أكد رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري «أن الحوار هو خيار اللبنانيين الوحيد، وأن أي هروب من الحوار، هو هروب من البحث عن الحلول الحقيقية، سواء بالنسبة إلى قيام حكومة وحدة وطنية أو استحقاق رئاسة الجمهورية». وأشار إلى «أن وجود السفير جان كلود كوسران في لبنان يمثّل التزاماً فرنسياً متجدداً من جانب الرئيس نيكولا ساركوزي بمساندة لبنان ودعم كل القضايا العربية العادلة». وأشاد بالجهود التي بذلها سفير فرنسا في لبنان برنار إيمييه «لمساعدة لبنان ودعم سيادته واستقلاله».وعبّر الحريري، في حفلة عشاء أقامها مساء أول من أمس في قريطم على شرف إيمييه لمناسبة انتهاء مهماته الدبلوماسية، عن «امتناننا لدور فرنسا التاريخي في مساندة لبنان ودعم كل القضايا العربية العادلة». وقال إن «هذا البيت شاهد على الدور الذي قامت به فرنسا في إعادة إعمار لبنان، وفي إعادة لبنان إلى الخريطة الدولية، وفي استعادته السيادة والاستقلال، وأخيراً، في إقرار المحكمة الدولية، وحماية للبنان من الهجمة الإرهابية التي تسعى لإخضاع إرادة اللبنانيين». وأكد «أن خيار اللبنانيين الوحيد هو الحوار، وأن أي هروب من الحوار هو هروب من البحث عن الحلول الحقيقية، سواء بالنسبة لقيام حكومة وحدة وطنية أو استحقاق رئاسة الجمهورية أو سائر الأزمات العالقة في البلاد».
وقدّم رئيس كتلة «المستقبل» درعاً تذكارية لإيمييه الذي ألقى كلمة جاء فيها: «إن يوم 14 شباط 2005 لا يغيب عن ذهني، عندما وصلنا النبأ المروع باغتيال والدكم (...) صحيح أن الكثير تحقَّق منذ ذلك الحين، غير أن لبنان الذي كان رفيق الحريري يحلم به لم يبن وينجز بعد، لكنه يتقدم. منذ تلك اللحظات المريعة، ضربت لبنان سلسلة من الاعتداءات على شخصيات رفيعة، ومنهم من خرج سليماً وموجود بيننا. إن سياسة الترهيب والإرهاب هذه لم تكفّ يوماً عن محاولة دفعكم إلى التشكيك في قدراتكم وإضعافكم في النضال من أجل النهوض والاستقلال الكامل». وتابع: «إنني أرى اليوم بلداً مختلفاً على رغم المخاطر والشكوك، بلداً محرَّراً من الاحتلال العسكري ومن وصاية يومية ثقيلة، بلداً استعاد سلطة الدولة على كل أراضيه، بلداً يطالب بالعدالة وأراد إنشاء محكمة ذات طابع دولي بهدف محاكمة المذنبين، بلداً أكثر حرية مما كان ويرغب في العيش بسلام وازدهار وتطور، بلداً يريد التحرر من أي وصاية خارجية».
وأكد إيمييه «أن وقوف فرنسا إلى جانب لبنان يتخطى علاقات الصداقة والأخوّة التي كانت تربط بين رئيسنا السابق ورئيس مجلس الوزراء اللبناني الأسبق، وإنها متجذرة في استمرارية التاريخ. اليوم كما بالأمس، تبقى فرنسا في الصف الأول من شركائكم. فالرئيس نيكولا ساركوزي يعطي الأولوية نفسها لوطنكم، وهو الذي جنّد نفسه من أجل صدور القرار 1757، والذي طلب من برنار كوشنير، وزير خارجيتنا، التوجه بسرعة إلى لبنان للتعبير عن تضامن بلدنا معكم، وهو الذي استقبل فؤاد السنيورة، رئيس مجلس الوزراء اللبناني، في باريس قبل بضعة أسابيع، وهو الذي اتخذ القرار بمبادرة لاسيل سان كلو بهدف السماح بمعاودة الحوار بين اللبنانيين بغية إيجاد الحلول وتخطّي مصاعب اليوم وتفادي انزلاق البلد نحو الأزمة والمجهول».
وأضاف: «وقد تم تحقيق نتائج حتى الآن مع روحية لاسيل ـــــ سان كلو، القائمة اليوم بإرادتنا مساعدتكم على إيجاد حلول بينكم، تسمح بتفادي مأزق دستوري لن يكون في مصلحة أحد. في هذا العمل على مر السنين، كنتم لاعباً ناشطاً جداً وشريكاً قوياً جداً لفرنسا (...) تعلمون أنه يجب التطلع إلى الأمام وإلى الأعلى، وأنه يجب مد اليد للجميع ومعاودة سلوك طريق الحوار والوحدة والمصالحة بين اللبنانيين. أنتم تعلمون أنه يجب تخطي المخاوف والضغينة والذكريات التي تغذي شياطين التقسيم. أنتم من الأشخاص القادرين على التوصل إلى توافق وطني يؤدي إلى سلام الشجعان». وختم: «فرنسا التي تحبونها، ما زالت تقف إلى جانبكم ولديها أجندة واحدة، ومطلب واحد، ودافع واحد استندت إليه وتستند إليه سياستها تجاه لبنان، وهو حريتكم واستقلالكم وسيادتكم».
(الأخبار)