طرابلس ــ عبد الكافي الصمد
حذّر الرئيس نجيب ميقاتي من «الاستمرار في إفشال المبادرات والمساعي العربية والدولية لحلّ الأزمة اللبنانية»، مشيراً إلى أنّ «من شأن ذلك أن يفقدنا صدقيتنا، ويغرقنا في المزيد من الفوضى الداخلية واللامبالاة الخارجية».
وأبدى خلال استقباله أمس وفوداً شعبية في مكتبه في طرابلس تخوّفه «من أن يصيب مهمّة وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير، ما أصاب مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية من تعثر، بفعل وضع الشروط والشروط المقابلة لأطراف الأزمة، وإغراق البحث في تفاصيل لا تمتّ إلى جوهر الأزمة بصلة، أو البقاء في دائرة المراوحة حول ما يجب أن يأتي أولاً، الرئاسة أو الحكومة».
وقال إن «المطلوب من كلّ الفرقاء تصفية النيات ووضع المصلحة اللبنانية قبل أيّ اعتبار آخر، والكفّ عن الرهان على متغيرات أو تبدّل في موازين القوى»، محذراً من أنّ «تجاوز الاستحقاقات الأساسية في لبنان، وفي مقدمها استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، سيعقّد الأمور أكثر فأكثر، ويجعل لبنان مكشوفاً على فوضى سياسية ومؤسساتية لم يُشهد لها مثيل حتى في فترات الحرب الأليمة».
وردّاً على سؤال عن استمرار الاشتباكات في مخيّم نهر البارد، جدّد قوله: «إنّ المطلوب حسم الوضع بما يحفظ كرامة الجيش اللبناني والأمن والاستقرار».
وحول الأجواء المشحونة التي ترافق الاستعداد للانتخابات النيابية الفرعية في المتن وبيروت، أعلن تأييده «مساعي التوافق التي يقودها سعاة الخير، ونشجع الوصول إلى كلّ ما يوحّد ولا يعمّق الشرخ بين أبناء الوطن، ولا سيما منهم أبناء المنطقة الواحدة»، لافتاً إلى أنّه «بصرف النظر عن خيارات المواطنين واتجاهاتهم التي يجب احترامها، فإنّ الظرف الدقيق الذي يجتازه وطننا، يحتّم عدم تأجيج الخلافات، بل السعي إلى تفعيل ما يُجمّع؛ وإنّنا في هذا الموضوع ندعم البطريرك صفير في كل توجّه يقوم به».