جبيل ــ جوانّا عازار
يُشارك عدد من المؤسّسات المعنية بتطوير التنمية المحليّة في منطقتي جبيل وبعلبك في دورة «التدريب على أنشطة التنمية المحلية»، ضمن مشروع «تركوم»، المموّل من وزارة الخارجيّة الإيطاليّة لدعم التجمّعات والبلدات اللّبنانيّة المتضرّرة من حرب تمّوز 2006. ويسهم في المشروع المعهد المتوسّطي للعلوم الزراعيّة في باري ـــــ إيطاليا، المركز الدولي المتوسّطي للدراسات الزراعيّة، وزارة الزراعة اللّبنانيّة والمجلس الوطني للبحوث العلميّة، والمعهد اللّبناني للبحوث الزراعيّة. ويهدف المشروع إلى تقديم المساعدة التقنيّة لتحسين نوعيّة الإنتاج الزراعي ودعم إطلاق المشاريع النموذجيّة لتطوير المنتجات المحليّة، إضافة إلى تحسين استعمال الأراضي. وقد حدّد الدكتور لمبيرتو لمبيرتي من المعهد المتوسّطي أهداف المشروع بتعزيز حسّ المشاركين من مختلف المجالات في اتّباع أساليب التنمية واطلاعهم على استراتيجيّات تطوير الجماعات وقواعد التواصل بين جبيل وبعلبك عبر العمل على الأسس المشتركة بين المنطقتين، وتطوير إمكانات كلّ منطقة. ولفت لمبيرتي إلى أنّ المشكلة تكمن في إيجاد الآليّات الفعّالة للعمل من أجل المصلحة العامة وإيجاد رصيد اجتماعي كفيل بتطوير التنمية المحلّية. وأشار إلى «أنّ المشروع يساهم في تأليف فرق عمل محليّة وتطوير القدرات والمهارات لعمل الجماعات، إضافة إلى إيجاد الشروط لإرساء مشاركة فعّالة بين الجماعات من المنطقتين لإنشاء شبكة تعاون وتقارب بعيدة المدى».
بالعودة إلى الدورة، يرتكز التدريب على «اللاعبين الأساسيين الذين ينبغي أن يساهموا في تقرير وجهة التنمية وتنفيذها وتقويم خصوصيّات القطاع، وهو ما يتطلّب ضرورة وضع تقنيّات إرساء الحوار وتقوية العلاقات بين مختلف اللاعبين على المستويين الأفقي والعمودي». وتتطرّق الدورة إلى تعليم المشاركين النظريّات القائمة وراء مناهج التنمية القطاعيّة والتمييز بين المستويات المختلفة لمشاركة المجتمع في تأسيس إطار عمل لمنهج التنمية المحليّة والمبادرة من خلال الحوار.
يتخلّل البرنامج التدريبي فترات زمنيّة يقوم خلالها المشاركون بأعمال تطبيقيّة على الأرض، حيث يتمّ، في ضوء النتائج التطبيقيّة، الإعداد لتفعيل نشاط مجموعات العمل المحلّي في المناطق. ويُطلق البرنامج مشاريع في كلّ من منطقتي جبيل وبعلبك لتطبيق سياسات التنمية المحليّة المعتمدة.
ويجري تدريب المشاركين على ثلاث مراحل. وفيما أنهى المشاركون المرحلة الأولى، يستعدّون لمباشرة المرحلة الثانية خلال الأسبوع الأوّل من أيلول المقبل في باري ـــــ إيطاليا، والمرحلة الثالثة خلال الأسبوع الأوّل من تشرين الأوّل المقبل في بعلبك.
ورأى رئيس بلديّة بتدعي سمير فخري «أنّ المشروع يسهم في تحقيق المشاركة بين بعلبك وجبيل، إن لجهة طرح المشاكل أو لإعطاء الحلول الملائمة، لا سيّما في ظلّ وجود رابطٍ تاريخيّ بين المنطقتين، ويوجد رابطاً اجتماعياً لدى الطرفين».
بدوره، أكّد سهيل عوّاد، من منطقة جبيل، أنّ الهدف يكمن في إعادة الأهميّة إلى الطريق الرومانيّة القديمة وخلق المزيد من التواصل بين المنطقتين.