جاد نصر الله
ظهر الأمين العام لـ«حزب الله» عصر 12 تموز 2006 في جامع الحسنين بعيد نجاح عملية أسر الجنديين. اختفى من بعدها أكثر من سبعين يوماً قبل أن يعود للظهور العلني في 22 أيلول في احتفال «النصر الإلهي». كثيرة هي الروايات المتداولة عن يوميات السيد حسن نصر الله في الحرب. أين اختبأ، ماذا فعل معظم الوقت، كيف أمضى نهاراته؟صَيفُ السيد الطويل وُثِّقَ بأكمله، وبانتظار اللحظة المناسبة للإفراج عن المواد المجمّعة، قصص كثيرة سوف تُحاك... في ما يلي قصة، غير رسمية، جمعت مادتها من مقرّبين

من المؤكد أن السيّد حسن نصر الله لم يعلَق داخل حدود مربعه الأمني ولا حُصِر بين زواياه القائمة. لقد كان حاضراً في أرض المعركة أينما وقعت. ارتدى الزيّ الذي يليق بالمناسبة وخلعَ العمامة. انتظر أياماً معدودة بعد عودة الهدوء إلى الجبهات ليضعَ الزي العسكري جانباً، ويسير بهدوء المحاربين متفقدّاً حجم الخراب الذي طال أرزاق أهله من أبناء الجنوب.

... وقعت الحرب

ربما سرّ الاسرائيليون بالأسلوب الذي اعتمده الأمين العام لـ«حزب الله» في الحرب، بعد رسالته المتلفزة الأولى. ظنّوا أنه انكفأ الى الصوت والصورة وانتهى إلى مصير رئيس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. شخص مجهول عنوان الإقامة، يفرّ من مكان إلى آخر في احتدام المعركة.
في الوقت نفسه، وفي مكان آخر غير آمن، جلس نصر الله يطالع الصحف اليومية التي تصله بشكل منتظم ودقيق. قرأ خبر وفاته بهدوء في اليوم الثالث لبدء الهجمات الجوية على ضاحية بيروت الجنوبية. السيد مصدوم من تصرّف الإسرائيليين وانحدارهم بالمعركة الى مستوى لا يرتقي الى سقف طموحاتهم بـ«سحق حزب الله». لم يتوقع غباءً بهذا القدر، وإن كان يدرك أصلاً أن ما تملكه إسرائيل من معلومات عن حزبه لا يساوي شيئاً.
عندما قصف الاسرائيليون نقاطاً محدّدة في عمق الجنوب، أدرك الحزب أنها الحرب، لا مجرد ردة فعل مهما كانت كبيرة، ثم جاءت الإشارة الأولى عن قصف الضاحية. لم يُعرف بعد ما الذي جعل إسرائيل تتصرف على هذا النحو. مراسل صحافي من رام الله تلقى اتصالاً من الجيش الاسرائيلي وطُلب منه أن يجري اتصالاً بمن يهمّه الأمر في بيروت ليعلمهم بأن مقارّ نصر الله سوف تقصف وليخرج المدنيون من هناك. كانت اسرائيل تعلم أن نصر الله اختفى، ولكنها كانت قرّرت معاقبة الضاحية ورفع مستوى المواجهة. وبعد ساعات حصلت الضربة، وتكرر السلوك الاسرائيلي مرة ثانية عند قصف تلفزيون «المنار». وهذه المرة لجأ العدو الى إبلاغ ديب حوراني مراسل «المنار» في جنين بالأمرلم تمضِ ساعات على اندلاع المواجهات الاجمالية، حتى أعلنت حال الطوارئ. وُضّبت الحقائب، وحُلقت اللحى. استُبدل الهندام الرسمي واستعيض عنه بالخفيف من الملابس، وبالطبع من دون نسيان القبعة الصيفية. وُزّعت الأدوار بسرعة. أُخلي السكان جميعاً بسرعة فائقة. بقي من بقي في الضاحية، فيما حمل الآخرون ما خفّ وزنه وما يجب استعماله، وتوزّعوا على شقق في أرجاء العاصمة بيروت حيث بالإمكان إدارة العمليات بهدوء من دون لفت الأنظار.
يتمتع السيّد نصر الله بأعلى حماية شخصية على الإطلاق. والحديث يدور عن المئات من الأشخاص الذين يتوزعون على الأرض ويكونون في دائرة قريبة منه. الشرط الأول والدائم لأمنه: لا مجال لأي استعراض. وممنوع على الآخر، عدواً كان أو صديقاً، أن يتخيّل موكب السيد، لا أحد يعرف نوع سياراته ولا ألوانها، ولا حتى وجوه مرافقيه الحقيقيين، وهم غير الفريق الثاني الذي يظهر معه أمام الجمهور. ولكلّ من الفريقين تدريبه وأجهزة اتصاله وأسلحته، وهؤلاء ينتشرون في المكان متسلّحين بعيونهم وما التقطته ذاكرتهم من سمات الوجوه وملامحها. الخطأ ممنوع. يحرصون على الهدوء والحذر والصبر والتروّي والقناعة، والأهم من كل ذلك التكتم، تدريب للنفس ليس صعباً بالنسبة لهم لأنهم يؤمنون بأن جزاءهم ليس على هذه الأرض.
هذا في المهرجانات العادية والاستقبالات الرسمية واللقاءات الاعلامية، أمّا في حالة الحرب فالمعادلة مختلفة تماماً، ففيما يسرق «ملائكة» السيد المنتصبون على جانبيه كل الأضواء، أبو علي جواد والرامي الماهر «أبو الفضل»، فإن حالهم في الحرب تصبح معقدة جداً ولا يزيد في الموقف إلا حراجة على مستوى تنقلات السيد وحركته. عدد قليل من المرافقين ممن لا يظهرون في الصورة عادة لزموا جانبه. محازبون آخرون يتعاطون مع الملفات الحساسة لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة، أبقوا على اتصاله بالعالم الخارجي: تأمين اللقاءات الإعلامية ومتابعات وراء الكواليس كما اللقاءات على مستويات عالية جداً والالتفاف على المكائد تأميناً لحسن سير الأمور. أمّا عن القيادة السياسية فإن غالبية أعضائها لم تلتقِ السيد أو تجتمع به إلا بعد حين.
تابع نصر الله الحرب بشكل دقيق. جمعت الاتصالات بينه وبين قيادة العمليات العسكرية في الجنوب. لم يتوقف عن محادثتهم على مدار الساعة. كان يلحّ لاكتمال الصورة قبل أن يقول ما يجب قوله لبقية المقاتلين واللبنانيين والعالم أجمع. وهو أعاد تكرار السؤال عليهم مرات عدة طالباً معرفة النتائج المؤكدة مئة في المئة لإعلانها، لأن العالم لن يغفر لهم أيه أخطاء حين يبث رسائله المسجلة.

الخروج إلى الضوء

ساد الهدوء على جبهات القتال بعد الرابع عشر من آب فيما الحذر يقبض على النفوس. استعرت نار السجال السياسي الداخلي. قياديو حزب الله من الصف الأول يرصدون بدقة كل الأصوات التى تصدح في العلن وتصلهم أصداء الهمسات من الغرف المغلقة. بعد ثلاث مقابلات صحافية كان لا بد من التعديل في لهجة الرد. اتُخذ القرار بالعمل على عودة «النازح» التلفزيوني إلى مكانه على المنصة حيث يطلّ على جمهوره في فضاء مفتوح ويلقي خطابه الأول. لم يكن في الأمر مغامرة غير محسوبة. الجرأة لا تنقص الرجل، لكنها آخر ما يدخل في حسابات جهازه الأمني.
أسباب كثيرة حالت دون استغلال إسرائيل لـ«مهرجان الانتصار» واغتيال نصر الله. فالقاعدة الأمنية التي يعمل وفقها الحزب لضمان سلامة محازبيه معقدة جداً. المسألة أشبه بدوائر متوازية ومتشابكة في آن واحد، يكتشف كل طامح باختراقها أنه بقي وقتاً طويلاً يسير بخطوط على تماسها، حيث يدور ولا يتصل بها إلا بنقطة واحدة ليعود ويبتعد من جديد. وإن حصل ونجح في الانعطاف بمساره إلى الداخل، تراه يصطدم بدائرة أخرى، يدور ويدور وعوداً على بدء...

حياة السيد نصر الله مهمة. لكنه ليس رأس الهرم. هناك أفراد كُثر يعملون بصمت. وهيكلية الحزب قائمة على مبدأ هرمي يتدرّج من القاعدة الى قمّة برؤوس عديدة معظمهم لا يظهر في الصورة. قمة تتوسّط قاعدة هرم آخر مقلوب الرأس على قاعدة هرم آخر. وبين هذه الأشكال التنظيمية نقاط تقاطع كثيرة ومعادلات عصيّة على الالتقاط. ومن يرَ كيف تصرّف الأمن مع سيّده في الاحتفال يدرك أن العوامل التي يستند إليها في تكتيكه بسيطة جداً، لكنها كافية لتحمي شخصاً بحجم قائد المقاومة:
أولاً، لم يكن اختيار عصر نهار 22 أيلول لإقامة الاحتفال عبثياً، إذ تزامن في هذا النهار احتفال الطائفة اليهودية بعيد رأس السنة العبرية. راهن الحزب على مؤشرات تعود إلى عشرات السنين تظهر خموداً عاماً في إسرائيل في هذا النهار، ما خلا تشديد بعض الإجراءات على المعابر التي تفصل مناطق الحكم الذاتي عن المدن المحتلة.
ثانياً، منذ بدأ السيّد يعتلي المنابر، تكون منصّات الصواريخ على اختلاف أنواعها مصوّبة نحو الأراضي المحتلة بالإضافة الى أعلى حالة استنفار للمُسلّحين على الجبهات. الأمر الذي يرغم الحكومة الاسرائيلية على الجلوس والإصغاء إلى الأمين العام لـ«حزب الله» يخاطبهم، ويمنعهم من الإقدام على أيّ خطوة ناقصة لن يقدروا على تحمّل تبعاتها.
ثالثاً: كان هناك من يراقب بوسائل تقنية متطورة حركة سلاح الجوّ الاسرائيلي، متى خرج السرب الحربي واستقرّ قبالة البحر. كانت الجموع في انتظار نصر الله حين أبلغ طيّارون من سلاح الجوّ قيادتهم بأنهم جاهزون للعمل في أي لحظة. أرسلت قبل ذلك إشارات متنوّعة إلى جهات دولية بأن هذا الخطأ إن وقع فسوف يفتح أبواب جهنم. ومع ذلك كان بين رجال أمن نصر الله وبين قيادته السياسية من يرفض خروجه إلى الجمهور مباشرة، وقد جهزت قبلاً شاشة لنقل الخطاب مباشرة من مكان ليس ببعيد، بما يتيح له رؤية الجماهير والتفاعل معها.
عندما أطلَّ نصر الله لدقيقتين على الجمهور، كان رجال أمنه يعتقدون أن المهمة أُنجزت، لكنه ما إن عاد إلى غرفة صغيرة خلف حاجب قماشي قريب من الساحة، حتى قال لهم إنه لن يكون نفسه إذا ترك هؤلاء القادمين لرؤيته من كلّ مكان، متحدّين احتمالات قصف المهرجان، ويبقى هو خلف الستارة. كان على الآخرين المراقبة والصلاة. إنه الآن بحماية الله.
حرمت الحرب السيد حسن نصر الله أموراً كثيرة. لم يعد إلى سابق عهده، يفاجئ عوائل الشهداء بزيارات التعزية شخصياً أو يقيم الخطب العامة من وقت إلى آخر، كعقد قران المقاتلين في مبنى الأمانة العامة السابق. تتكدّس على مكتبه طلبات كثيرة ، لكنه يكتفي هذه الأيام بإرسال نسخة من القرآن الكريم موقّعة منه مع إهداء خُطَّ بيده. حتى واجباته الدينية التي يحبّها صار ممنوعاً عليه ممارستها بقوة وبكثرة. حتى إنه اضطر أخيراً إلى مراجعة عالم إسلامي كبير في أحواله وعباداته وسأله عما يقدر على القيام به في ظل ظروفه الحالية، وتلقى الجواب: افعل كأنك تقترب من مقابلة ربك...
لطالما مازح السيد زواره وأصدقاءه بأنه لا بد ستأتي لحظة ونرتاح فيها من تعب الدنيا وهمومها. يبتسم بطريقة تستفز المحبين الذين لا يرضون له تحقيق أمنيته في أن يموت شهيداً، وهم الذين يخشون على أنفسهم من موته...




خاتم السيّد... في مزاد علني

قبل نحو سبع سنوات تقريباً... رنّ هاتفه فجأة. أبلغه المتحدّث على الطرف الآخر أن يجمع والديه وإخوته في المنزل لأن شخصاً هاماً سيزورهم بعد دقائق معدودة. كانت المكالمة قد انتهت حين فهم عيسى محتوى الرسالة. لحظات قليلة دخل بعدها السيد حسن نصر الله الى غرفة الاستقبال الضيقة وقدّم التعازي للعائلة بابنها البكر الشهيد عباس. خرج عناصر «وحدة الحماية» من اللامكان فجأة. ازدحم الشارع الضيّق في محلة برج البراجنة بالمرافقين الشخصيين وبزّاتهم المتشابهة والداكنة اللون. أسرع عيسى الى الغرفة ليحضر ألبوم صور أخيه الشهيد. جلس جنباً إلى جنب مع نصرالله حتى عاتبه لاحقاً كل من شاهد التقرير المُذاع في نشرة الأخبار على التصاقه إلى هذا الحد بالأمين العام لـ«حزب الله» والدنيا حَرّ شديد. كان تبريره مقنعاً «أتحسبونني أقابله دورياً! لا نفقد أخاً كل يوم. لقد كلفتنا زيارته شهيداً».
ارتاح الزائر في مجلسه ورأى أجساد الجيران تحشر نفسها لتطل برؤوسها من فتحة باب الدار. انسلّ طفل صغير بحذر فدعاه السيد للاقتراب «تعال ولا تخف. نعم، هذا أنا من تشاهده يصدح في التلفاز».
يتندر عيسى بالحادثة، يدّعي أن السيّد لن ينساه يوماً، «فليذكِّروه فقط بالشاب الذي ثقب له أذنه من كثرة ما تكلّم طيلة نصف ساعة». وبالفعل، فبعد سنوات من الحادثة وفي احتفال جمع السيّد نصر الله بالمقاومين، اقترب عيسى منه مصافحا وسائلاً «أتذكرني يا سيّد؟»، «نعم، أنت...». ارتاب مرافقوه للشاب الصغير يهمس في أذن أمينهم العام طويلاً كأن بينهما معرفة قديمة العهد. «أنا من جماعة الحاج فلان... وعدونا بسهرة خاصة معك». جاء الجواب مقتضباً: «قريباً إن شاء الله»، «أحتاج لمناقشتك، فمتى؟». ابتسم السيد ولَكَمَ سائله على صدره مداعباً «لا تكن لجوجاً، كل شيء سيتم في حينه».

***


تُطلّ الشقة في المبنى الحديث على أوتوستراد الشهيد هادي نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية. طرق الملتحون الباب ودخلوا في ساعة متأخرة من الليل. سألوا أصحاب المنزل عن إمكان إخلائه خلال ساعتين اثنتين. استغرب أهل الدار الأمر وألحّوا في الحصول على جواب من شباب «حزب الله»! لف ودوران ولم يفلحوا في فك لغز المساء. اعترف عناصر الأمن بالسر أخيراً: «السيد سيلقي خطبته غداً من على شرفتكم. دَبِّروا أنفسكم الليلة وإن لم تجدوا مكاناً تذهبون إليه فبإمكاننا تدبير إقامتكم والتكفّل بكل شيء». بالطبع كان الحزب قد رصد المكان لفترة مديدة وأعدَّ ملفاً كاملاً عن أهله وسكانه ووضع جميع الاحتمالات كما أبقاهم تحت الأنظار، كي لا تغلبهم حماستهم فيزلّ لسانهم بالمعلومة، حتى ولو كانوا محسوبين على الحزب.
انهمكت ربّة المنزل بتنظيف المنزل ورتبته أفضل ترتيب. بدأ الاحتفال وحين أطلَّ الأمين العام بعباءته السوداء ليلقي خطبته من على المنبر ملوّحاً بيده، انهالت الاتصالات من كل حدب وصوب على أصحاب الشقة تسألهم إن كان السيّد نصر الله يتحدث من منزلهم فعلاً، «هل أنتم بقربه، تشاهدونه من الخلف؟!».
انتهى النهار فأقفلوا راجعين. دخلوا المنزل مقتفين آثاره في أرجاء الغرف. بحثوا عن رائحته في الزوايا. «هل جلس على هذه الكنبة أم تلك؟ هل بات ليلته هنا، وعلى أيٍّ من الأسرّة؟» صدموا حين رأوا كل شيء على حاله. كان الجهاز الأمني قد قام بالتنظيف ورفع كل الآثار المحتملة لدرجة تصديق أنَّه لم يطأ أحد قدمه على العتبة قطّ. خطأ وحيد: كوب فيه بعض من الماء على الطاولة في وسط غرفة المعيشة... حتى حينه، لم يُغسل الكوب، فربما يكون السيّد حسن نصر الله هو الذي ارتوى من مائه. يُزيِّن الكوب المتسخ اليوم الشقة. تفتخر به ربَّة المنزل ولا تبحث عن الجواب الحقيقي لسؤالها.

***


رفض أحد المواطنين الأجانب ممن عملوا مع «حزب الله» على إعداد أحد المشاريع الإعلامية تقاضي بدل لأتعابه، «اسمحوا لي بالتعرف على سيِّدكم في المقابل». تدخل أحد الوسطاء وأبلغ نصر الله شخصياً برغبة الشاب. كانت الأيام أكثر أمناً من اليوم، فتم تدبير اللقاء. انتظر المدعوّ مع الآخرين في غرفة اختفت فيها الأضواء وانقطع عنها الهواء. دخل السيد بعد قليل معتذراً من ضيوفه على التأخر لأنه كان يصلّي في غرفة مجاورة. أول ما فعل الضيف المتحمّس أنه سأل نصر الله لماذا لا يرتدي الخاتم الذي يراه في يده عادةً في الخطب العامة، «أخلعه من يدي حين أتوضأ قبل الصلاة». كان الأجنبي جريئاً بما فيه الكفاية ليطلب الحصول على الخاتم. لم يردّ السيد الطلب فقدمه له هدية بكل محبة.
بعد عامين، اندلعت حرب تموز 2006، وحين سمع العالم نصر الله يعلن عبر شاشة «المنار» إغراق البارجة العسكرية الاسرائيلية، هاتفَ الأجنبي أصدقاءه في الحزب ومازحهم بالقول «أبلغوا السيد أنني أملك خاتمه. أنوي عرضه للبيع في مزاد علني حين تنتهي الحرب وسأفتح المزايدة عليه بمليون دولار أميركي...».




حدث في 28 تموز

نفذ «حزب الله» قراره بالانتقال إلى مرحلة «ما بعد حيفا» فأطلق للمرة الأولى، صاروخاً من طراز جديد سمّاه «خيبر واحد» بلغ مدينة العفولة على بعد 47 كيلومتراً من الحدود مع لبنان، فيما كانت إسرائيل تعلن سقوط إحدى طائراتها الاستطلاعية من طراز «MK» في منطقة جبل الباروك، بعدما كانت قد سقطت طائرة ثانية، من النوع نفسه في منطقة المصنع بين الحدود اللبنانية والسورية.
وارتكبت إسرائيل أربع مجازر جديدة، الأولى في بلدة حدّاثا الجنوبية والثانية في بلدة كفرجوز والثالثة في بلدة ياطر والرابعة في بلدة دير قانون النهر.
سياسياً، حمل وفد «الترويكا» الأوروبية القادم من القدس المحتلة الى بيروت إشارات واضحة للمأزق الذي بلغه الاسرائيليون، الذين طلبوا مهلة جديدة تمتد بين أسبوعين وخمسة أسابيع «ولذلك عليكم إرجاء الممرات الآمنة حتى ننهي عملنا» بعد أن بدا واضحاً أنه تم تلزيم وفد الترويكا الشق الإنساني لتأكيد دوره في لبنان والمنطقة. أما ملف معالجة الازمة دبلوماسياً، فإنه بأيدي الاميركيين وتحديداً وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس وفريقها.
وفيما اعترف النائب وليد جنبلاط بأن «حزب الله» سجل «انتصاراً مهماً وهائلاً» تساءل عما إذا كان السيد حسن نصر الله سيهدي هذا النصر الى الدولة اللبنانية أم إلى النظام السوري أم إلى الجمهورية الاسلامية كي تحسن شروط التفاوض على الركام اللبناني؟