البقاع ـ نيبال الحايك
وصل 32 طالباً وطالبة من جمهورية اليمن إلى الجامعة اللبنانية الدولية (LIU) في البقاع لتمضية ستة أسابيع في الجامعة وخارجها من أجل التعرف إلى لبنان عن كثب. وتأتي الزيارة في إطار برامج تعليمية وترفيهية تنفذها الجامعة الأم في لبنان مع فروعها في الخارج بهدف التفاعل الثقافي والأكاديمي بين الطلاب.
ويقول المدير الأكاديمي في الجامعة الدكتور عبد المجيد عبد الغني «إنّنا وضعنا خطة تقضي بزيارة كل طلاب الفروع في الخارج الفرع الأم في لبنان وكل طالب مسجّل في فرع اليمن اليوم ملزم أن يمضي 6 أسابيع في لبنان، وتحديداً في فرع البقاع وعلى حساب الجامعة».
انطلق مشروع التفاعل الأكاديمي بين طلاب الجامعة اللبنانية الدولية (LIU) هذا العام من فرع اليمن، وهو الفرع الأول للجامعة في العالم العربي، على أن يليه افتتاح فروع أخرى خلال هذا العام وما بعده في سوريا والإسكندرية والسعودية وتونس والمغرب». ويقول الدكتور عبد الغني إن الظروف الأمنية في لبنان منعتهم من استقبال 150 طالباً وطالبة من فرع اليمن و«اقتصر الأمر اليوم على دفعة من 32 طالباً وطالبة».
ويقول المشرف على فرع البقاع حسن مراد «إنّ إلزام طلاب فروع الجامعة في الخارج الإقامة 6 أسابيع في الجامعة الأم يهدف إلى تغيير صورة اللبناني في أذهان الطلاب العرب، فالصورة سلبية ومن واجبنا توضيحها عن قرب من خلال التعارف واللقاءات المشتركة والجلوس معاً على مقاعد الدراسة». وهل شعر طلاب اليمن بالاختلاف مع زملائهم في لبنان؟ يقول عبد الغني «إنّ عاداتنا تختلف عن عاداتهم، لكن سرعان ما تأقلموا وتفاعلوا مع زملائهم الطلاب اللبنانيين، ولا سيما أن الأنشطة الثقافية والتربوية والترفيهية المقررة في الجامعة قد أذابت الكثير من الفروق».
يتحدث الطلاب من فرع اليمن بحماسة عن لبنان «الذي كنا نحلم بزيارته»، لكن ما شاهدوه وسمعوه خلال اختلاطهم مع زملاء لهم وفي المجتمع المحلي أدخلهم في حيرة من أمر اللبناني «الذي يبدي استعداداً دائماً ليبقى أنيقاً رغم كل الظروف والمآسي التي يتعرض لها»، على حد تعبير الطالب طارق عبد الرحمن من سنحاء.
وتنوعت النقاشات بين الطلاب اللبنانيين واليمنيين بين السياسة والاجتماع والثقافة والأدب والشعر والموسيقى، وصولاً إلى التعاون في متابعة الدروس الأكاديمية. لكن تبقى هناك «مشاهد» لا يمكن أن تمحى، فاستغربت الطالبة وائلة حمراني من مدينة أب الانقسام السياسي في المجتمع اللبناني. وتقول الطالبة رحاب المضواحي إنها فوجئت بالحديث عن أنّ البعض يوالي هذا السياسي لمصالح شخصية، لا على أساس قناعات أو مبادئ». فيما يقول الطالب علي عبد الله من سنحاء «إنّ التعددية في أي مجتمع يُعَدُّ ازدهاراً، أما في لبنان فتبدو أنّها مدمّرة وهي بلا أسس وطنية».