الديمان ـ فريد بو فرنسيس
نبّه البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، الى «أن الاستمرار في الخطاب المتشدّد وانعدام الحوار الصادق، سينعكسان سلباًَ على الوضع اللبناني وعلى خصائص لبنان ودوره ورسالته». وحضّ على اعتماد «لغة الحوار والانفتاح وقبول الآخر»، مشدداً على «أن مصلحة الوطن العليا، تقضي بتجاوز المواقف الفئوية، وتتطلب من الجميع تنازلات في سبيل الإنقاذ».
كما شدّد أمام وفود شعبية ورعوية زارته أمس في الديمان، على «ضرورة تعميم ثقافة الحوار والتلاقي وقبول الآخر لتحصين الوحدة الداخلية»، وقال: «كل اللبنانيين مدعوون، كل من موقعه، الى اعتماد لغة المسالمة والمصالحة والتهدئة في هذه الظروف العصيبة التي يمر فيها لبنان، فبقدر ما يتعزز هذا المناخ نُسهم في تجاوز هذه المرحلة القاسية، وكل خطاب يتجرد عن القيم الروحية والوطنية التي تجمعنا سيسهم في مزيد من الاحتقان وتصعيد الأزمة».
أضاف: «إن لبنان يتميز بكونه واحة حوار وتلاق وتفاهم، وعلى جميع اللبنانيين وقياداتهم وعي مسؤولية الحفاظ على هذه الخصوصية، ولا يمكن أن يتحقق ذلك في ظل استمرار التشنج والانقسام والتمسك المطلق بالمواقف المتقابلة»، معتبراً «أن تغييب منطق السلام والمحبة والحوار عن الساحة الوطنية، ينعكس سلباً على الوضع اللبناني وعلى خصائص لبنان ودوره ورسالته».
والتقى صفير أمس النائب بيار دكاش، ثم رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، واطّلع منهما على أجواء لقاءاتهما في خصوص التوافق على الانتخابات الفرعية في المتن.
كما اجتمع بالنائب السابق فارس بويز الذي رأى «أن لبنان والمسيحيين والموارنة خصوصاً، بغنى عن معارك استنزافية إضافية حالياً»، معلناً تأييده الكامل لمبادرة صفير بإيفاد مطر الى المعنيين «والعمل على وفاق في خصوص انتخابات المتن». وتمنّى أن يكون له «موقف حازم لجهة الدعوة الى احترام ذكرى الشهيد بيار الجميل، وحسم الأمر بما يوفر على المسيحيين والموارنة المزيد من الاستنزاف».
وذكر أن البحث تطرق الى موضوع الاستحقاق الرئاسي، معتبراً أن هذا الاستحقاق «مهم بحصوله أولاً، وبمضمونه ثانياً أي بمواصفات من سيتولّى هذا الموقع، لما سيوحيه من ثقة للناس ولمستقبل لبنان»، واصفاً طروح الرئاسة لسنتين بـ«الإجرام السياسي، لأنها تحجّم دور رئاسة الجمهورية، ولا توحي الثقة للناس، وستعني إشارة واضحة وكأن الأمور مؤجلة سنتين». ورأى «أن الفراغ الرئاسي أفضل من رئيس لسنتين، لأن الفراغ سيولّد الأمل بحصول الانتخابات بعد شهر أو أسبوع، بينما الإتيان برئيس لسنتين هو كارثة حقيقية»، معرباً عن اعتقاده بأن صفير «من الرافضين رفضاً قاطعاً لهذه الاحتمالات».
ومن زوّار الديمان أيضاً، راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر للموارنة المطران سمعان عطا الله يرافقه رئيس المعهد الثقافي الإيطالي نيكولا فيرماني الذي سيغادر لبنان للالتحاق بالخارجية الإيطالية، المدير العام لوزارة المال الان بيفاني، المستشار السابق للسفارة الأميركية غابي عكر، ورئيس تكتل المحامين المستقلين في الشمال المحامي بدوي حنا والمستشار في التكتل المحامي سيمون عبود.