الجنوب ـ الأخبار
يطرح متابعون لما يجري من ترتيبات وإجراءات وإقالات وتعيينات، داخل حركة «فتح» في لبنان، تساؤلات عما إن كانت هذه المناقلات استباقاً لتداعيات معارك نهر البارد واستحقاقاتها المقبلة، أم أمراً داخلياً روتينياً.
ويلفت المراقبون الى أن هذه التغييرات التي تأتي بالتزامن مع أحداث الشمال تحاول «استثمار» نتائج هذه الأحداث تحت شعار «محاسبة المقصّرين» في حماية سكان نهر البارد، وفي تخفيف العبء عن الجيش اللبناني، في إطار «العلاقة الاستراتيجية» بين منظمة التحرير ـــــ وخصوصاً أكبر فصائلها حركة «فتح» ـــــ والحكومة اللبنانية، رغم شعار «الوقوف على مسافة واحدة من الجميع» الذي ترفعه الحركة في تحديد موقفها من الأزمة اللبنانية.
ومن أبرز التغييرات التي سُجّلت إقالة العميد بلال أصلان من قيادة الشمال، وتعيين العميد رفعت شناعة ابن المنطقة مكانه، والأخير موجود في الشمال منذ اليوم الأول للأحداث. كذلك قُبلت استقالة اللواء الركن أبو طعان من مهمة المشرف على منطقة الشمال، لأنه بحسب المصادر، رفض مقاتلة جماعة «فتح الإسلام»، بسبب «ميوله الأصولية، علماً بأنه أمضى أكثر من 20 عاماً في السجون السورية لعلاقته مع جماعة الاخوان المسلمين في طرابلس في ثمانينيات القرن الماضي».
كذلك حُلّت قيادة منطقة بيروت، وشُكّلت لجنة طوارئ قيادية بديلة من خمسة أعضاء، بعدما كانت قيادة المنطقة من 24 عضواً. وبات ممثل منظمة التحرير عباس زكي يشرف شخصياً على المنطقة. وهذا الإجراء تم في اجتماع حضره زكي وأمين سر منظمة التحرير سلطان أبو العينين، اللذين أخفقا في الاتفاق على قائد لمنطقة بيروت، بعدما رشح كل منهما شخصاً محسوباً عليه. كما شكلت لجنة عسكرية جديدة بقيادة أبو العينين بناءً على تعليمات زكي ضمّت، الى أبو العينين، خمسة من القادة العسكريين.
ورصدت مصادر متابعة حالاً من الاصطفاف داخل الحركة والمنظمة بين زكي وأبو العينين، إذ إن كثيرين تخلوا عن الثاني لمصلحة الأول، وخصوصاً محمود الأسدي ومنير المقدح وخيري أبو الحاج.
وتساءلت المصادر عن مغزى إقامة دورات عسكرية لحركة «فتح» في مخيم الرشيدية، المعقل الرئيس للواء أبو العينين، وخصوصاً أن معظم الذين شاركوا في الدورة الثانية من منطقة الشمال (من مخيمي نهر البارد والبداوي).
وتتوقع المصادر أن تكون هناك «أكباش فداء» لمعركة نهر البارد، تُستثمر في إطار تعزيز النفوذ، وخصوصاً أن عباس زكي قاد المعركة الدبلوماسية والسياسية باقتدار، فيما فشل أبو العينين في المعركة العسكرية.