شهد الصرح البطريركي في الديمان أمس حركة مشاورات كثيفة بشأن الانتخابات النيابية الفرعية في المتن والوساطات والمساعي الجارية لإيجاد تسوية بين الرابية وبكفيا. وتواكبت هذه الحركة مع مواقف داعمة للتوافق، وإلا فخوض المعركة «رغم أضرارها» .ومن زوار الصرح عضو اللقاء الديموقراطي النائب فؤاد السعد الذي أمل الوصول إلى تفاهم وتوافق في انتخابات المتن، مؤكداً أنه «إذا كان لا بد من أن تحصل المعركة، فنحن إلى جانب الرئيس أمين الجميل».
واستقبل صفير المرشح عن المقعد الماروني في المتن الشمالي جوزف الأسمر الذي لفت إلى «أن البطريرك مستاء جداً من الأوضاع السائدة في المتن، «مشيراً إلى أن «المعركة لا تستحق كل هذا التشنج والتوتر».
ولم يغب موضوع الانتخابات عن اهتمام السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان الذي دعا بعد زيارته رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر إلى أن تأخذ «اللعبة الديموقراطية مجراها، والانتخابات هي تجسيد لهذه الديموقراطية»، آملاً «أن تكون معركة ديموقراطية لا معركة من نوع آخر».
وفي المواقف رأى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون «أن أي توافق في المتن على تزكية الرئيس الجميل بعد المساعي الوفاقية، سينعكس إيجاباً على الحوار»، فيما أمل حزب الوطنيين الأحرار «أن تنتصر الدعوات الحكيمة إلى تجنب المعركة في المتن، أما إذا لم تلق هذه الدعوات آذاناً مصغية (...) فخيارنا واضح وثابت، وهو الوقوف بكل ما نملك من إمكانات وقدرات إلى جانب الرئيس الشيخ أمين الجميل».
ودعا رئيس حزب الكتائب السابق ايلي كرامة الى دعم الجميل في انتخابات المتن. من جهته أكد مدير دائرة الإعلام المركزي في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية أنه «نظراً لحجم الحضور المهم للحزب في منطقة المتن الشمالي وحجم كتلته الناخبة (...) مضطر لتأكيد هذا الحضور وتثبيت حيوية الحراك الوطني والسياسي له»، معلناً أن مناصري الحزب ينتظرون القرار الحزبي المركزي الذي سيصدر خلال أيام، مشيراً إلى أنه تم «وضع اللمسات الأخيرة لعمل الماكينة الانتخابية التي أصبحت في جهوزية تامة».
أما في بيروت فقد عقدت اللجان الشعبية الاجتماعية في مناطق: المصيطبة، برج أبي حيدر، عائشة بكار والزيدانية اجتماعاً مشتركاً، ناقشت فيه الدعوة إلى الانتخابات الفرعية في العاصمة ودعت في بيان إلى «مقاطعة الانتخابات والامتناع عن المشاركة فيها».
ورأت «ندوة العمل الوطني» أن «الدعوة إلى الانتخابات الفرعية هي باطلة حكماً لأنها لم تقترن بتوقيع رئيس الجمهورية» وأسفت «لبعض التصريحات المتبجحة والانتهازية التي صدرت حول بيروت التي رفضت ولا تزال أي احتكار لأصوات ناخبيها التي ستثبت وفاءها لوطنها لبنان ولعروبتها الأصيلة على الرغم من المحاولات المتكررة لجرها إلى زواريب الفتنة الطائفية والمذهبية».
(وطنية، مركزية)