قانا ــ آمال خليل
عادت ضجة الإعلاميين والزوار إلى حي الخريبة الذي يحتضن منذ عام بعض أبنائه من شهداء مجزرة قانا الثانية مع حلول الذكرى الأولى لها. فالجميع يشاركون ذوي الشهداء في الإعداد للمهرجان السنوي الأول لإحياء الذكرى يوم الأحد المقبل الذي ينظّمه حزب الله بجوار المقبرة. لكن يبدو أن ذوي الشهداء الناجين من المجزرة لهم في كل عرس قرص مليء بالندبات والخيبة، فبعد فضيحة تعويضات الجرحى التي تجاهلت حجم إصابتهم إذ قدّرت لهم الهيئة العليا للإغاثة تعويضات مالية، قبل أن تزيد تلك الهيئة الطين بلّة وتستدعي ثلاثة منهم للتحقيق أمام النيابة المالية وقاضي التحقيق الأول في بيروت بتهمة التزوير واختلاس أموال الدولة باعتبار أنهم ليسوا جرحى بل يدّعون ذلك، اكتمل حفل مكافأتهم على تضحياتهم، فأعلنوا أن بعض الأشخاص ألّفوا لجنة تدعى «لجنة تكريم شهداء مجزرة قانا الثانية» من دون إبلاغهم مسبقاً وأخذ موافقتهم بالرغم من أن اللجنة تجول على بعض الشخصيات الرسمية لدعوتها إلى حضور الاحتفال الذي تقيمه يوم الإثنين المقبل في بيروت في ذكرى المجزرة، وأولها رئيس الجمهورية العماد إميل لحود الذي وافق على رعايته للاحتفال. وإذ استغرب أحد الناجين محمد شلهوب تصرف اللجنة التي لم تشاورهم أو تطلب موافقتهم أو تدعُهم حتى إلى الاحتفال، متسائلاً «عن مدى شرعيته ومعناه في غياب عوائل الشهداء والشهداء الأحياء الذين لن يحضروه». ودعا شلهوب، باسم العوائل، الناس إلى التضامن معهم ومقاطعة الاحتفال، وقدّم اعتذاره من الشخصيات المدعوة وخصوصاً الرئيس لحود بسبب قرار المقاطعة.