكن في نيتنا ولا لحظة من اللحظات أن نترشح للنيابة لأن هذه تقاليدنا، لكنّ المعركة لم تعد هكذا، فهذا أصبح اعتداءً على الصلاحيات و«كسر كلمة». وأضاف: «هم تعرّضوا لموقع الرئاسة ولصلاحيات رئيس الجمهورية، لا بل لرفات صلاحياته».
وختم: «القصة ليست اعتباطية ولن نقبل بعد الآن أن يكون هناك اجتهاد، هناك عملية استرداد للصلاحيات المسروقة بعد الطائف لا قبله»، سائلاً: «هل يريدون رئيساً للجمهورية بعد اليوم، فقط رئيساً بروتوكولياً، ومن الممكن أن يأخذوا منه سيارة الرئاسة أيضاً، فلا أحد يعلم الى أين سنصل إذا أكملنا هكذا. القصة أصبحت «تخينة»، وهذا الشيء لن يصير».
(الأخبار)