نادر فوز
يزداد إقبال الطلاب على الفصول الدراسية الصيفية، رغم حرارة الأجواء وضيق الوقت والحرمان من النشاطات الصيفية التي ينعم بها زملاؤهم الآخرون. وتساهم إدارة الجامعات في زيادة عدد طلابها في فصل الصيف، وخصوصاً أّنها تتساهل مع «أبنائها» في دفع الأقساط

الطقس حار جداً، الأصدقاء يقضون أوقاتهم على البحر أو في الجبل، الاستيقاظ باكراً في الصباح أمر مزعج خلال الصيف، لكن كل هذه العوائق لم تردع عدداً كبيراً من طلاب المناهج الأميركية من متابعة دراستهم خلال العطلة الصيفية»، ضمن الفصل الدراسي الصيفي أو «Summer Course». يمكن اعتبار هذا الفصل فصلاً إضافياً للانتهاء من عدد من المواد الجامعية، كي يتمكن الطلاب من إنهاء برامجهم الدراسية في وقت أقصر، فيضطر طلاب عدد من الكليات العلمية إلى اختيار هذا الفصل الإضافي ليوفرّوا على أنفسهم عاماً جامعياً أو فصلاً دراسياً. وبالطبع لا يكون هذا الفصل مخصصاً فقط لـ«عشّاق الدراسة»، إنما يكون مناسباً للطلاب الراسبين في بعض المواد، فيتيح لهم الفرصة في تعويض تأخرهم عن باقي زملائهم والانتهاء من الدراسة في الموعد المحدد. وفي إحدى الحالات الاستثنائية، تحضر لينا شربتجي، الطالبة في العلوم الاقتصادية في الجامعة الأميركية، يومياً إلى كليتها لحضور مادة علم الاجتماع بعد خطأ ارتكبه أحد أساتذتها في حساب عدد المواد التي أنهتها خلال السنوات الماضية، فاضطرت إلى حضور الـ«Summer» كي لا تتأخر فصلاً جديداً عن نيل شهادتها. وتعتبر لينا أنّها تتحمل مسؤولية في الموضوع، «إلا أنّ المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الإدارة والدكتورة». وتعلّق لينا بشكل سريع على الأمر، «بسبب هذا الخطأ، أستيقظ خلال الصيف عند الثامنة صباحاً، أحضر صفاً واحداً في الجامعة، وأعود إلى منزلي»؛ يمكن اختصار حالة لينا بالقول: «قضى الفصل الصيفي على عطلتها الصيفية».
في الجامعة الأميركية في بيروت، تجاوز عدد الطلاب المسجّلين هذا العام في الفصل الصيفي عدد المسجّلين العام الماضي (3289)، إذ يخضع 3316 طالباً لامتحاناتهم التي بدأت وينتظر أن تنتهي في منتصف الأسبوع المقبل. وتقوم إدارة الـ AUB بالتساهل مع عدد كبير من طلابها في دفع أقساط الـ Summer، إذ أرجأت دفع الأقساط الجامعية لـ 472 طالباً غالبيتهم من اللبنانيين. ويمتد الفصل الصيفي في AUB من أواخر شهر حزيران إلى منتصف شهر آب.
أما الجامعة اللبنانية الأميركية، فتتيح لطلابها فصليْن للدراسة الصيفية، يكون الأول من أواخر حزيران إلى أوائل شهر آب، والثاني يمتد من الأسبوع الأول من آب وينتهي في الأسبوع الثاني من أيلول، أي مع اقتراب افتتاح العام الدراسي في الجامعة. وفي وضع مشابه للـ AUB، تسجّل إدارة الـ LAU ارتفاعاً في عدد الطلاب المسجلين في الـ Summer، حيث بلغ عدد الطلاب المسجّلين هذا العام في الفصل الصيفي الأول3650 طالباً، وهو الرقم الأعلى في تاريخ الجامعة في حضور الطلاب خلال كل الفصول الصيفية السابقة. كما تسجّل حوالى 1500 طالب في الفصل الصيفي الثاني. في المقابل، يتراجع عدد تسجيل الطلاب العرب في الفصول الصيفية، إذ يفضّلون العودة إلى بلدانهم، وإن يبقى هناك بعض الاستثناءات.
وتكون البرامج في الـ Summer مكثفة أكثر من الفصول الأخرى، إذ على الطلاب الحضور يومياً لمتابعة المواد التي تشكل ثلاث وحدات دراسية (credits)، فيما يتابعون في فصلي الخريف والربيع ثلاثة أيام في الأسبوع فقط. ويشكو العدد الأكبر من الطلاب من تكثيف الحضور إلى الجامعة خلال الصيف، فيعتبر جاد مصباح، الطالب في كلية الهندسة في AUB، أنّ الطلاب معتادون على حضور الحصص بشكل هادئ أكثر، «صحيح أنّ اليوم الجامعي يقتصر على حصة أو حصتين، لكنّ الوضع يومي وهذا أمر متعب». ويتحدث جاد عن تكثيف البرنامج، فيشير إلى أنّ الطلاب «لايستمخّون بالمواد»، فيشعرون كأن هناك كتاباً أو مقررات يجب الانتهاء من دراستها في مدة زمنية محددة: «إنها فقط مسألة «Mood»».
وفي LAU، الشكاوى نفسها تتكرر: الحضور اليومي لساعات قليلة إلى الجامعة، العطلة الصيفية، قلة التركيز، تكثيف البرامج. لكن كل هذه الأمور «يمكن تحمّلها للانتهاء باكراً من الدراسة والبدء بالإنتاج»، بحسب روان، الطالبة في السنة الثانية في كلية إدارة الأعمال. إضافةً إلى Summer، تتدرّب روان في إحدى المؤسسات التجارية، لعلها تحظى ببعض الخبرة قبل تخرّجها، «من الأفضل أن يجتهد كل فرد على نفسه، ولا يتّكل على ما تطلبه الجامعة فقط».