صور ـ آمال خليل
الدمعة الأقسى في مناسبة إحياء الذكرى الأولى للزميلة ليال نجيب في مكان استشهادها، ذرفها زملاؤها الذين شاركوها تجربة تغطية العدوان الإسرائيلي داخل استراحة صور وخارجها. الأسى عليها كبير والخجل منها أكبر، لأنها كما يقول الزميل حسين سعد مراسل محطة «نيو تي في» آنذاك «افتدتنا جميعاً بجرأتها وشجاعتها في التنقّل بين الأمكنة الخطرة وكنا نصفها بالمغامرة من دون حسبان». والمعلوم أن استهداف سيارة نجيب، تزامناً مع شمول التهديد الإسرائيلي الجميع بمن فيهم الإعلام، أجبر الصحافيين على التزام استراحة صور والتوقف عن تسيير الجولات الميدانية إلا بمواكب إنسانية مع الصليب الأحمر الدولي وفي يومي الهدنة؛ فالإعلاميون، بحسب الزميل بلال أشمر، اكتشفوا أن إشارة (press) التي يلصقونها على سيارتهم، ومنها سيارة نجيب المستهدفة، ويعتقدون أنها تردع إسرائيل عن استهدافها، كانت واهية. والأصدق أن هناك ورقاً لاصقاً من نوع خاص (له إشعاعات لايزر) وحده تراه الطائرات ولم تكن تملكه سوى الوكالات العالمية «غير المعادية» لإسرائيل. وهذا يعني بحسب أشمر «بأننا نجونا بأعجوبة، فيما كنا في فم الموت ونظنّ أن مهنتنا تحمينا».
الزملاء الناجون تحلّقوا في ذكرى زميلتهم الصغيرة ليال التي لم يحالفها الحظ بالنجاة. في مكان استشهادها على طريق قانا ـــــ صديقين نبتت زيتونة شارك في زرعها، إلى الإعلاميين ووالديها، رئيس بلدية صور عبد المحسن الحسيني ونائب رئيس بلدية قانا زين العابدين دخل الله والمسؤول الإعلامي لحزب الله في الجنوب حيدر دقماق، بدعوة من جمعية مهرجان الصورة تخليداً لذكراها، وتحدّث باسمها الزميل جهاد سقلاوي الذي قال إن «ليال قررت أن تخوض امتحاناً صعباً في نقل صورة الجنوب خلال العدوان، فكانت شهيدة الصحافة الجنوبية». أما دقماق فقد رأى «أن إسرائيل لا تفرق بين مدني وصحافي ومصور، وقد جاءت شهادة ليال لتؤكد من خلالها أن الصحافة مستمرة في بحثها عن الحقيقة».
من جهتهما، شكر والدا الشهيدة لجمعية مهرجان الصورة مبادرتها التكريمية في المكان ذاته، إذ إنّ ليال أحبت وطنها و«توجهت من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب للمشاركة في رد العدوان وفضح المجازر الوحشية الإسرائيلية».