باشر مكتب مكافحة المخدرات في البقاع أمس إطلاق دوريات للكشف على المساحات المزروعة حشيشة الكيف، وتوقع مصدر أمني أن تنتهي عملية المسح قبل منتصف شهر آب المقبل والبدء فوراً بعلمية الإتلاف والعمل جار لتأمين جميع المستلزمات اللوجستية من عمال وجرارات زراعية وإعداد القوة اللازمة من قوى أمن داخلي وبمؤازرة الجيش اللبناني التي ستكلف عملية الإتلاف.وبموازاة ذلك، يعرب مزارعون في بعلبك ـــــ الهرمل عن عدم إمكان الدولة لإنهاء المزروعات الممنوعة بشكل كامل حتى لو أقيمت عشرات المخيمات المخصصة لتنفيذ خطة إزالة تلك المزروعات. فالمزارع محمد جعفر (48 سنة) يقول إن الحل الوحيد لوقف الزراعات الممنوعة هو إيجاد البديل ذي المردود الاقتصادي الموازي لمردود زراعة الممنوعات. وعن فكرة إقامة مخيمات لمكافحة هذه الزراعة، قال جعفر: لا مشكلة في إقامة هكذا مخيمات، فالقوى الأمنية موجودة منذ زمن، ولم تستطع منع هذه الزراعة، لأنها تعرف أنه لا بدائل أخرى. في المقابل يستغرب أبو حسن (36 سنة) إقامة تلك المخيمات وأمل «لو أن الدولة ترسل مساعدات بديلة عن قوى أمنية تمنعنا من زراعة الحشيشة». ويتحدث أكثر من مزارع في غرب بعلبك ومنطقة الهرمل عن زراعة الحشيشة والأفيون كل سنة رغم قرارات عمليات الإتلاف، ويعبّر هؤلاء عن مضيّهم بالزراعات الممنوعة «فالدولة حرّة في أن تتلف، لكننا سنستمر بالزرع إلى أن نجد البدائل».
من ناحيته أكد رئيس لجنة الزراعة (2000ـــــ 2005) النائب حسين الحاج حسن رفضه للزراعات الممنوعة، لكنه تعاطف مع المزارعين لجهة إهمال الدولة بتغييب البدائل واضطهاد الزراعة والمزارعين. كما طالب الداعين إلى إلغاء زراعة المخدرات بتأمين البديل المناسب، ولا سيما أن ما لا يقل عن 25 ألف عائلة يعيشون من هذه الزراعة. واتهم الحاج حسن الدولة بإلغاء الدعم عن الشمندر والتبغ والقمح وفتح الأسواق اللبنانية واتّباع سياسة العداء الشديد للمواطنين الفقراء في كل المناطق الزراعية.
ولدى سؤالنا رئيس بلدية الهرمل الأستاذ مصطفى طه عن الزراعات الممنوعة في المنطقة أجاب: «لم نر هذا العام زراعات ممنوعة في كل منطقة الهرمل (المدينة والقضاء)». وأضاف أن المزارعين أتلفوا المخدرات واتّجهوا لزراعة البطيخ والخضر شاكياً سوء حالة سوق التصريف. فيما أشار رئيس بلدية دير الأحمر خليل القزح، إلى أنه ليس من سبيل للتفاهم مع الفلاح في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة وغياب البدائل، وأن البلدية تنسّق مع القوى الأمنية «لكن الفلاح مضطر لزراعة المخدرات لأنه مظلوم».
(الأخبار)