strong>دكّاش: متفائل بإمكان التوصل إلى توافق والكلام في الغرف المغلقة يختلف عن الخطاب السياسي المرتفع
تتواصل الجهود على أكثر من خط لإيجاد توافق ماروني يجنّب المتن معركة انتخابية ـــــ سياسية قاسية، وسط أجواء ملبّدة لا توحي بأن الاتفاق قريب، وهو ما جعل الساعين إلى عدم زيادة الانقسام يعلّقون آمالهم على إبطال مجلس شورى الدولة مرسوم الانتخابات، وهذا ما يفضّله البطريرك الماروني نصر الله صفير بحسب زواره.
وأوضح النائب بيار دكاش أن المساعي مستمرة لعقد لقاء بين الرئيس أمين الجميل والنائب العماد ميشال عون، يرعاه البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، مشيراً إلى «أن الصيغة النهائية للحل لم تتبلور بعد»، معرباً عن تفاؤله بـ «إمكان التوصل إلى توافق»، ومؤكداً «أن الخطاب السياسي المرتفع الذي نسمعه علناً من الأطراف يختلف تماماً في الغرف المغلقة».
وعما إذا كان يتوقع صدور فتوى عن مجلس شورى الدولة تكون مخرجاً للأزمة عبر إرجاء الانتخابات الفرعية، أوضح دكاش «أن مجلس الشورى عندما نظر في الطعن الأول لم يصدر قراراً بل تنصل، بقوله إن الأمر ليس من صلاحياته»، مشيراً إلى أن «عودة المجلس عن هذا الموقف ستكون مرتبطة بمستجدات».
وانتخابات المتن كانت محور لقاء بين رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر ورئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي أشار إلى أنه تداول مع المطران مطر «في المساعي المبذولة من أجل تجنيب منطقة المتن الشمالي مزيداً من الشرخ في الصف الماروني». وأضاف: «كان تشديد بيننا على أنه لا يجوز، في خضمّ ما يتعرض له لبنان من اهتزازات سياسية وأمنية، أن نضيف على المواطن المتني همّاً جديداً لم يعد في إمكانه تحمّله»، موضحاً أن المطران مطر وضعه في أجواء اللقاءات التي يجريها هو والمطران سمير مظلوم بتكليف من البطريرك صفير مع أطراف النزاع (...) وأطلعته على التحرك الذي نقوم به للمساعدة على تبديد هذه الأجواء المحتقنة وصولاً إلى الانفراج المطلوب من الجميع».
وقال: «لا يمكن أن تبقى التشنجات على ما هي عليه بين فريقين لهما وزن سياسي وانتخابي في المتن الشمالي. إذ لو كانت الأحوال طبيعية لكان مقبولاً أن تخاض انتخابات بأجواء تنافسية، أما في ظل الظروف الحساسة والدقيقة للغاية فإن أي حادث، لا سمح الله، قد يشعل فتيل مواجهة لا نعرف ما ستؤدي إليه». وأعلن «أن الحل الذي تسعى إليه بكركي هو الاتفاق على مخرج مشرّف يحفظ كرامة الجميع، وإلا فالأفضل ألا تحصل هذه الانتخابات».
وهذا التوجه للبطريركية المارونية لمسه أمس أيضاً زوار صفير في الديمان. إذ نقل الوزير السابق جوزف الهاشم رؤية مشتركة هي «أن المعركة الأهم التي تواجه المسيحيين، والموارنة تحديداً، هي إنقاذ الانتخابات الرئاسية مما يُعدّ لها من مآزق قبل المعركة الجانبية التي تجري في المتن والتي يستغلها الكثيرون، ومن أجل جعلها اختباراً لميزان القوى بين 14 آذار و8 آذار. وهناك قادو يستغلّونها أيضاً من أجل تصفية الحسابات على حساب التصارع الماروني ـــــ الماروني الذي لا نزال ندفع ثمناً باهظاً لتجاربه السابقة». وأضاف أن «الصراع الماروني ـــــ الماروني لا يجدي بقدر ما تجدي المصالحة المارونية التي تؤدي إلى مصالحة وطنية شاملة، وإذا لم نتوصل إلى مصالحة في المتن، فالأجدى أن ترجأ أو تلغى الانتخابات، وحبذا لو يتخذ مجلس الشورى قراراً بعدم قانونيتها».
وفي الإطار نفسه، زار الديمان أيضاً، مسعود الأشقر الذي قال إن البحث مع صفير تناول موضوع الانتخابات و«السعي إلى التوافق والتجاوب واجتياز المرحلة من دون مشاكل» لافتاً إلى أن البطريرك الماروني «يضع كل ما لديه من ثقل، للوصول إلى تجاوب في المتن».
(وطنية)