رأى رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية أن احتمال حصول انتخابات رئاسية «ضئيل جداً» بينما احتمالات الفراغ «أكبر بكثير»، مؤكداً أنه «إذا كان الخيار إبقاء الوضع على ما هو عليه أو الحرب، فنحن طبعاً ضد الحرب». وقال فرنجية، أثناء استقباله أمس في بنشعي وفداً من شباب الحزب «الديموقراطي اللبناني»، «إننا لا نواجه قوى 14 آذار بل نواجه أميركا والمجتمع الدولي ككل، وهم يريدون منّا أن نقوم بأي خطوة لكي يكون عندهم عذر للقيام بخطوات أخرى، لذلك كل خطوة من جانبنا تحتاج الى دراسة معمّقة لأننا نمشي بين النقاط»، مؤكداً أن «الوقت لمصلحتنا والبلد بلدنا ولن نسمح لهم بأن يسلموا البلد الى هذا الجو الدولي»، منبّهاً الى أن «المرحلة المقبلة صعبة جداً، ولا أعرف إن كانت الظروف ستساعد على انتخاب الرئيس أم لا. وأرى أن احتمال الفراغ كبير جداً، وإذا عقدوا جلسة بالنصف زائداً واحداً فإنهم يقودون البلد الى المشاكل ولا تعود الأمور قابلة للإصلاح». وشدد على أن «موضوع رئاسة الجمهورية أساسي في لبنان وعند المسيحيين، ونريد أن يكون رئيس الجمهورية يمثّل المسيحيين فعلاً».
وقال فرنجية: «إذا كان الخيار إبقاء الوضع على ما هو عليه أو القيام بحرب فإننا مع إبقاء الوضع على ما هو عليه، وإذا كان الخيار التقسيم فإننا سنحارب التقسيم»، مشيراً الى أن «»الاستحقاق الرئاسي مفصل أساسي وعلينا الانتظار وتجنب المشاكل لأن الطرف الآخر يسعى الى المشاكل».
وعن انتخابات المتن الفرعية، رأى أن العماد عون «سيربح بالتأكيد، وستمثّل النتائج خسارة للرئيس الجميل ولحزب الكتائب. الرئيس الجميل لم يكن وفياً مع الجنرال عون وكثيرون من حلفاء الرئيس الجميل كانوا يريدون نسيب لحود، ولا أعرف كم سيتأثر سعد الحريري إذا خسر ابن الجميل. وخطتهم أن يخسر أمين الجميل ليقوى نسيب لحود». ورأى أن ما يحصل في انتخابات بيروت «جيد وحزب الله إذا نزل الى المعركة الانتخابية في بيروت فإنهم يكونون مسرورين جداً ليحوّلوها سني ـــــــ شيعي لأنهم يحبون أن يعزفوا على الوتر الطائفي، وبقاء الحزب على الحياد أمر جيد لكي لا تستغلّ طائفياً». ورأى أن «معركة المتن استفتاء شعبي وليست لإيصال نائب، وبرأيي على الرئيس (نبيه) بري الاعتراف بالنواب الذين يصلون الى المجلس».
وعن تأليف حكومة ثانية، قال إن «كل شيء مرهون بما ستؤول اليه الأمور، واذا انتخبوا رئيساً بالنصف زائداً واحداً فإن كل الاحتمالات تكون مفتوحة، واذا لم يحصل ذلك وتركوا الأمور تمشي بالطريقة الدستورية فإن كل احتمالات الحوار تبقى قائمة واذا لم نتوافق على الرئيس فيجب ألّا تكون هناك خطوة ناقصة لأن الخطوة الناقصة من هنا ستقابلها خطوة ناقصة من هناك».
ورأى فرنجية أن «لفرنسا دوراً محورياً ولها سياستها الخاصة بها في المنطقة، وهي سياسة متمايزة عن السياسة الأميركية، وفرنسا لم تصبح أميركية إلا في أيام (الرئيس جاك) شيراك واليوم حتى لو كانت متفقة مع أميركا إلا أنها تعيد النظر في سياستها بالنسبة الى لبنان، ولن تبقى على ما يبدو تمرر سياستها مع لبنان عبر بيت الحريري، هذا ما يحاول الفرنسيون حالياً أن يفسروه لنا، يريدون أن نفهم أنهم سيتعاملون مع الجميع وليسوا مع فريق ضد فريق».
وعن أحداث مخيم نهر البارد، قال: «منذ اليوم الأول قلنا إنها ستكون معركة طويلة، واقترحنا المعالجة الهادئة، وأول ما لفتني هو الدعم المطلق من الحكومة للجيش، ولم أشاهد في أي بلد في العالم حكومة تدعم الجيش. هي تأمر الجيش بالتنفيذ لكن أن تكون وراء الجيش فهذا معناه أنّه إذا ربح الجيش تربح، واذا خسر الجيش يتحمل العماد ميشال سليمان وحده المسؤولية»، مطالباً بـ«محاكمة المقصّر» في هذه الأحداث. ورأى أن «العماد سليمان لن يفرط بالجيش وهو ضمانة توحيدية للبلد وللجيش، فإذا استقال يصبح الجيش في خطر، والوضع ليس بهذه السهولة، لكن عندما تسوء الأمور ستصبح سيئة على كل الصعد، ونأمل أن تمر هذه المرحلة بأقل خطر وضرر لأنه اذا عادت الحرب فستكون أقسى من السابق».
(الأخبار)