بعلبك ـ علي يزبك
تسير إعادة الإعمار في بعلبك ببطء شديد، ما خلا بعض ميسوري الحال الذين أعادوا بناء منازلهم التي دمرها الطيران الإسرائيلي خلال عدوان تموز على نفقتهم الخاصة. وفي إحصائية لمؤسسة جهاد البناء، بلغ عدد الوحدات السكنية المهدّمة كلّياً في بعلبك ثلاثمئة وسبعين وحدة، لم تحظ بإعادة الإعمار سوى 10% منها فقط، ورغم أنّ ملف الترميم انتهى بمجمله، إذ تمكنت المؤسّسة من إعادة ترميم قرابة 6500 وحدة سكنية، من بينها عدد من المحال التجارية، إلا أنّ التعويضات الحكومية لم تُصرف لأحد إلى الآن. وفي هذا الإطار، يشير رئيس بلدية بعلبك بسام رعد إلى «أن المدينة منسيّة وبعيدة عن أولويات الحكومة، حتى في قضية حسّاسة ومهمّة كإعادة إعمار المساكن المهدّمة». وأوضح رعد «أنّ عمليات المسح التي قامت بها وزارة المهجّرين وشركة خطيب وعلمي التابعة لها لم تنته إلى اليوم». ولفت رعد إلى «أنّ عدداً كبيراً من ملفات المواطنين المهدمة منازلهم حُوّلت إلى الصرف، لكنّها لم تتم إلى الآن أيضاً لأسباب غير معلومة».
وأكّد أنّ البلدية قدّمت كل التسهيلات اللازمة للمتضررين، ما مكّن بعض ميسوري الحال من إعادة إعمار منازلهم. وأوضح أنّ البلدية تنفذ مشروع إيواء عدد من العائلات التي تهدمت منازلها، مشيراً إلى أنّ الإعلان عن تفاصيل المشروع يحتاج إلى بعض الوقت.
وللمهدّمة منازلهم حكايات مع الإهمال، وكأنّهم لم تكفهم خسائرهم وفقدانهم لممتلكاتهم، بل زادت معاناتهم الملفات المكدّسة في وزارة المهجّرين والهيئة العليا للإغاثة وأخيراً شركة خطيب وعلمي. ويقول الدكتور أسامة شمص الذي دُمّر منزله في حي العسيرة في بعلبك «إنّ التعويض هو حق لنا والإفراج عنه واجب وطني وإنساني»، لافتاً إلى أنّه أعاد ترميم منزل والده القديم لكي يؤمن السكن للعائلة. ورأى «أنّ التعويضات لن تعيد إليّ الذكريات والمكتبة الطبية التي كانت تحتوي على الكثير من الموسوعات العلمية».
أمّا محمد دندش الذي دُمّر منزله في حي الشيخ حبيب فيبدي الخشية من تأخّر صرف التعويضات، مؤكّداً أنّه استكمل الملف ولا يعرف لماذا تتم معاقبة أهالي بعلبك. ويضيف «لقد دفعت لنا مؤسسة جهاد البناء بدل إيواء عن عام كامل، وها نحن اليوم وبعد مرور عام لم تعرنا الدولة أي اهتمام». وتساءل «أين كرامة المواطن؟». ويؤكد الدكتور محمد اللقيس أنّه أعاد بناء منزله المؤلف من طبقتين في حي وادي السيل كتأكيد على أن إرادة الحياة ستنتصر، محمّلاً الحكومة مسؤولية تأخير التعويضات «لأنها تريد إذلال شعب المقاومة ولكن الإرادة التي قاومت الصواريخ والموت والدمار ستنتصر على المستهترين، ونحن لا نخشى ضياع حقوقنا لأن أيّام الحكومة الحالية باتت معدودة والتغيير آتٍ».